ماذا يعني سقوط الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور؟

يُمثّل سقوط الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أيدي قوات الدعم السريع، إن تأكد بالكامل، نقطة تحول حاسمة وذات أبعاد استراتيجية ورمزية عميقة في مسار الحرب في السودان.
ويبدو أن مدينة الفاشر أخر معاقل الجيش السوداني في دارفور سقطت - أو هي في طريقها للسقوط بالكامل - بيد قوات المتمرد حميدتي (الدعم السريع) ما يعني سقوط كل ولايات دارفور الخمسة في يد حميدتي.
قوات الدعم السريع (المدعومة من مرتزقة أجانب) أعلنت اليوم سيطرتها على الفاشر آخر مدينة كبيرة كانت تحت سيطرة الجيش بعد حصار دام استمر قرابة عامين وتقارير منظمات إغاثة تتحدث عن قيامهم بمجازر وقتل وتهجير.
لم يصدر أي تأكيد رسمي عن الجيش بشأن التطورات في الفاشر وعدم التعقيب عن أنباء سقوط قاعدة الجيش هناك ربما يشير لسقوط المدينة بالفعل أو الوضع سئ وتكاد تسقط بالكامل.
"المقاومة الشعبية" وهي مجموعة مسلحة متحالفة مع الجيش وتضم فصائل إسلامية، أعلنت  استمرار المعارك في الفاشر ونفت أن تعني السيطرة على مقر الجيش سقوط الفاشر بأكملها، مؤكده أن الجيش ترك مواقعة منذ سنة ونصف في الحامية العسكرية إلى أماكن أكثر تحصينا والتمرد سيطر على "مجرد مباني خالية ليس لها أهمية".
 

دلائل السقوط

تُعد الفاشر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور الشاسع، الذي يمثل ربع مساحة السودان، كانت لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية وحلفائها من الحركات المسلحة.

و السيطرة عليها تعني أن قوات الدعم السريع تكون قد أحكمت سيطرتها على معظم إقليم دارفور بالكامل (ولايات جنوب، وغرب، وشرق، ووسط، وشمال دارفور).

ومن ثمّ تصبح دارفور عمليًا قاعدة خلفية ومركز ثقل آمن للدعم السريع، مما يؤمن لها خطوط الإمداد والتحرك، ويفتح لها ممرات استراتيجية باتجاه دول الجوار (مثل تشاد وليبيا).

وفيما يخص التداعيات العسكرية والسياسية على الجيش السوداني، فإن سقوط الفاشر يعد خسارة معنوية كبرى، ذلك أنها تحمل رمزية كبيرة للجيش السوداني كرمز لصمود الدولة المركزية في الإقليم. سقوطها يمثل انهياراً معنوياً وسياسياً كبيراً ويهدد شرعية حكومة بورتسودان (التي يقودها الجيش).

الفاشر هي مقر القيادة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام والتي تحالفت مع الجيش. سقوطها قد يؤدي إلى تفكك أو ضعف تحالف الجيش مع هذه الحركات الدارفورية.

السيطرة على إقليم استراتيجي بحجم دارفور تمنح قوات الدعم السريع موقفاً تفاوضياً قوياً جداً في أي محادثات سلام مستقبلية.

خطر التقسيم والحرب الأهلية

يرى محللون أن سقوط الفاشر هو "آخر الخطوط الفاصلة" بين سودان موحد وسودان مُجزأ. السيطرة الكاملة على الغرب (دارفور) من قبل الدعم السريع قد تكرس واقعاً لفصل الأقاليم، وتهدد وحدة الدولة المركزية.

هناك مخاوف متزايدة من أن يؤدي سقوط المدينة إلى تصاعد العنف الإثني والقبلي داخل المدينة والإقليم، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من النازحين الذين لجأوا إليها، مما ينذر بكارثة إنسانية جديدة قد تخرج عن السيطرة.

باختصار، الفاشر هي مفتاح دارفور ورمانة ميزان القوة في غرب السودان. السيطرة عليها تمنح الدعم السريع اليد العليا في الإقليم وتغير جذرياً موازين القوى في الصراع السوداني كله.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.