الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

وثائق مسربة تكشف ماضي الرئيس السوري.. من هو أمجد مظفر حسين النعيمي؟

وثائق مسربة تكشف
وثائق مسربة تكشف ماضي الرئيس السوري.. من هو أمجد النعيمي؟

تؤكد الوثائق السرية أن أحمد الشرع الرئيس السوري، قضى ست سنوات في سجن أميركي في العراق، تحت اسم مستعار، وهو كشف متفجر تسرب قبل أسابيع فقط، من ظهوره الإقليمي الأول كزعيم لسوريا.

بعد أقل من يوم واحد من الإعلان العلني الذي أصدره رئيس الوزراء العراقي، يوم الأربعاء الماضي، بأن الرئيس السوري أحمد الشرع، سيحضر القمة العربية المقبلة في بغداد، أثارت وسائل التواصل الاجتماعي، في العراق موجة مذهلة من الوثائق والصور المسربة.

وتكشف المواد، التي تحققت منها "ميديا ​​لاين" بشكل مستقل، عن فصل غير معروف في حياة الشرع: احتجازه لمدة ست سنوات في العراق بين عامي 2005 و2011، تحت هوية مزورة.

وثائق مسربة تكشف ماضي الرئيس السوري.. من هو أمجد مظفر حسين النعيمي؟

أبو محمد الجولاني اسمي أحمد أحمد هو صاحب السعادة في سوريا، وهو يستمتع بموارد الجودات التي أضافها إلى اسمه المفاجاش مع الكثير من المختار في دمشق 23 بدسمبر

وفقًا للوثائق، اعتُقل الشرع في 14 مايو 2005 على يد القوات الأمريكية العاملة في العراق. واحتُجز تحت اسم أمجد مظفر حسين النعيمي، في سجن التاجي شمال بغداد. ونُفذ الاعتقال بموجب مذكرة توقيف صادرة عن مجلس القضاء الأعلى العراقي.

سمح استخدام هوية مزورة للشرع بالتهرب من التعرف عليه لسنوات. وبإجادته لهجة الموصل العربية، وحمله هوية عراقية مزورة، تمكن من إقناع فرق التفتيش الأمريكية - التي غالبًا ما كانت برفقة متعاقدين عراقيين - بأنه مدني محلي.

قال فاضل أبو رغيف، المحلل الأمني ​​العراقي الذي راجع الوثائق: "كان هذا الرجل قادرًا على الاختفاء وسط أي حشد، لقد أنقذت قدرته على الاندماج مع الآخرين حياته، ورسمت مستقبله".

وثائق مسربة تكشف ماضي الرئيس السوري.. من هو أمجد مظفر حسين النعيمي؟

وتم نشر الوثائق قبل أسابيع فقط من انعقاد القمة العربية المقررة في 17 مايو في بغداد، حيث من المتوقع أن يظهر الشرع في هذه القمة بمستوى رفيع، وهي المرة الأولى التي يتولى فيها رئاسة سوريا الانتقالية بعد سقوط نظام الأسد.

ليس واضحًا من سرّب الوثائق، التي كشفت هذه العناصر من ماضي الشرع، ويُرجّح أن تكون إيران مشتبهًا به، نظرًا لمعارضتها لنفوذ الشرع المتنامي، وحرصها على إفشال أي جهود لإعادة تأهيله سياسيًا، كما تحتفظ إيران بنفوذ استخباراتي كبير داخل العراق.

وثائق مسربة تكشف ماضي الرئيس السوري.. من هو أمجد مظفر حسين النعيمي؟

وبدلاً من ذلك، ربما جاء التسريب من داخل العراق نفسه، ربما من الفصائل المعارضة للتعامل مع الشرع أو التي تسعى إلى اختبار ردود الفعل الشعبية والسياسية.

كان للتسريب أثرٌ ملحوظ: فهو يُقوّض مصداقية الشرع، ويُعقّد علاقاته الخارجية، ويُضرّ بصورته العامة لدى قاعدته الشعبية في إدلب، كما يُضعف مكانته السياسية في وقتٍ يسعى فيه لتقديم نفسه كفاعل سياسي شرعي.

ماذا كشف عن ماضي الشرع؟

وصل الشرع إلى العراق عام 2003، بعد فترة من الغزو الأمريكي، وانضم وهو في أوائل العشرينيات إلى جماعة سرايا المجاهدين المسلحة، التي شُكِّلت لمقاومة القوات الأمريكية، حيث تصفه مصادر من تلك الفترة بأنه كان منضبطًا ومتحفظًا وملتزمًا التزامًا عميقًا بالقضية.

وثائق مسربة تكشف ماضي الرئيس السوري.. من هو أمجد مظفر حسين النعيمي؟

انقطعت فترة وجوده مع الجماعة باعتقاله بعد عامين. ولكن حتى وهو خلف القضبان، يبدو أن الشرع ظل ملتزمًا بمهمة أكبر، تُظهره صورة جماعية مُضمنة في الوثائق بين صف من المعتقلين عام 2011، قبل أيام قليلة من إطلاق سراحه في 13 مارس من ذلك العام.

بعد يومين، اندلعت الثورة السورية، وعاد الشرع سريعًا إلى سوريا، وانضم إلى عدد من الفصائل الجهادية، بما في ذلك تنظيم القاعدة، ثم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لكن تحالفاته لم تدم طويلًا. فبحلول عام 2016، قطع الشرع المعروف آنذاك باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، علاقاته مع الجماعتين.

في مقطع فيديو نُشر على نطاق واسع عام 2016، ظهر لأول مرة علنًا مرتديًا عباءة عربية تقليدية، أعلن عن تشكيل فصيل جديد والانفصال الرسمي عن تنظيم القاعدة.

بدأت سمعته تتغير. من مقاتل سري إلى قائد إقليمي مؤثر، أصبح الشرع الزعيم الفعلي لهيئة تحرير الشام، القوة المهيمنة في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة الرئيسية في سوريا.

وصف سكان إدلب الذين عرفوا الشرع قبل صعوده إلى السلطة تحولاً جذرياً، يتذكر حسن، وهو شاب من مدينة كفرنبل، لحظة وصول الرجل المعروف بالجولاني إلى المدينة.

قال حسن: "كان هادئًا وودودًا. كنت أراه يتجه إلى الجبهات لقتال قوات الأسد. كان يبتسم للجميع، ولا يرفع صوته أبدًا".

بعد فترة، قال حسن، أصبح الشرع يُرى دائمًا "محاطًا بالحراس والمقاتلين". وأضاف: "عندها أدركنا أنه لم يعد مجرد مقاتل عادي، بل أصبح شخصًا مهمًا".

قال المحلل عبد الرحمن الناصر إن قيادة الشرع شكلت نقطة تحول في مسار المعارضة السورية المتشرذمة. تحت قيادته، عززت هيئة تحرير الشام نفوذها في إدلب، وأنشأت حكومةً هشة، وفرضت سيطرتها على الأمن المحلي والإعلام، وحتى المحاكم.

جاءت الصدمة الكبرى في 8 ديسمبر 2024، عندما اقتحمت قوات المعارضة دمشق، سقطت العاصمة السورية ، وانسحبت القوات الحكومية من المباني العامة والشوارع، وانتهى عصر حكم البعث، الذي استمر 61 عامًا في عهد الحزب، و53 عامًا في عهد عائلة الأسد، بشكل مفاجئ.

في 29 يناير 2025، أعلنت الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا عن موجة من القرارات التاريخية: حل حزب البعث العربي الاشتراكي، وتعليق العمل بدستور عام 2012 في عهد الأسد، وإلغاء برلمان النظام السابق الذي كان مجرد برلمان صوري.

كان أحمد الشرع في قلب الحدث. الرجل الذي سُجن سابقًا باسم مستعار، عُيّن رئيسًا مؤقتًا لسوريا، مع تفويض بالإشراف على الانتقال نحو نظام سياسي جديد.

ماذا ينتظر الشرع بعد ذلك؟

بينما تلقى قصة الشرع صدى لدى العديد من السوريين المعارضين للأسد، إلا أنها تثير أيضًا تساؤلات حول طبيعة القيادة في سوريا ما بعد الصراع. 

وقد أعرب بعض النشطاء عن قلقهم إزاء ماضيه المسلح ونفوذ هيئة تحرير الشام في الحكومة الجديدة - على الرغم من حلها رسميًا في يناير 2025 بنية الانضمام إلى الدولة السورية.

قال دبلوماسي غربي مطلع على محادثات المرحلة الانتقالية في سوريا، متحدثًا شريطة عدم الكشف عن هويته، عن الشرع: "إنه ليس سياسيًا تقليديًا. شرعيته تنبع من ساحة المعركة، لا من صناديق الاقتراع. وهذا قد يُعقّد جهود بناء مؤسسات شاملة".

ومع اقتراب موعد انعقاد قمة جامعة الدول العربية، سوف تتجه كل الأنظار إلى الشرع ــ الرجل الذي كان ماضيه مخفيًا في زنزانة سجن، والذي يجلس الآن على طاولة القيادة العربية.

تم نسخ الرابط