تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران ، وروسيا تحذر : "لا تلعبوا بالنار"

حذرت روسيا من احتمال لجوء واشنطن إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد طهران، معتبرة أن هذا السيناريو سيكون كارثيًا على الأمنين الإقليمي والدولي، ويأتي هذا التحذير وسط تصاعد الضربات العسكرية بين إيران وإسرائيل، وتصاعد الدعوات داخل دوائر القرار الأميركية لتوجيه ضربات "حاسمة" ضد المنشآت النووية الإيرانية.
الكرملين يحذر: لا تلعبوا بالنار النووية
أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الجمعة، أن التقارير التي تتحدث عن احتمال استخدام الولايات المتحدة لأسلحة نووية تكتيكية في إيران "مثيرة للقلق الشديد".
وأضاف بيسكوف أن أي استخدام من هذا النوع سيكون تطورًا كارثيًا سيقلب موازين الأمن في الشرق الأوسط والعالم.
وهذا التحذير يأتي ردًا على تقارير إعلامية أشارت إلى مناقشات داخل البيت الأبيض حول خيارات عسكرية تشمل استخدام ضربات محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية، مع تداول سيناريوهات تشمل حتى الأسلحة النووية التكتيكية.
التصعيد العسكري: إيران وإسرائيل على حافة الانفجار
تتواصل المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل بوتيرة متسارعة، وخلال الأسبوع الماضي، أطلقت إيران صاروخًا مزودًا بذخائر عنقودية على منطقة مدنية مكتظة في إسرائيل، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها "تصعيد خطير ومتعمد ضد المدنيين".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد انشق الرأس الحربي للصاروخ الإيراني على ارتفاع 7 كيلومترات، مطلقًا نحو 20 ذخيرة صغيرة على مساحة تمتد لـ8 كيلومترات فوق وسط إسرائيل، ما أدى إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات بشرية.
الأسلحة العنقودية التي استخدمتها إيران مثيرة للجدل عالميًا، وقد حذر خبراء من أنها تمثل تهديدًا طويل الأمد بسبب الذخائر غير المنفجرة التي تخلفها.

التحركات الأميركية: ترامب يدرس خيارات عسكرية محدودة
وفي واشنطن، نقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل بحذر مع فكرة توجيه ضربات عسكرية لإيران، مبديًا تخوفه من تكرار "السيناريو الليبي" الذي أدى إلى فوضى بعد الإطاحة بالقذافي.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك بوست"، فإن ترامب يعكف حاليًا على تقييم ثلاثة شروط قبل اتخاذ أي قرار عسكري:
- أن تكون الضربة ضرورية ومبنية على تهديد حقيقي.
- ألا تقود إلى تورط أميركي طويل الأمد في الشرق الأوسط.
- أن تحقق نتائج حاسمة، خصوصًا في ما يخص البرنامج النووي الإيراني.
وأكدت مصادر من البيت الأبيض أن القرار النهائي بشأن التدخل الأميركي قد يُتخذ خلال أسبوعين.
موقف إسرائيل: لا أحد في إيران بمنأى عن الاستهداف
ومن جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العملية العسكرية الحالية لا تهدف بالضرورة إلى إسقاط النظام الإيراني، لكنها قد تؤدي إلى ذلك، وقال في مقابلة مع قناة "كان" الإسرائيلية: "أصدرت أوامر واضحة بأن لا يتمتع أي شخص في إيران بالحصانة".
ويأتي ذلك في ظل تصريحات سابقة لوزير الدفاع الإسرائيلي تؤكد أن "إنهاء وجود المرشد الأعلى علي خامنئي" يعد هدفًا ضمنيًّا للعملية العسكرية.
مواقف دولية ودعوات لضبط النفس
وسط هذا التوتر المتصاعد، دعت روسيا والصين إلى ضبط النفس ومنع انزلاق الوضع نحو صراع مفتوح في منطقة الشرق الأوسط، محذرتين من أن أي تصعيد قد يؤدي إلى تفجير الوضع في واحدة من أكثر المناطق حساسية من الناحية الجيوسياسية.
والتحذيرات الروسية تأتي في وقت لم تنضم فيه لا إيران ولا إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة، إلى الاتفاقية الدولية التي تحظر استخدام القنابل العنقودية، ما يزيد من المخاطر المرتبطة بأي تصعيد عسكري جديد.

الشرق الأوسط أمام منعطف خطير
تؤكد التطورات الأخيرة أن الشرق الأوسط يقف عند منعطف خطير، مع احتمال دخول أطراف دولية كبرى على خط النزاع، وبينما تتزايد الضغوط داخل الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، تلوح في الأفق سيناريوهات قد تفتح الباب أمام مواجهة شاملة ذات أبعاد نووية، في حال فُقدت السيطرة على وتيرة التصعيد.