سر إصرار أمريكا وإسرائيل على تدمير منشاة فوردو النووية، خنجر في ظهر تل أبيب
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع CBS إن "التهدئة ليست خيارًا، بل نريد نهاية حقيقية للملف النووي الإيراني"، مطالبًا طهران بـ"الاستسلام الكامل" والتوقف عن تخصيب اليورانيوم.
وأكدت مصادر أميركية أن البيت الأبيض عقد اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي، لبحث الخيارات العسكرية والدبلوماسية، فيما تم رصد إقلاع الطائرة النووية “كونستنت فينيكس”، التي لا تستخدم إلا في حالات الطوارئ النووية القصوى، ما يشير إلى مستوى الاستعداد الأميركي.
فوردو: المنشأة النووية التي تحدد مصير الحرب
تعد منشأة فوردو النووية من أكثر المواقع العسكرية حساسية في إيران، وتقع داخل جبل قرب مدينة قم، ما يجعل قصفها تحديًا كبيرًا، وتضم فوردو أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي متطور لتخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من إنتاج سلاح نووي، بحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويؤكد المحللون أن استهداف هذه المنشأة سيكون نقطة التحول الكبرى في المواجهة بين إيران وإسرائيل، وقد يكون السبب المباشر لتدخل عسكري أميركي إذا ثبت أن البرنامج النووي الإيراني تجاوز الخطوط الحمراء.
خبراء: إسرائيل تنتظر القرار الأميركي لضرب المنشآت المحصنة
صرح الدكتور محمد الزغول، الباحث في مركز الإمارات للسياسات، بأن “إسرائيل استنفدت بنك أهدافها المكشوفة وتنتظر ضوء أخضر من واشنطن لقصف منشآت محصنة مثل فوردو”، وأكد أن تصريحات ترامب الأخيرة دفعت طهران إلى تقليل عدد الصواريخ لتفادي رد واسع.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أمس عن تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن اغتيال رئيس هيئة أركان الحرب الإيرانية، اللواء علي شدماني، إثر قصف استهدف مقر قيادة عسكرية في وسط العاصمة الإيرانية طهران، وصف بأنه "مقر عمليات مأهول".
ويعد شدماني أحد أبرز العقول العسكرية الإيرانية، والمقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث تولى قيادة القوات المسلحة بعد اغتيال سلفه غلام علي رشيد، وأكدت مصادر إسرائيلية أن العملية نفذت استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة ضمن خطة ممنهجة لاستهداف كبار قادة الحرس الثوري والجيش الإيراني.
ضربات بطائرات مسيرة تهز أصفهان وتبريز
شهدت إيران تصعيدًا ميدانيًا جديدًا مع انفجارات قوية في أصفهان وتبريز، حيث أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن هجومًا بطائرة مسيّرة استهدف منطقة صناعية ذات صلة بالبنية التحتية الدفاعية.
وفي السياق ذاته، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأتي فوردو وأصفهان النوويتين لم تتعرضا لأضرار مباشرة، بينما رجح مسؤولون إسرائيليون أن استهداف فوردو قد يحدث قريبًا، مشيرين إلى احتمال استخدام قنابل خارقة للتحصينات في حال شاركت واشنطن عسكريًا.
إيران: صاروخ جديد واستراتيجية استنزاف
أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أنها استخدمت صاروخًا جديدًا للمرة الأولى في ضربات اليوم، مؤكدة أن "المفاجآت الصاروخية لم تبدأ بعد"، ومن جهته، أوضح الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته اعترضت 14 من أصل 18 صاروخًا، في ما اعتبر أقل دفعة صاروخية منذ بداية التصعيد.
ويرى خبراء عسكريون أن إيران تعتمد استراتيجية استنزاف تهدف إلى إنهاك أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، من خلال رشقات متقطعة وتكتيكية بدلاً من إطلاق دفعات مكثفة.
