وائل ربيع: إسرائيل تمارس تجويعًا ممنهجًا وتتحكم بمسارات المساعدات لحرمان الفلسطينيين منها

أكد اللواء أركان حرب دكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية، أن إسرائيل، في الآونة الأخيرة، قامت بممارسة عمليات تجويع وتفقير بشكل ممنهج ضد الشعب الفلسطيني وتتبع سياسة “إظهار المساعدات”، إذ تدخل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الفلسطينية، ولكنها تختار بشكل مقصود أن تمر عبر مناطق معينة يعلمون مسبقًا أنها ستتعرض للسرقة أو نهب المساعدات، وبالتالي تبقى تلك المساعدات بعيدة عن الفلسطينيين الذين هم في أشد الحاجة إليها.
في سياق متصل، أشار مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية إلى أن العمليات التي تتم في بعض المناطق الفلسطينية، مثل: منطقة "زكيم" في الشمال، تتم تحت إشراف أو علم الاحتلال الإسرائيلي، إذ يتم إدخال المساعدات إلى مناطق تعرف إسرائيل أنها ستتعرض للسرقة من قبل العصابات التي تعمل في تلك المناطق، وهذه العصابات، وفقًا للدكتور ربيع، لا تمثل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل، بل هي مرتبطة بشكل غير مباشر بالمصالح الإسرائيلية.
وتساءل ربيع عن سبب امتناع إسرائيل عن توفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، مفسرًا ذلك بأن إسرائيل تواصل إبقاء هذه المساعدات خارج نطاق الاستفادة الفعلية من قبل المدنيين الفلسطينيين، مما يزيد من معاناتهم بشكل متعمد.
اقرأ أيضًا:
مظاهرات تل ابيب ضد مصر، محلل سياسي: محاولة مكشوفة لتبييض وجه الاحتلال
مظاهرات تل ابيب ضد مصر، خبير استراتيجي: تخدم أجندات سياسية داخل إسرائيل
مختار نوح: مظاهرات إخوان تل أبيب مسرحية مفضوحة، والتنظيم حركة صهيونية
مظاهرات الإخوان في إسرائيل ضد مصر، الهباش: لا تمثل الشعب الفلسطيني
وخلال النقاش، أشار اللواء وائل ربيع، إلى الاتهامات التي وجهها بعض قادة حماس لمصر بأنها شريك في الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأشار إلى أنه رغم أن مصر تبذل جهودًا كبيرة وتقوم بإدخال مئات الشحنات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، إلا أن هذه المساعدات لا تصل إلى الفلسطينيين المحتاجين لها، وأكد أن جزءً كبيرًا من المساعدات التي تدخل عبر المعبر يتم إهدارها أو سرقتها ولا تصل إلى الشعب الفلسطيني بشكل فعال.
في تحول مفاجئ، تحدث الدكتور وائل ربيع، عن تقارير جديدة من داخل إسرائيل، حيث بدأت بعض المنظمات الإسرائيلية في الداخل تتهم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ "إبادة جماعية" داخل قطاع غزة.
وقد تم إصدار تقرير من إحدى المنظمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، يتهم الجيش الإسرائيلي باتباع سياسات قمعية تهدف إلى القضاء على الفلسطينيين في غزة بشكل ممنهج، هذه التقارير كشفت عن حجم الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، حيث تتحدث عن عمليات مدمرة تهدد وجود الشعب الفلسطيني في غزة.
أكد دكتور وائل ربيع، أن العمليات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين ليست مجرد أحداث عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني وإفقاره، من خلال عمليات تهريب للمساعدات وتوجيهها نحو أماكن لا يستفيد منها المدنيون، موضحًا أن ما يحدث هو جزء من مأساة مستمرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة لهذه السياسات القمعية.
وأشار إلى أن الوضع قد يتفاقم أكثر إذا استمرت إسرائيل في تجاهل احتياجات الفلسطينيين وعدم السماح بإدخال المساعدات بشكل فعّال، مما يعرّض حياتهم إلى المزيد من الخطر.
وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل جاد لتوفير الحماية والحقوق للفلسطينيين، وأن التورط الإسرائيلي في هذه الممارسات يجب أن يكون محط مساءلة من قبل المنظمات الدولية.