منى الشاذلي من حوارات الكبار إلى تورط في سرقات مها الصغير. هل تغازل التريند؟

من إعلامية ملهمة تتصدر مشهد الحوار الجاد والسياسي في بدايات الألفينات إلى مقدمة برنامج يتعرض لاتهامات بـ"السطحية" و"الانسياق خلف التريندات"، تواجه الإعلامية منى الشاذلي اليوم موجة غضب وانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالبها بالعودة إلى سابق عهدها، حين كانت تحاور أصحاب القضايا الحقيقية، لا نجوم المحتوى الرقمي.
وجاء الهجوم الأخير عقب فضيحة الإعلامية مها الصغير، زوجة الفنان أحمد السقا، بعد عرضها لوحات فنية على أنها من أعمالها الخاصة في إحدى فقرات برنامج "معكم منى الشاذلي"، ليتبين لاحقًا أنها منقولة من فنانين آخرين، الواقعة أشعلت مواقع التواصل وفتحت بابًا أوسع للانتقاد على البرنامج ومقدمته.

انتقادات بالجملة على منى الشاذلي: محتوى مكرر وتفاعل مصطنع
الجمهور نفسه يرى أن المنصة التليفزيونية يفترض أن تقدم محتوى مختلفًا عن تريندات السوشيال ميديا، لا أن تستنسخها، مطالبين بالاستفادة من أرشيف شخصيات إعلامية مؤثرة.
ذات يوم كانت منى الشاذلي أيقونة للحوار السياسي
لا يمكن تجاهل أن بداية التحول في مسيرة منى الشاذلي جاءت عام 2010، حينما بدأت تميل إلى تخفيف الطابع السياسي من برنامجها "العاشرة مساءً"، بعد أزمة كبيرة مع رجل الأعمال الراحل د. أحمد بهجت، مالك قنوات دريم حينها، وكان السبب استضافتها شخصيات على خلاف مع النظام، من بينهم د. محمد البرادعي ود. محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين.
أقرأ أيضًا
بعد أزمة مها الصغير، منى الشاذلي: كان ممكن نقطع فيها ونشتمها
بعد أزمة مها الصغير، ماذا قالت منى الشاذلي في ظهورها الأول؟
بهجت أطلق هجومًا ناريًا ضد الشاذلي على الهواء في مداخلة شهيرة مع الإعلامي معتز الدمرداش، قائلًا: "أنا مش معارض، ومبارك هو من أتاح هذه الحرية غير المسبوقة... وما حدث مع المرشد والإخوان كان خطأ إداري فادح من فريق البرنامج".
هذا الموقف السياسي الحاد شكل نقطة تحول في مسيرتها، ويعتبره البعض بداية انحدار محتواها نحو الترفيه والمواضيع الخفيفة، بعيدًا عن العمق الذي ميزها في بداية مشوارها.
هل تعود منى الشاذلي إلى سابق مجدها؟
مع تزايد الأصوات الغاضبة، يجد فريق إعداد "معكم" نفسه أمام مفترق طرق، إما الاستمرار في تقديم محتوى آمن، قائم على "التريند" والتفاعل الرقمي، أو العودة إلى الجذور، حيث كانت منى الشاذلي تقف وجهًا لوجه أمام شخصيات تحمل رؤى وقضايا، لا مشاهدات فقط.
الجمهور المصري ما زال يتشوق إلى محتوى ناضج، يحترم عقل المتلقي، ولا يعامله كرقم في عداد المشاهدات أو "لايك" عابر على فيسبوك، ومازالت منى الشاذلي واحدة من أبرز الأسماء في الإعلام المصري، لكن البقاء في الصدارة لا يتحقق إلا بتجديد حقيقي في المضمون، لا بتكرار فارغ على حساب القيمة.