أضرار الشاشات والايباد على الأطفال، دراسة حديثة تكشف مفاجأة

أضرار الشاشات والايباد على الأطفال، يشير بحث جديد نشر في مجلة جمعية القلب الأمريكية (Journal of the American Heart Association) إلى أن الوقت الذي يقضيه الأطفال والشباب أمام الهواتف وأجهزة الألعاب وغيرها من الأجهزة قد يعرض صحتهم القلبية للخطر.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ أضرار الشاشات والايباد على الأطفال، وفقًا لآخر البيانات الرسمية المعلنة، وجاءت التفاصيل كالتالي:
ما هي أضرار الشاشات والايباد على الأطفال؟ التفاصيل الكاملة
وردًا على تساؤل ما هي أضرار الشاشات والايباد على الأطفال؟، فنستعرض فيما يلي أبرز ما توصل إليه البحث:
تم ربط قضاء وقت أطول على الأجهزة الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز لدى الأطفال والشباب بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والتمثيل الغذائي، مثل: ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومقاومة الإنسولين، وذلك استنادًا إلى بيانات من أكثر من 1000 مشارك في دراسة أجريت في الدنمارك.

كانت العلاقة بين وقت الشاشة والمخاطر القلبية والتمثيل الغذائي أقوى لدى من ينامون لساعات أقل، ما يشير إلى أن استخدام الشاشات قد يضر بالصحة من خلال "سرقة" وقت النوم، بحسب ما قاله الباحثون.
قال الباحثون إن هذه النتائج تؤكد على أهمية التعامل مع عادات استخدام الشاشات بين الشباب كوسيلة محتملة لحماية صحتهم القلبية والتمثيل الغذائي على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا:
أضرار فيتامينات ب12 على الصحة وعلاقتها بأمراض القلب والأوعية الدموية
أضرار تسونامي فوكوشيما، اليابان تؤجل تنظيف 880 طنًا من الحطام النووي 15عامًا (فيديو)
أضرار الانتقال المفاجئ من الحرارة للتكييف، نصائح يجب إتباعها
أضرار زيت النخيل، كارثة داخل كل بيت تسبب السرطان وأمراض القلب
إن الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات والأجهزة الإلكترونية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والتمثيل الغذائي، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومقاومة الإنسولين، وفقًا لبحث جديد نشر اليوم في مجلة جمعية القلب الأمريكية، وهي مجلة علمية خاضعة لمراجعة الأقران ومفتوحة الوصول.
وأشارت جمعية القلب الأمريكية، في بيان علمي صدر عام 2023 إلى أن “خطر الإصابة بأمراض القلب والتمثيل الغذائي يتزايد في أعمار أصغر”، وأن 29% فقط من الشباب الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا يتمتعون بصحة قلبية وتمثيلية مثالية، استنادًا إلى بيانات بين 2013 و2018.
وشملت الدراسة الموضوعة عن أضرار الشاشات والايباد على الأطفال، تحليل بيانات أكثر من 1000 مشارك ضمن دراستين في الدنمارك، ووجدت أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات الترفيهية ارتبط بشكل كبير بزيادة في مؤشرات الخطر القلبي والتمثيل الغذائي لدى الأطفال والمراهقين.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ديفيد هورنر، الباحث في "دراسات كوبنهاجن المستقبلية حول الربو في مرحلة الطفولة (COPSAC)" بجامعة كوبنهاجن: “قد يساهم تقليل وقت الشاشة الترفيهي في مرحلة الطفولة والمراهقة في حماية صحة القلب والتمثيل الغذائي على المدى الطويل، تظهر دراستنا أن هذا الارتباط يبدأ في سن مبكرة وتبرز أهمية وجود روتين يومي متوازن”.
استخدم الباحثون بيانات من مجموعتين: أطفال بعمر 10 سنوات تمت دراستهم في عام 2010، وشباب بعمر 18 عامًا تمت دراستهم في عام 2000، وكلا المجموعتين ضمن مشروع COPSAC، تضمن وقت الشاشة وقت مشاهدة التلفاز، الأفلام، اللعب، أو استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية والحواسيب لأغراض ترفيهية.
قام الباحثون بوضع "درجة خطر تمثيل غذائي مركبة" بناءً على عدة مؤشرات مثل: محيط الخصر، ضغط الدم، الكوليسترول الجيد (HDL)، الدهون الثلاثية، ومستويات السكر في الدم، وتم تعديل هذه المؤشرات بحسب الجنس والعمر.
وجد التحليل أن كل ساعة إضافية من وقت الشاشة رفعت درجة الخطر بمعدل 0.08 درجة انحراف معياري لدى الأطفال بعمر 10 سنوات، و0.13 لدى الشباب بعمر 18 عامًا.
قال هورنر: “هذا يعني أن الطفل الذي يقضي 3 ساعات إضافية أمام الشاشة يوميًا يكون معرضًا لخطر يزيد بمقدار ربع إلى نصف درجة انحراف معياري مقارنةً بأقرانه”.
وأضاف: “قد يبدو التأثير ضئيلًا لكل ساعة، لكن عند التراكم إلى 3 أو 5 أو حتى 6 ساعات يوميًا، كما رأينا في العديد من المراهقين، فإن التأثير يصبح كبيرًا، وعلى مستوى السكان، يمكن أن يشكل هذا تحولًا ملحوظًا في خطر الإصابة المبكر بأمراض القلب والتمثيل الغذائي”.
كما أظهرت الدراسة أن مدة النوم وتوقيته أثّرا أيضًا في العلاقة بين وقت الشاشة ومخاطر القلب. فقد زادت هذه المخاطر مع قصر مدة النوم أو النوم في وقت متأخر.
قال هورنر: “في مرحلة الطفولة، لم يكن النوم مجرد عامل يؤثر على هذه العلاقة، بل كان يفسر جزءًا منها؛ إذ تبين أن 12% من العلاقة بين وقت الشاشة ومخاطر التمثيل الغذائي كانت مرتبطة بانخفاض مدة النوم”.
وتابع: “تشير هذه النتائج إلى أن قلة النوم لا تعزز فقط تأثير وقت الشاشة، بل قد تكون أيضًا آلية رئيسية تربط بين عادات الشاشة والتغيرات الاستقلابية المبكرة”.
وقد أظهر تحليل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تغيّرات محددة في الدم (بصمة حيوية استقلابية) مرتبطة باستخدام الشاشة.
قال هورنر: “استطعنا رصد مجموعة تغيّرات في مستقلبات الدم تشكل 'بصمة رقمية لوقت الشاشة'، مما يدعم التأثير البيولوجي المحتمل لسلوك الشاشة، كما وجدنا أن هذه التغيرات ترتبط بمخاطر قلبية متوقعة في المستقبل، خاصةً في فترة المراهقة، مما يشير إلى أن تأثير وقت الشاشة قد يترك إشارات مبكرة على صحة القلب مستقبلاً”.
وأوصى الباحثون بأن تدرج مناقشة عادات استخدام الشاشة ضمن جلسات الاستشارة الصحية في عيادات الأطفال، إلى جانب التوصيات الغذائية والرياضية، وأضافوا أن بصمات الدم الاستقلابية قد تكون مؤشرات موضوعية مبكرة على المخاطر النمطية للحياة.
من جانبها، علقت رئيسة لجنة الوقاية من أمراض القلب بين الشباب في جمعية القلب الأمريكية، الدكتورة أماندا مارما بيراك، قائلةً: “التركيز على النوم هو نقطة بداية جيدة لتعديل أنماط استخدام الشاشات. إذا كان تقليل وقت الشاشة صعبًا، فابدأ بتحريكه إلى وقت أبكر وركّز على الذهاب إلى النوم مبكرًا ولفترات أطول”.
وأضافت: “جميعنا نستخدم الشاشات، لذا من المهم أن نرشد الأطفال والمراهقين لاستخدام صحي لها، يمكن للآباء أن يكونوا قدوة - متى نضع الأجهزة جانبًا، وكيف نستخدمها، وكيف نتجنب تعدد المهام”.
واستكملت: “علم طفلك كيف يسلي نفسه ويهدئ أعصابه بدون شاشة، وتقبّل شكواه من الملل - لأن الملل يخلق الإبداع! الوحدة والانزعاج جزء من الحياة، وهذه فرص لتعليمهم كيف يتعاملون معها بطرق صحية بعيدًا عن التمرير على الشاشات”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، وتعتمد على بيانات تم جمعها سابقًا، لذا فهي تظهر علاقة ارتباط وليس سببًا مباشرًا، كما أن المعلومات حول وقت الشاشة تم جمعها عبر استبيانات أعدّها أولياء الأمور، مما قد لا يعكس بدقة الوقت الفعلي أمام الشاشة.
واقترح هورنر أن تجري دراسات مستقبلية لفحص ما إذا كان تقليل استخدام الشاشات في الساعات التي تسبق النوم، إذ قد يعطل الضوء المنبعث من الشاشات إيقاع الساعة البيولوجية ويؤخر النوم - يمكن أن يقلل من خطر الأمراض القلبية.
ويمكنكم الاطلاع على تفاصل الدراسة كاملة عن طريق الضغط هنــــــــا.