47 ألف حريق في مصر العام الماضي.. كم حريقا هذا العام؟

شهدت مصر خلال الأيام الماضية سلسلة من الحرائق المتتالية في مواقع حيوية واستراتيجية، مما أثار حالة من القلق لدى المواطنين والجهات المسؤولة، خاصة بعد حريق سنترال رمسيس الذي يعد من أخطر الحوادث الأخيرة بسبب خسائره البشرية وتأثيره المباشر على قطاع الاتصالات والاقتصاد.

تصاعد حوادث الحرائق في مصر خلال 2024 – 2025

بحسب تقارير رسمية صادرة عن الجهات المختصة، بلغ عدد الحرائق في مصر خلال عام 2024 ما يقرب من 47 ألف حادث حريق، بزيادة 3.2% عن العام السابق، وتشمل هذه الحوادث منشآت صناعية وتجارية وخدمية، ما يثير تساؤلات حول جاهزية أنظمة الحماية المدنية ومدى تفعيل اشتراطات السلامة والأمان داخل المباني والمنشآت العامة والخاصة.

أبرز الحرائق الأخيرة في مصر

• حريق مصنع إسفنج بمحافظة دمياط.
• اشتعال محطة كهرباء الورديان بالإسكندرية.
• حريق بمحطة محولات في العاشر من رمضان.
• حريق في منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة.
• حريق سنترال رمسيس بالقاهرة – الأكثر خطورة وتأثيرًا.

ويعد حريق سنترال رمسيس الأبرز، حيث أسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 27 آخرين، فضلًا عن توقف شبه تام في خدمات الإنترنت والاتصالات، مما أدى إلى شلل في التعاملات البنكية وإلغاء جلسة البورصة المصرية.

أسباب تكرار الحريق في سنترال رمسيس

كشف اللواء أسامة شعبان، وكيل الحماية المدنية السابق، عن الأسباب الفنية لتجدد الحريق في سنترال رمسيس رغم مرور أيام على السيطرة عليه، موضحًا ما يلي:

👈ترسبات الكربون والشرائح الإلكترونية الحساسة

الحريق الأول خلف ترسبات كربونية داخل أجهزة الاتصالات والدوائر الإلكترونية الدقيقة، وهو ما تسبب في إعادة الاشتعال عند إعادة تشغيل الأجهزة وتوصيل التيار الكهربائي.

👈تلف الألياف الضوئية والأجهزة بفعل الحرارة

الحرارة الشديدة الناتجة عن الحريق أدت إلى ضعف أو تلف بعض المكونات الداخلية الحساسة، مما زاد من احتمالية نشوب حرائق جديدة عند محاولة إعادة تشغيل النظام.

👈الأبخرة الناتجة عن الإطفاء تؤثر على الدوائر الكهربائية

عملية الإطفاء بالمياه خلّفت أبخرة ورطوبة أثّرت على الأسلاك والدوائر الكهربائية داخل السنترال، ما أدى إلى تفاعلات أكسدة قد تسبب اشتعالًا جديدًا في بعض المناطق.

👈مواد قابلة للاشتعال لم تُخمد بالكامل

أوضح اللواء شعبان أن بعض المواد مثل البلاستيك والقطن قد تشتعل من جديد بعد فترة من الإخماد، إذا لم تصل عملية الإطفاء إلى أعماقها، مؤكدًا أن الحريق الثاني غالبًا ما يكون أضعف من الأول ويتم السيطرة عليه سريعًا.

تحرك حكومي وتحقيقات موسعة

ومع تصاعد هذه الحوادث، استدعى مجلس النواب المصري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مطالبين بإعادة تقييم وتحديث أنظمة الأمان داخل المنشآت الحيوية، وعلى رأسها مراكز الاتصالات ومحطات الكهرباء.

كما تواصل النيابة العامة التحقيق في حادث سنترال رمسيس، لمعرفة الأسباب المباشرة ومدى وجود تقصير أو إهمال أدى إلى نشوب الحريق بهذا الشكل.

دعوات لإعادة تأهيل منظومات الأمان

في ظل ما تشهده البلاد من تكرار حوادث الحريق، يطالب مختصون وخبراء بضرورة:

اقرأ ايضًا: تعويض عن انقطاع الانترنت بعد حريق سنترال رمسيس التفاصيل الكاملة

المسكوت عنه في حريق سنترال رمسيس، الكشف عن 5 أسرار تحيط بالحادث

• تحديث أنظمة الإطفاء والإنذار المبكر.
• فرض رقابة صارمة على تطبيق اشتراطات الحماية المدنية.
• تدريب العاملين في المنشآت الحساسة على إجراءات السلامة والطوارئ.
• إجراء فحوص دورية للبنية التحتية الكهربائية والإلكترونية داخل المصانع والمباني الحكومية.

تشير المؤشرات إلى أن تكرار الحرائق في مصر خلال العام الجاري لم يعد مجرد صدفة، بل هو نتيجة مباشرة لخلل في تطبيق أنظمة الحماية والصيانة، خصوصًا في منشآت حيوية ذات طابع استراتيجي، وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، تبقى الحاجة ماسة إلى إصلاح جذري وشامل في منظومات الأمان لضمان سلامة الأرواح والبنية التحتية في البلاد