الصين تطلق الذباب الحربي والبداية طائرة تجسس بحجم بعوضة

طورت مؤسسة بحثية تابعة للجيش الصيني نموذجًا جديدًا لطائرة تجسس بدون طيار بحجم وشكل البعوضة، إذ لا يتجاوز طولها 1.3 سنتم، ويقل وزنها عن 0.3 غرام.

رغم ضآلة حجمها إلا أنها مزوّدة بكاميرات مصغّرة وميكروفونات دقيقة، وأجهزة استشعار قادرة على التقاط الصور والصوت وحتى الإشارات الإلكترونية من البيئة المحيطة، إذ قام باحثون بتطوير الطائرة في جامعة الدفاع الوطني للتكنولوجيا (NUDT) بمقاطعة هونان.

مميزات الطائرة وكيفية رصدها بالعين المجردة
تتميز الطائرة بجناحين شفافين على شكل ورقتي شجر، وجسم رفيع داكن اللون، يجعلها تشبه البعوضة أو الحشرة الطائرة، ما يصعب رصدها سواء بالعين المجردة أو عبر أجهزة كشف المراقبة التقليدية، يأتي ذلك في خطوة نحو تطوير تكنولوجيا التجسس المصغّرة قد يُعيد تشكيل ملامح العمل الاستخباراتي والعسكري، كما تتميز بجناحين قابلين للتحكم عبر الهاتف الذكي، وأرجلٍ دقيقة بحجم الشعرة، وزُوّدت بحساسات دقيقة تُمكّنها من تنفيذ مهامّ المراقبة في بيئات عالية الخطورة
يأتي ذلك في خطوة متسارعة نحو تطوير تقنيات الاستطلاع المصغرة، مما يفتح آفاق جديدة للمهام العسكرية، وذلك وفقًا لحصيفة "إندبندنت" البريطانية، ويعكس المشروع الصيني اتجاهاً نحو تطوير طائرات مُسيّرة متناهية الصغر لخدمة أغراض متعددة؛ من أبرزها الاستخدامات العسكرية والأمنية، إلى جانب التطبيقات البيئية والتجارية.
ظهر هذا الابتكار المثير في بث عسكري على قناة CCTV 7 الصينية، حيث حمل أحد الطلاب المسيرة بين إصبعيه، كاشفًا عن تقنية دقيقة قد تغيّر موازين الاستخبارات والمراقبة في المستقبل القريب، تُعد هذه المسيّرة واحدة من أصغر الطائرات بدون طيار في العالم.

إقرأ أيضًا
هل هاتفك مخترق؟ 5 علامات خطيرة تكشف التجسس عليك وكيفية الحماية منه
طائرة تجسس أمريكية سرية تستخدم أول ليزر يذيب الصواريخ في الجو.. التفاصيل
استخدامات محتملة تثير الجدل
تم تصميم هذه الطائرة لتنفيذ مهام استخباراتية فائقة الدقة، تشمل التسلل إلى المباني والمرافق الحساسة دون أن يتم اكتشافها، أو مراقبة الأفراد وتتبع تحركاتهم من مسافات قريبة جدا، أو جمع معلومات صوتية ومرئية في البيئات المعقدة مثل المنازل أو غرف الاجتماعات.
ومع أن هذه الاستخدامات تخدم الأغراض العسكرية والأمنية، فإنها تطرح في الوقت نفسه أسئلة ملحّة حول الخصوصية، وشرعية استخدام مثل هذه التقنيات في الفضاء المدني.
تحديات تقنية وأخلاقية
تواجه طائرة التجسس تحديات واضحة مثل قصر عمر البطارية بسبب الحجم الصغير، وصعوبة التحكم بها والحفاظ على استقرارها في البيئات المفتوحة أو ذات الرياح، فضلا عن القلق من الاستخدام غير المشروع مثل التجسس على المدنيين أو حتى تنفيذ عمليات تخريب دقيقة، وذلك رغم القدرات الهائلة التي تقدمها
تعتبر الطائرة نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا العسكرية، وتظهر كيف تتطور أساليب الحرب والاستخبارات في عصر الذكاء الاصطناعيـ لكن في المقابل، فإن هذه الابتكارات تفتح الباب أمام تحديات قانونية وأخلاقية جديدة، تستدعي نقاشا عالميا حول حدود استخدام التقنية في الأمن والخصوصية وحتى السيادة الرقمية.
آلية عمل الطائرة "البيونيكية"
ويُذكر أن الطائرة "البيونيكية" ترفرف أجنحتها 500 مرة في الثانية، ومزودة بأجهزة استشعار دقيقة للمراقبة السرية، ويعمل فريق في جامعة الدفاع الوطني الصينية على تطوير نسخة أخرى بأربعة أجنحة يمكن التحكم بها عبر الهاتف الذكي، إذ أن صغر حجم الجهاز وشكله الحيوي يجعلان من الصعب اكتشافه باستخدام التقنيات التقليدية، ورغم عدم وضوح نوع البيانات التي يمكن للطائرة المسيرة جمعها، إلا أن استخدامها المقصود واضحٌ في الاستطلاع والعمليات الخاصة في البيئات الحضرية أو المعقدة.

تقنيات آخرى بدول آخرى
يُذكر أن الولايات المتحدة والنرويج ودول أخرى طورت عدد من الطائرات المسيرة الدقيقة للاستخدام العسكري على سبيل المثال، يستخدم الجيش الأمريكي طائرة "بلاك هورنت" النرويجية - وهي مروحية جيبية - للاستطلاع السريع باستخدام الكاميرات وأجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء، وفي وقتٍ مبكر من عام ٢٠٠٦، أجرت الولايات المتحدة تجارب على زرع أجهزة كهروميكانيكية دقيقة في حشرات حقيقية كجزء من مشروع HI-MEMS التابع لوكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA).
وكشفت جامعة هارفارد الأميركية عن تحديث لطائرتها الدقيقة المعروفة باسم "روبو بي" (RoboBee)، التي تُحاكي حركات ذبابة الكرين في الطيران والهبوط، ويتم ذلك بزرع رقائق إلكترونية داخل أجسام الحشرات الحقيقية، مثل الخنافس والصراصير، وتحفيزها عبر نبضات كهربائية للقيام بمهام تجسس دقيقة.
مستقبل الاستخبارات العسكرية
يرى مراقبون أن هذا السباق نحو تطوير تكنولوجيا التجسس المصغرة قد يُعيد تشكيل ملامح العمل الاستخباراتي والعسكري خلال العقود المقبلة، مع تداخل الطبيعة مع التقنية، قد تصبح الحشرات أدوات متقدمة في ساحة الحرب الرقمية.