هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام؟ الشعراوي يجيب: الرسول أول من احتفل به

تتكرر سنويًا حالة الجدل حول مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، على الرغم من إقرار كبرى المؤسسات الدينية في مصر والعالم الإسلامي بجوازه وكونه من القربات المحببة إلى الله، وفي المقابل تروج بعض الأصوات التي تصفه بالبدعة أو التحريم، ما يثير البلبلة بين الناس.
ومن جهتها أكدت دار الإفتاء المصرية أن المولد النبوي الشريف ليس فقط مناسبة دينية، بل هو إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية كلها، مستندة إلى قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، مشيرة إلى أن مظاهر الفرح بمولده هي من أعظم دلائل المحبة، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان.

الشعراوي يرد على المنكرين، النبي أول من احتفل بمولده
وحسم الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة ووزير الأوقاف الأسبق، الجدل حينما أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه احتفل بمولده، حين قال في الحديث الصحيح: "ذلك يوم ولدت فيه"، ردًا على سؤال الصحابة عن سبب صيامه يوم الإثنين، وقال الشعراوي: "المهم هو كيف نحيي الذكرى، ومن يحرم عليه أن يأتي بدليل التحريم، فالأصل في الأشياء الإباحة".
أقرأ أيضًا:
موعد المولد النبوي الشريف 2025، وما حكم الاحتفال به
موعد المولد النبوي 2025

ويثبت التاريخ أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ظهر منذ القرن الرابع الهجري، إذ كان السلف الصالح يجتمعون لذكر الله، وإنشاد المدائح النبوية، وإطعام الطعام، في تعبير صادق عن الفرح برسول الله، وقد دعم ذلك علماء كبار مثل ابن الجوزي، وابن كثير، وابن دحية، وابن حجر، والسيوطي.
صيام يوم الإثنين
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع، شكرًا لله على مولده، كما كان يصوم عاشوراء شكرًا لنجاة موسى عليه السلام، والقرآن أكد على قيمة يوم الميلاد في قوله: "وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ"، وقوله على لسان المسيح: "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ".
وأمر الله تعالى بذكر الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ"، و"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ"، وهذا يشمل إحياء ذكراهم، والاقتداء بهم، والفرح بهم، لذلك لا حرج في تخصيص أيام لذكرى المولد، شرط أن تخلو من البدع أو المنكرات.

من فرح بالنبي فرح به النبي
وفي رؤيا منامية نقلها الصالحي في "سبل الهدى والرشاد"، شكا أحد الصالحين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام من من ينكرون الاحتفال، فأجابه النبي: "من فرح بنا فرحنا به"، وهكذا يظل الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم عنوان محبة وإيمان، لا مجال فيه للجدل أو الإنكار.