تحذيرات أمنية من تطبيقات ميتا والذكاء الاصطناعي

تواجه تطبيقات "ميتا، اتهامات بتتبع المستخدمين إذ تستخدم في ذلك سجلات من برنامج "ميتا بيكسل" الذي عادة ما يتصل بالجهاز مرة واحدة لإرسال البيانات إلى ميتا، وشأنها في ذلك شأن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.

لاحظ "غونيس أكار" الأستاذ المساعد بجامعة "رادبود" الهولندية عن موارد دراسية حول التتبع الإلكتروني على موقع لجامعة رادبود الهولندية أن ملايين المواقع الإلكترونية تحتوي على سلسلة من الأكواد البرمجية من ميتا، التي تجمع نشاط المستخدم عبر الويب وتسجل معلوماته الخاصة وتسوقه عبر الانترنت.
ولاختبار كيفية تصرف البرنامج، عدل أكار جهاز الكمبيوتر وكأنه هاتف يعمل بنظام أندرويد حاول البرنامج إعادة الاتصال بجهازه مرة أخرى، وكأنه يحاول إرسال أو طلب معلومات بشكل إضافي، ولفهم هذا السلوك استعان أكار بباحثين من مجموعة أبحاث أمن الحاسوب والتشفير الصناعي في جامعة لوفين البلجيكية ومعهد أبحاث في إسبانيا.

شكوك حول مصدر البيانات
تصاعدت الاتهامات بشأن تجسس شركة ميتا، وذلك بعد تقارير ذكرت أن إسرائيل استخدمت "لافندر" خلال الأشهر الأولى للحرب في استهداف نحو 37 ألف فلسطيني، وقامت بناءً على ذلك بشن غارات أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، دون مراجعة بشرية مستقلة لقرارات النظام، ومن جانبها لم تنف أو تؤكد شركة "ميتا" بشكل رسمي مشاركة بيانات الواتس آب" مع إسرائيل.
وفي هذا الإطار تواجه شركة "واتساب"، التابعة لـ"ميتا"، اتهامات بتقديم معلومات استخبارية لإسرائيل ساهمت في استهداف مواقع واغتيال قادة في كل من غزة وإيران، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق.

تباطؤ الإنترنت والهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أوضحت شركتا "كينتينك" و"نت بلوكس" المتخصصتان في تتبع حركة الإنترنت عالميًا، وفق شبكة "NBC News"، إن الاتصال الرقمي في إيران انخفض بشكل حاد، على الرغم من إعلان إيران انقطاع خدمة الإنترنت بشكل شبه كامل، بالتزامن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، وأرجعت السلطات الإيرانية هذا التراجع إلى قرار حكومي جاء ردًا على ما وصفته بـ"الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية".
إقرأ أيضًا
الصين تطلق الذباب الحربي والبداية طائرة تجسس بحجم بعوضة
هل هاتفك مخترق؟ 5 علامات خطيرة تكشف التجسس عليك وكيفية الحماية منه
وأشارت تقارير إيرانية إلى أن الإنترنت لم يُقطع تمامًا، لكنه تقلص بشكل كبير، خصوصًا بعد الضربات الإسرائيلية التي أودت بحياة 224 شخصًا بحسب طهران وعدد كبير من القادة العسكريين والعلماء، وتضررت خدمات مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي تتيح للمستخدمين تجاوز الرقابة والوصول إلى المواقع الأجنبية.
أكد أمير رشيدي، مدير الحقوق الرقمية في منظمة "ميان"، أن تطبيقات الواتساب، وإنستجرام، ومتاجر تطبيقات مثل "آبل" و"جوجل بلاي" تم حظرها، في خطوة عززت الرقابة الحكومية داخل إيران، ومن جهته، قال متحدث باسم "واتساب" إن التطبيق أصبح هدفًا في "لعبة القط والفأر" التي تخوضها "ميتا" ضد القيود الإيرانية.

"لافندر" نظام إسرائيلي يستخدم ذكاء اصطناعي لما قبل الجريمة لقتل المدنيين
بدأت تحليلات متعددة تربط بين ما يجري في غزة من استهداف عشوائي للسكان المدنيين، وتورط محتمل لتطبيق "واتساب" في تزويد إسرائيل بمعلومات استخبارية حساسة عن مواقع المستخدمين
وكشفت مجلة "+972" العبرية وصحيفة "ذا غارديان" البريطانية أن الجيش الإسرائيلي استخدم نظام ذكاء اصطناعي يُعرف باسم "لافندر"، يعتمد على تحليل البيانات الرقمية، ومن ضمنها عضوية الأشخاص في مجموعات "واتساب"، لتحديد من يُعتقد أنهم منتمون لحركة "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، حتى لو لم تتوفر أدلة مادية فعلية ضدهم.
بول بيجار، الناشط الأيرلندي ومؤسس تحالف تكنولوجي داعم لفلسطين، كتب عبر مدونته على "بلوجر" أن "لافندر هو نظام إسرائيلي لما قبل الجريمة، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف من المدنيين وقتلهم"، مضيفًا أن عضوية الشخص في مجموعة "واتساب" قد تضعه على قائمة الاستهداف.
ويقول بيجار إن "ميتا" ارتكبت تجاوزًا أخلاقيًا من خلال تزويد النظام الإسرائيلي بهذه البيانات، ما يجعلها "شريكًا في الإبادة الجماعية"، مما ينفي بل ويتعارض مع سياسة "الخصوصية التامة" التي تتبناها شركة "ميتا" بشأن تطبيقاتها.

قضايا تجسس سابقة لميتا
كشفت "واتساب" في يناير الماضي من العام 2025 ، عن حملة تجسس استهدفت نحو 100 صحفي وناشط باستخدام برنامج "جرافايت"، الذي طوّرته شركة "باراجون سوليوشنز" الإسرائيلية، بحسب تقرير "ذا جارديان".
وفي تسليط للضوء على شركة "آبل" التي قامت بسحب تطبيقي "واتساب" و"ثريدز" من متجرها في الصين بناء على طلب السلطات، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ما يعكس إنعدام "الخصوصية الرقمية".
كما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية يعتقدون أن إيران تسعى لاستخدام الهجمات الإلكترونية لزعزعة الثقة بالديمقراطية الأمريكية، وتقويض الدعم لإسرائيل.

تحذير السلطات الإيرانية من استخدام "ستارلينك"
دعا بعض المستخدمين في إيران شركة "ستارلينك"، التابعة لإيلون ماسك، للتدخل وتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، في حربها الأخيرة مع إسرائيل حيث غرد إيلون ماسك على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي على منصة "X"قائلًا "الأشعة تعمل"، بينما حذرت السلطات الإيرانية من استخدام ستارلينك، معتبرة أنها قد تُستغل لتوجيه الضربات الإسرائيلية.
ووفق منظمة "هوليستيك ريزيليانس"، فإن ما بين 30 إلى 40 ألف جهاز ستارلينك منتشرة حاليًا في إيران. أساليب ميتا للتجسس على مستخدمي أندرويد.

اغتيالات القادة الإيرانيين
أشار إسماعيل بقائي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية في بيان مجموعة السبع على أنه "تجاهل بشكل كبير العدوان الإسرائيلي على إيران، والهجمات غير القانونية على المنشآت النووية، وقتل المواطنين الإيرانيين".
استهدفت الضربات الإسرائيلية قيادات الصف الأول في النظام العسكري الإيراني، وحسب "رويترز"، فقد قتل 14 عالمًا نوويًا في عدة هجمات شنّتها القوات الإسرائيلية جوًا، وكذلك بواسطة سيارات مفخخة في العاصمة الإيرانية طهران.
كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة تعلم مكان المرشد الإيراني علي خامنئي، ومن السهل استهدافه ولكن لن تقتله أمريكا على الأقل في الوقت الحالي"، مشيرًا في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تروث"، مؤكدًا عدم رغبته في إطلاق صواريخ على المدنيين والجنود الأمريكيين.

غموض حول مصدر البيانات
ويضيف بيجار أن "ميتا" تمارس أيضًا حملة منظمة لقمع المحتوى المؤيد لفلسطين، إلى جانب دعم مالي مباشر من مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، لمنظمات إسرائيلية مثل "زاكا"، والتي ارتبطت بنشر مزاعم ثبت لاحقًا عدم صحتها، مثل رواية "الاغتصاب الجماعي" في 7 أكتوبر.

نفي واتساب تسريب أي معلومات شخصية
في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (RIB) أن إسرائيل تستخدم مثل هذه التطبيقات "لتحديد هوية الأفراد واستهدافهم، أصدرت شركة Meta بيانًا قالت فيه إن التكتل التكنولوجي لا يشارك البيانات مع إسرائيل، وذلك فيما يتعلق استخدام "تطبيقات تحديد الموقع" مثل WhatsApp وTelegram.

وأعربت شركة ميتا بقلقها بشأن التقارير الكاذبة لحظر خدمات "ميتا" في وقت يحتاج الناس إليها أكثر من أي وقت مضى"، وأنها "لا تقدم معلومات بالجملة لأي حكومة".