"مصائد الموت" 1760 فلسطيني شهداء المساعدات الإنسانية بغزة منذ أواخر مايو

أفادت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، باستشهاد ما لا يقل عن 1,760 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ أواخر مايو الماضي، نتيجة استهدافهم أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الإنسانية أو تأمينها، واعتبره التقرير بمصائد الموت على حد وصف التقرير.

ولفت التقرير إلى أن 994 شهيداً سقطوا في مواقع تتبع مؤسسات إنسانية داخل غزة، فيما استُشهد 766 آخرون أثناء سيرهم في الطرق المؤدية إلى قوافل المساعدات، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين وموظفي الإغاثة.
ووثّق التقرير الأممي 11 اعتداء مباشراً استهدف أفراداً مكلفين بتأمين قوافل الإغاثة منذ بداية أغسطس الجاري، وسلط الضوء على ثلاث حوادث وقعت في يوم 13 أغسطس، حين استهدفت غارات صهيونية حراساً للقوافل في منطقتي الصفطاوي والكرامة، ما أسفر عن استشهاد 12 حارسًا وإصابة 18 آخرين بجراح متفاوتة.
المفوضية السامية للأمم المتحدة تحمّل إسرائيل المسئولية
وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن العدو الإسرائيلي يتحمل مسؤولية هذه الاستهدافات، والتي نُفّذت ضد مدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية وطبية في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر.
وفي سياق متصل، نفذت طائرات العدو الصهيوني غارة جوية على فريق من الأمن المدني في منطقة التوام شمال غزة، أسفرت عن استشهاد 6 أفراد أثناء تأديتهم لمهامهم في حماية إحدى نقاط التوزيع الإغاثي.

ووصفت المفوضية السامية هذه الاعتداءات بأنها نمط ممنهج لاستهداف الجهود الإنسانية في غزة، مشددة على ضرورة وجود تحقيق دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي.
وقد أثار التقرير الأممي الأخير موجة جديدة من الانتقادات الدولية والقلق العميق، في ظل تصاعد استهداف المدنيين وفرق الإغاثة في قطاع غزة.
إقرأ أيضًا
في غزة يموت الإنسان وهو ينتظر طعامه (فيديو وصور)
تجويع غزة، أكثر من 100 منظمة تطالب بضغط دولي على إسرائيل لفتح المعابر
نشوى الحوفي: حماس هي من تسبب في تجويع أهل غزة وإبادتهم (فيديو)
التجويع، سلاح إسرائيل في حريها ضد غزة لإبادة الشعب بالكامل (خاص بالصور)
بعد تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى، أستاذ علوم سياسية: هكذا ينفذ الكيان مخططه «خاص»
هل سيتم ترحيل أهالي غزة لجنوب السودان؟، أول رد رسمي من جوبا وموقف الفلسطينيين (خاص)
تطورات الأوضاع في غزة، هل تنجح القاهرة في إحياء المفاوضات التي أجهضتها إسرائيل؟ (خاص)
ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المجال الإغاثي
بينما دعت منظمات تابعة للأمم المتحدة، إلى جانب مؤسسات دولية إنسانية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية العاملين في المجال الإغاثي، وتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع المحاصر.
وشددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي على التدخل الفوري لفرض احترام القانون الدولي الإنساني، الذي ينص بوضوح على ضرورة تحييد المدنيين وعمال الإغاثة والمرافق الإنسانية عن النزاعات المسلحة.
وعلى جانب آخر، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى السماح للفرق الطبية والإغاثية بالعمل بأمان ودون عراقيل، مشيرة إلى أن الظروف الحالية في غزة لا تسمح بتنفيذ الحد الأدنى من العمليات الإنسانية، وهو ما يهدد حياة الملايين ممن يعتمدون كلياً على المساعدات.

وفي الأثناء، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بياناً حذرت فيه من أن الاستهدافات المتكررة لمراكز الإغاثة وفرق الطوارئ تُعد سابقة خطيرة، مؤكدة أن الأوضاع الأمنية أصبحت تمنع حتى تقديم الإسعافات الأولية في بعض المناطق.
وفي السياق ذاته، طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي) بفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات التي تطال فرق الإغاثة والعاملين في المساعدات، مشيرة إلى أن "الهجمات على القوافل ومراكز التوزيع ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي".