إيران تعلن إعدام 2 من الجواسيس جندهما الموساد
تستمر السلطات الإيرانية منذ بداية الهجوم الإسرائيلي عليها في الإعلان عن إلقاء القبض على جواسيس وتفكيك شبكات من العملاء الذين جندهم "الموساد" الإسرائيلي لمهام داخل البلاد.
أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن اعتقال الجاسوس محمد أمين مهدوي شايسته الذي جنده الموساد، والمتهم بتنفيذ مهمات لصالحه داخل إيران عبر شبكات إلكترونية، إذ كان يقوم بتصوير أماكن الدفاعات الجوية الإيرانية.
وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن الجاسوس مهدوي شايسته كان مسؤولاً عن إدارة شبكة الكترونية، ونقل الأوامر من ضباط الموساد، وتوجيه العمليات الافتراضية وحتى الميدانية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوضح اعترافات العميل الإسرائيلي لعدد من قادة الأمن في إيران، كما نشرت الفيديو شبكة القدس، كما نشرت بعض المواقع الإخبارية الإيرانية تحقيقًا مع هذا الجاسوس الذي يعمل لصالح الموساد، إذ قال فيها: "كُنت أصعد على الأسطح لتصوير الدفاعات الجوية الإيرانية وأماكنها وأوضاعها".
الشرطة الإيرانية تمكنت من إسقاط 16 طائرة مسيّرة إسرائيلية
أعلنت الشرطة الإيرانية أنها تمكنت من إسقاط 16 طائرة مسيّرة إسرائيلية خلال الأيام الماضية، وإلقاء القبض على 24 عميلا يعملون لصالح الموساد الصهيوني في غربي طهران.
تفاصيل تنفيذ إيران حكم الإعدام بحق جاسوس إيراني جنده الموساد
كما نفذت السلطات الإيرانية، الأحد الماضي حكم الإعدام بحق "مجيد مسیبي"، بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، في تطور أمني يحمل دلالات سياسية وسط التصعيد الإقليمي المستمر.
وجاء تنفيذ حكم الإعدام عقب محاكمة قانونية، جرى خلالها تصديق ديوان القضاء الأعلى على قرار الإعدام، بعد إثبات تورط المتهم في تسريب معلومات وصفَتها بـ"البالغة السرية"، وذلك حسبما أفادت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية.
تفاصيل البيان القضائي
أدين مسیبي بتسريب بيانات حساسة تتعلق بمواقع استراتيجية داخل إيران، إضافة إلى كشف هويات وأرقام اتصال مرتبطة بشخصيات يُعتقد أنها تعمل في المجالين الأمني والعسكري، حسب البيان القضائي، مضيفًا أن المتهم تلقى مقابل تلك المعلومات مبالغ مالية "بعملة مشفرة"، في إشارة إلى اتباعه أساليب تقنية حديثة لإخفاء مصادر التمويل وتجنّب تتبع العمليات.
ومن جانبها، أضافت السلطات أن مسیبي كان "ينشط ضمن خلية استخباراتية تابعة للموساد" داخل الأراضي الإيرانية، وأن القضية تُعد من "أبرز ملفات الأمن القومي خلال الأشهر الماضية".
من هو مجيد مسيبي
اعتقل مجيد مسيبي بتهم التعاون الاستخباراتي والتجسس لصالح الكيان الصهيوني، وحُكم عليه بالمحاربة والإفساد في الأرض، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه صباح اليوم بعد استكمال جميع مراحل المحاكمة ومصادقة الحكم في المحكمة العليا، وهو نجل رحب علي، حسبما أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء.
قام مسيبي خلال فترة تعاونه مع جهاز الموساد بمحاولة تسريب معلومات سرّية ومواقع حساسة في البلاد، إلى جانب تقديم معلومات عن أفراد محددين إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وتلقى مقابل ذلك مكافآت مالية على شكل عملات رقمية، حسب وثائق القضية، ويدعى "مسيبي"، باسم "ديفيد" في إحدى دول الخليج الفارسي وكان يقدّم له تقارير عمل أسبوعية عبر قناة اتصال خاصة، وذلك حسبما أفادت التقرير أن المحكوم عليه كان على تواصل مع ضابط ارتباط في الموساد.
محاكمة "مسيبي"، والكشف عن هويته
وعُقدت جلسات محاكمة بحضور المتهم ومحاميه بعد كشف هويته واعتقاله من قبل "جنود الإمام المهدي (عج)"، وصدور لائحة الاتهام، بناءً على الأدلة والوثائق المقدّمة من الجهة الضابطة، واعترافات المتهم الصريحة بتواصله مع ضابط الموساد المسمى "ديفيد" في دولة من دول الخليج الفارسي، وتواصله المستمر مع جهاز التجسس التابع للكيان الصهيوني، قضت المحكمة الثورية في أصفهان بإعدامه بتهم المحاربة والإفساد في الأرض عبر التعاون مع دول معادية والتجسس.
أُحيلت القضية إلى المحكمة العليا للنظر في الاستئناف وذلك بعد صدور الحكم الابتدائي، والتي بدورها أيدت الحكم نظراً للأدلة الموجودة، وبناءً على الأحكام القضائية الصادرة واستيفاء الإجراءات القانونية، نُفّذ حكم الإعدام بحق المتهم شنقاً.
أُدين بتهم "المحاربة" و"الإفساد في الأرض" بعد سلسلة من التحقيقات التي كشفت عن تورطه في تمرير معلومات غاية في الحساسية إلى الموساد، مقابل مكافآت مالية تم تسليمها عبر تحويلات رقمية خارج النظام المصرفي التقليدي، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية.
التجسس تم وفق خطة منظمة وبوسائل تكنولوجية حديثة
كشفت السلطات الإيرانية عن تفاصيل نقل هذه المعلومات تم بشكل منظم ولم يكن عشوائيًا، بل تم وفق خطة منظمة وبوسائل تكنولوجية حديثة لتفادي الكشف، الأمر الذي عزز من خطورة القضية في نظر القضاء الإيراني.
خضع مسيبي لكافة مراحل التقاضي بحضور محاميه، قبل أن يصدر حكم الإعدام بحقه من محكمة الثورة في أصفهان، ويُعتمد لاحقًا من المحكمة العليا الإيرانية، كما أكدت الجهات القضائية أن الأدلة الإلكترونية والمادية التي ضُبطت بحوزة المتهم، إلى جانب اعترافاته التفصيلية، شكلت "حزمة دامغة" استندت إليها المحكمة لإصدار الحكم النهائي، بحسب بيان السلطة القضائية.
لا تعد قضية مسيبي حدثًا منفردًا، فقد سبقتها بأيام قليلة عملية إعدام مشابهة بحق إسماعيل فكري، الذي أُدين بالتجسس لصالح نفس الجهاز، ما يشير إلى اتساع دائرة المواجهة بين أجهزة الأمن الإيرانية والاستخبارات الإسرائيلية، ويرى مراقبون أن تكرار هذه القضايا يعكس تصاعد مستوى النشاط الاستخباراتي بين الطرفين، ومحاولات متبادلة لاختراق الخطوط الحمراء الأمنية.
رسائل سياسية وسط تصعيد إقليمي
ويأتي تنفيذ الحكم في توقيت حساس، وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، خاصة في ظل تبادل الضربات الجوية والاغتيالات بين الطرفين، واتهامات متبادلة باستخدام خلايا استخباراتية لتنفيذ عمليات على الأراضي الأخرى.
وتنظر طهران بعين الريبة إلى أنشطة الموساد داخل البلاد، وقد سبق أن أعلنت في السنوات الماضية تفكيك "شبكات تجسس إسرائيلية" تتسلل عبر دول الجوار وتستهدف البنية الأمنية والعلمية لإيران، خصوصاً في قطاعات الدفاع والطاقة النووية.
يحمل توقيت إعلان تنفيذ الحكم بعدًا رادعًا ورسالة سياسية إلى كل من الداخل والخارج، خاصة في ظل تداول تقارير عن تكثيف الموساد أنشطته داخل إيران بعد سلسلة الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية.
اقرأ أيضًا
الصين تطلق الذباب الحربي والبداية طائرة تجسس بحجم بعوضة
هل هاتفك مخترق؟ 5 علامات خطيرة تكشف التجسس عليك وكيفية الحماية منه
بعد قطع برشلونة العلاقات مع إسرائيل، الجيش اللبناني يفكك جهاز تجسس للاحتلال
شاهد سر طرد أوكرانيا دبلوماسيين مجريين، ما هو رد بودابست؟
فنلندا، نشر أنظمة تجسس لكشف الهواتف المحمولة لتأمين الحدود مع روسيا
مهدوي ومسيبي ليسوا الجاسوسين الوحيدين
أعلنت السلطات الإيرانية خلال الأيام الماضية عن إلقاء القبض على أشخاص من جنسيات أجنبية بنفس التهم في خضم صراع خطير مع إسرائيل لا تقف حدوده عند الضربات المتبادلة وإنما على مستوى العملاء الذين ينفذون مهام قد تكون أخطر بكثير من الضربات العسكرية المدمرة.
بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران
تشن إسرائيل المحتلة بدعم أمريكي عدوانا على إيران منذ 13 يونيو استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن استشهاد 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، وتشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية إلى مقتل 26 شخصا، بينما كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية عن إصابة 2517 إسرائيليا بينهم 21 حالة خطيرة و103 متوسطة، جراء الصواريخ الإيرانية.
رسالة صارمة لكل من يتعاون من الكيانات المعادية
أكدت السلطة القضائية أن تنفيذ الإعدام رسالة واضحة وصارمة لكل من يتعاون مع كيانات معادية، في إشارة مباشرة إلى إسرائيل، مشددة على أن كل من يهدد الأمن القومي الإيراني سيواجه أقسى العقوبات الممكنة.