مظاهرات تل ابيب ضد مصر، محلل سياسي: محاولة مكشوفة لتبييض وجه الاحتلال

مظاهرات تل ابيب ضد مصر، أكد المحلل السياسي، محمد صلاح، أن مظاهرات تل ابيب ضد مصر، "حدث تاريخي"، إذ أن من غير المعتاد أن يظهر طرف في هذا السياق ويجاهر بموقفه المعادي لمصر بهذا الشكل العلني، فهذا ليس أمرًا عاديًا، مستنكرًا الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام العبرية مع هذا الحدث، إذ كانت تغطيته بشكل مكثف جدًا، ما يعكس أهمية المظاهرة في عيون الحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا التقرير التفاصيل الكاملة لـ تحليل محمد صلاح حول مظاهرات تل ابيب ضد مصر، وجاءت التفاصيل كالتالي:
ماذا قال الباحث محمد صلاح عن مظاهرات تل ابيب ضد مصر ؟
في حديثه، أشار صلاح إلى تناقض فاضح بين طريقة التعامل مع الفلسطينيين والإسرائيليين في نفس الوقت، ففي الوقت الذي كانت فيه شرطة الاحتلال، تؤمن المظاهرة ضد مصر التي شارك فيها الفلسطينيون، كانت تقوم أيضًا بضرب الإسرائيليين الذين كانوا يتظاهرون ضد الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو في نفس اليوم.
وهذا التناقض يبرز سخرية الأقدار، كما وصفه محمد صلاح، إذ سمحت السلطات الصهيونية، للمظاهرات المعادية لمصر بالاستمرار بينما قامت بالقمع الشديد لمظاهرات ضد حكومتها.
وأكد محمد صلاح أن الفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد إسرائيل يتعرضون للقمع والإهانة من السلطات الإسرائيلية، بينما يتم السماح للآخرين بإظهار ولائهم للأجندات الإسرائيلية، وقال إن هذا السلوك يوضح الفجوة العميقة بين المعاملة المزدوجة التي يتعرض لها الفلسطينيون مقارنة بالإسرائيليين.
اقرأ أيضًا:
مظاهرات تل ابيب ضد مصر، خبير استراتيجي: تخدم أجندات سياسية داخل إسرائيل
مختار نوح: مظاهرات إخوان تل أبيب مسرحية مفضوحة، والتنظيم حركة صهيونية
مظاهرات الإخوان في إسرائيل ضد مصر، باحث: محاولة لحماية مشروع "الوطن البديل"
مظاهرات الإخوان في تل أبيب، محاولة رخيصة ومكشوفة لتشويه صورة الدولة المصرية
ومن وجهة نظر صلاح، فإن الهدف الأساسي من هذه المظاهرات ليس مجرد التعبير عن موقف ضد مصر، بل هو محاولة لتبييض وجه الاحتلال الإسرائيلي وإظهاره بمظهر "الديمقراطي" المتسامح الذي يتقبل الآخر، في محاولة ضمنية لتوجيه اللوم على مصر وتخفيض المسؤولية عنها، مضيفًا أن هذه المظاهرات تهدف إلى تقديم إسرائيل بشكل إنساني على حساب دول مثل مصر التي تعتبر أكبر داعم للقضية الفلسطينية.
وأوضح صلاح أن مصر تقدم دعمًا يوميًا للشعب الفلسطيني، من خلال إرسال المساعدات الإنسانية، استضافة الجرحى والمصابين، والتصدي سياسيا لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.
وأشار إلى أن التصريحات والبيانات الرسمية من مصر، سواء من الرئاسة أو وزارة الخارجية، دائمًا ما تركز على دعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
وعند الحديث عن الموقف المصري من القضية الفلسطينية، أكد محمد صلاح، أن مصر هي أكبر دولة في المنطقة تقدم الدعم بشكل يومي لفلسطين، وأن جميع مؤسسات الدولة المصرية تعمل بجهد للحفاظ على حقوق الفلسطينيين، مضيفًا أنه من غير المنطقي أن يتم اتهام مصر بتأييد حصار غزة أو ما شابه ذلك، بينما هي تُسهم بشكل مباشر في تخفيف معاناة الفلسطينيين.
وتطرق محمد صلاح، أيضًا إلى تصريحات الرئيس المصري الأخيرة التي أشار فيها إلى رفض التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن مصر تسعى لتحقيق حقوق الفلسطينيين بشكل كامل وليس لأسباب أخرى.
وبالنسبة للدول العربية الأخرى، أوضح صلاح، أن قضيتهم تختلف عن قضية فلسطين، إذ أن تلك الدول في حال استقرار الوضع في أراضيهم، يمكنهم العودة إلى بلادهم، على عكس الفلسطينيين الذين يواجهون تهديدًا وجوديًا مستمرًا.
وأشار صلاح، إلى أن الوضع في الضفة الغربية وغزة يشهد تغيرات مستمرة، خصوصًا بعد القوانين الأخيرة التي أقرها الكنيست الإسرائيلي بشأن إعلان السيادة على الضفة الغربية.
وأكد أن العديد من القرارات الإسرائيلية تمثل تهديدًا كبيرًا لحقوق الفلسطينيين في تلك المناطق، ولكن رغم ذلك، تركز الأضواء دائمًا على مصر وكأنها هي المتسبب في الأزمة.
وأشار أيضًا إلى أن تركيز الإعلام الغربي والمحلي على تحميل مصر مسؤولية حصار غزة هو تكتيك يهدف إلى تمويه الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ما يسمح لإسرائيل بمواصلة سياستها في تلك الأراضي دون تدقيق دولي كافٍ.
في تحليل أوسع للوضع الإقليمي، قال صلاح إن الطرفين الإسرائيلي والإخواني قد فشلا في تحقيق أهدافهما العسكرية والسياسية، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق الأهداف التي بدأت بها حملتها العسكرية على قطاع غزة، خاصة بعد مرور أكثر من عامين من العمليات العسكرية التي لم تحقق أي تقدم حقيقي، وكذلك فشل الإخوان في جر مصر إلى الفوضى أو استهداف الدولة المصرية عبر عمليات إرهابية.
وأشار صلاح إلى أن الإسرائيليين حاولوا السيطرة على سيناء من خلال تكتيكات متعددة، ولكنهم فشلوا أيضًا في تحقيق هذه الأهداف، لاسيما بعد ثورة 30 يونيو والحرب الكبيرة التي خاضتها مصر ضد الإرهاب في سيناء.
صلاح تحدث أيضًا عن محاولة حماس لتوسيع نفوذها في سيناء قبل إسرائيل، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان كانت قد عرضت على محمود عباس (أبو مازن) خريطة تشير إلى ضرورة نقل جزء من سيناء للفلسطينيين، وهو ما رفضه أبو مازن حينها، هذا الموقف يبرز حقيقة أن حماس كانت تسعى بالفعل إلى الحصول على جزء من سيناء.
أكد محمد صلاح أن جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل والإخوان، فشلوا في تحقيق أهدافهم في المنطقة، وأن كل محاولاتهم لتوسيع نفوذهم أو تنفيذ مخططاتهم الإقليمية كانت عقيمة.
وأكد على ضرورة أن يدرك الجميع حقيقة ما يحدث في المنطقة، وأن مصر كانت وما زالت دائمًا في صف الشعب الفلسطيني، وأن الاتهامات الموجهة إليها لا تمثل سوى جزء من محاولة لتشويه سمعتها.