الإثنين 18 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

أنا اللبؤة قصيدة شعرية تثير أزمة بجامعة الأزهر، واتهامات لـ سامية بكر بالمجون

أنا اللبؤة قصيدة
أنا اللبؤة قصيدة شعرية تثير أزمة بجامعة الأزهر

شعر سامية بكر، في تصعيد جديد للأزمة التي تشهدها جامعة الأزهر فرع أسيوط، أثيرت ضجة واسعة على خلفية قصيدة شعرية نشرتها المعيدة سامية أحمد محمد بكر عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك"، حملت عنوان "أنا اللبؤة في رواية أحدهما"، إذ أثارت ردود فعل متباينة داخل الوسط الجامعي، واعتبرت – من قبل إدارة الجامعة – جزءً من سلوك غير منضبط أدى إلى اتخاذ إجراءات ضدها، شملت وقف راتبها والتحقيق معها.

القصيدة، التي حملت نبرة تحدٍ ورفض، وصفتها سامية بأنها "تعبير ذاتي عن معركتها مع الظلم، ووسيلة لإثبات الذات في مواجهة ما اعتبرته اضطهادًا مؤسسيًا وتمييزًا دينيًا". ومنذ لحظة نشرها، تحولت إلى رمز لقضيتها، كما أثارت ردود أفعال على المستويين الأكاديمي والإعلامي، بين من اعتبرها شجاعة أدبية في مواجهة الفساد، ومن رآها خروجًا عن الضوابط المهنية داخل المؤسسة.

نص القصيدة: تمردٌ شعري بلغة القوة والكرامة

في القصيدة التي جاءت بعنوان "أنا اللبؤة في رواية أحدهما"، استخدمت المعيدة لغة رمزية عالية، جسدت فيها نفسها على هيئة "لبؤة" لا تُكسر، صوتها "زئير" يهزّ أركان الصمت، وكتاباتها "نار" تحرق الزيف وتضيء طريق الحقيقة.

ونستعرض نص القصيدة في الآتي:
#أنا_اللبؤة_في_رواية_أحدهما
أنا اللبؤة....صوتي زئيرٌ في السما...
في رواية أحدهما...
                 أكتب قصتي بيَدي أنا!
أنا سلاحي صدقٌ يشع بنور....
والكذب في عيون الحاسدين يثور!


أحيا بأملٍ يتحدى الليالي....
وأنشر محبةً رغم قسوة الدور!
أنا من أكون.... لا ما يمليه زماني...
حكايتي أكتبها بقلبٍ واعٍ جسور!
أنا اللبؤة، أترك في الدرب أثر...
كلامي شعاعٌ يهدي كل مشطور!
من رمى سوءًا، فالسوء مرآته....
ومن رآني خيرًا، فأنا فوق الشعور!

أنا اللبؤة قصيدة شعرية تثير أزمة بجامعة الأزهر


أنا الحكاية والصوت والقلم...
       أنا الفكرة والحبر والمدد!
زئيري يهز أركانَ العلمِ.....
                          بجرأةٍ واعتدادِ!
وكلمتي نارٌ تشتعلُ....
            في قلوبِ الحاسدينَ بلا مهادِ!
تتفجرُ كالبراكينِ......
          تحرقُ ما يُخفيه الحقدُ من دخانٍ!
وتنيرُ الدروبَ المظلمةَ.....
                              بنارِ الحقِّ والنضالِ!
أرى الصدقَ في نفسي....
                          سلاحَ قوةٍ لا يلينُ!
وأرى الكذبَ في غيري....
                            ظلامًا أصمَّ بلا ضوءٍ!
يغطي العقولَ ويعمي القلوبَ!
أنا نجمٌ يتلألأ في ليلِ الغدرِ والخيانة..
وأرتقي بقلبٍ صافٍ.....
        رغمَ عواصفِ الجحودِ والانتحالِ!
لا أهابُ زيفَ القولِ....
                      ولا سرابَ الكلامِ الغادرِ!
فالحقيقةُ درعي.....
          والصدقُ تاجي في محفلِ الأسرارِ!
أنا اللبؤةُ التي لا تخشى ضجيجَ المعمعةِ..
                                 صوتي مدوٍ كالرعدِ!
والحقُّ هو العلمُ والصفاءُ...
                أزهقُ ظلالَ الظلمِ والجَهالةِ!
وأزرعُ نورَ الحقيقةِ....
                          وأهدي قلبي الارتقاءَ!
أهوى الأمل وأعشقُ صفاءَ السماءِ..
وقلبي ينبضُ بالحُبِّ بلا انتهاءٍ...
             ويستطلع إلى نورٍ يعانقُ السماءِ!
أرى نفسي كما تشتهي روحي أن تراها..
لا كما يراها من عبثَ بالمعاني....
                                      وأشاعَ التبديدَ!
أنا اللبؤةُ التي تحكي قصةَ فخرٍ..
بكلماتٍ تُشعلُ الليلَ وتُضيءُ أثرَ المسيرِ!
أزرع في دروبِ الأملِ نورًا لا يَزولُ..
                   وأكتبُ للحياةِ قصائدَ عزٍّ تدومُ!
بصوتي الصارمِ أُعيدُ بناءَ أحلامي....
وأُلهِمُ القلوبَ أن تصمدَ رغم الظلامِ!
فأنا القوةُ التي لا تهابُ العواصفَ...
              والنارُ التي تحرق بلا انتهاء!
بين حلمٍ وأمنيةٍ...
هاجمتُ اليأسَ بجبروتٍ وغيرةِ!
بين أملٍ وألمٍ....
قفزتُ سنة الجبلِ....
              بثباتٍ ونبضٍ كالبُردِ المستقلِ!
سرقتُ من الأيامِ يومَ سعادةِ...
ورسمتُ على الحاقدين.....
                   بأنيابي العلامةَ المُرادةِ!
ذرّيتُ ظلالَ الألمِ في عتمةِ السكونِ...
ونسجتُ تاجَ العزةِ ودرعَ الفخرِ المصونِ!
ستظل علامتي مرسومة على وجوههم...
كوصمة عار لا تمحى مهما طال الزمان!
تشهدُ على فسادهم وغباءهم الثقيل...
كعلامة سوداء في صفحات تاريخهم!
تنسج صمتًا يعلو...
             فوق أصداء الكذب والخداع!
وتُذكرُ الجميع بأن الحق لا يُمحى....
وأن النور يسطع رغم أعتى الظلام!
يخترق قلب الليل...
                      ويهزم عتمة الأيام!
ويبقى شاهدًا ...
                     على من سعى للباطل!
ومن حاول أن يطمس آثار الحقيقة...
والعدالة لن تنام مهما غالبها الظلام!
_________
معاني الكلمات:
1-اللبؤة: أنثى الأسد، وهي ترمز للقوة والشجاعة.
2-قسوة الدور: صعوبة الظروف.
3-جسور: شجاع.
4-مشطور: منقسم وهو تعبير مجازي.
5-الحبر والمدد: الحبر رمز للكتابة، والمدد العون!
والمراد بها الكتابة بقوة ووعي!
6-بجراة واعتداد: الشجاعة مع الثقة بالنفس والكبرياء.
7- بلا مهاد: بلا توقف.
8- البراكين: الانفجارات، وهي تعبير مجازي عن القوة والغضب.
9-الانتحال: ادعاء شيء ليس لك، وتزييف الحقيقة، والتقمص غير المشروع لشخصية أو صفة.
10-ضجيج المعمعة: صخب الفوضى والاضطرابات في الأقوال والافعال.
11- يستطلع: يبحث بتمعّن.
12-يشاع التبديد: نشر الفوضى وصرف الناس عن الحقيقة.
13-كالبُردِ المستقلِ: المراد تجاوزتُ صعوبة كبيرة بثبات وقوة، متمسكةً باستقلاليتي وصلابتي مثل البرد الصامد المستقل.
14-العلامة المرادة: الهدف المرجو والمقصود.
15-ذرّيتُ: أخفيت.

اقرأ أيضًا:

هل تسبب شعر سامية بكر معيدة جامعة الأزهر في وقفها عن العمل؟ اتهامات متبادلة

سامية بكر معيدة الأزهر ترد على نائب رئيس الجامعة: لم أنقطع عن العمل شهرًا

أزمة معيدة جامعة الأزهر بأسيوط: اتهامات بإيقاف راتبها والتجاوز في حقها خلال لقاء مغلق

جدل في جامعة الأزهر بأسيوط بعد إحالة معيدة للتحقيق بسبب نشر الشعر على "فيسبوك"

ومن القصيدة يظهر أنها امتلأت بتعابير رمزية تُشير إلى الظلم، التحدي، الكرامة، والصدق، وجاءت وكأنها رد غير مباشر على ما اعتبرته المعيدة إقصاءً ممنهجًا من قبل إدارة الكلية، وصولًا إلى التشكيك في أمانتها وديانتها، بحسب تصريحاتها السابقة.

الإجراءات الرسمية: الجامعة ترد على التدوينة والقصيدة

من جانبها، لم تصدر إدارة الجامعة بيانًا مباشرًا يربط بين القصيدة وقرار وقف راتب المعيدة، إلا أن نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع الوجه القبلي، الدكتور محمد عبد المالك، كان قد أشار في تصريحات صحفية إلى أن "المعيدة استخدمت عبارات ذات حدة في منشوراتها على مواقع التواصل"، مما استدعى اتخاذ ما وصفه بـ"إجراءات مؤسسية منضبطة وفق لوائح الجامعة".

وأكد عبد المالك، أن الأزهر "لا يستهدف أحدًا، لكنه يطبق اللوائح بما يحفظ رسالته وصورته العلمية والدعوية"، مشددًا على أن القضية تُتابَع من قبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بنفسه، في إطار من المسؤولية والحفاظ على القيم المؤسسية.

رؤية المعيدة: القصيدة صرخة حرة ضد القمع

المعيدة سامية بكر، وفي بيان منفصل عقب نشر القصيدة، أكدت أن "التعبير عن الذات حق مكفول"، وأنها لم تخرج في نصها عن إطار الأدب أو الأخلاق، بل مارست ما وصفته بـ"حق الرد المشروع على محاولات تشويه صورتها المهنية والإنسانية"، مشيرة إلى أن قصيدتها ليست إلا توثيقًا شعريًا لموقفها، وصرخة ضد الظلم بكل أشكاله.

وأضافت: “أنا لا أستهدف أحدًا، ولا أسيء لمؤسسة أنتمي إليها وأعتز بها، ولكنني أرفض أن يُكمم صوتي حين أُظلم”.

ردود الفعل: بين التضامن والانتقاد

أثارت القصيدة تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق متضامنون مع المعيدة هاشتاغات داعمة، واعتبرها البعض "رمزًا لمقاومة الصوت الأكاديمي النسائي"، بينما رأى آخرون أن نشر قصائد بهذا الطابع في أوساط جامعية دينية قد يُعتبر خروجًا عن القواعد المؤسسية والانضباط الوظيفي.

قصيدة تتحول إلى قضية رأي عام

تُسلط قضية سامية بكر الضوء على التوترات المتزايدة بين حرية التعبير في المؤسسات الأكاديمية وبين الالتزام باللوائح الداخلية، خصوصًا في جامعات ذات طبيعة دينية كمؤسسة الأزهر. 

وبينما ترى الجامعة أن الإجراءات المتخذة ضد المعيدة جاءت وفقًا للوائح، تصرّ الأخيرة على أن ما تتعرض له هو تكميم للصوت وقمع لحقها في التعبير.

وفي ظل تزايد الضغوط والدعوات لفتح تحقيق مستقل، تبقى القضية مفتوحة، والقصيدة التي بدأت كمنشور على فيسبوك، تحولت إلى وثيقة مقاومة تُقرأ في سياق أوسع من مجرد "تدوينة شخصية"، لتصبح فصلاً جديدًا في جدل مستمر حول حرية الفكر وحدود المؤسسة.

تم نسخ الرابط