الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ليس البرنامج النووي، ما سبب العدوان الإسرائيلي على إيران؟

الهجوم الإسرائيلي
الهجوم الإسرائيلي على إيران

يعتقد الغالبية العظمى أن الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة 13 يونيو، لأن الكيان يخشى وصول طهران إلى امتلاك أسلحة نووية، لتهاجم معظم المنشآت النووية الإيرانية منها مفاعل نطنز الذي هو قلب المشروع النووي، حتى مفاعل أصفهان، بجانب اغتيال معظم العلماء البارزين في مجال الطاقة الذرية.

حبث قال نعمان توفيق العابد الباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية، إن الاعتقاد السائد بأن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران سببه اقتراب الأخيرة من امتلاك قنبلة نووية وفشل المفاوضات النووية، هو اعتقاد خاطئ تمامًا ولا يستند إلى معطيات دقيقة.

آثار العدوان الإسرائيلي على إيران

حقيقة الهجوم الإسرائيلي على إيران 

لكن يوضح نعمان العابد على صفحته الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن لا صحة بالمطلق لهذا الاعتقاد بأن العدوان الإسرائيلي على إيران خوفًا من المشروع النووي فقط، وذلك للأسباب التالية:"

أولاً: لم يتم الإعلان من أي طرف، بما في ذلك الطرف الأمريكي، عن فشل المفاوضات النووية، بل بالعكس، كان من المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات اليوم الأحد، ما ينفي صحة الحديث عن فشل المفاوضات كمبرر للعدوان، ويؤكد أن الافتراضات المسبقة لا تستند إلى وقائع.

ثانيًا: لا توجد نية ولا قرار لدى القيادة الإيرانية بامتلاك القنبلة النووية، بل إن هناك فتوى دينية صادرة عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تُحرم إنتاج وامتلاك الأسلحة النووية. وقد أكدت إيران مرارًا وتكرارًا رغبتها باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية فقط. 

وأضاف العابد أن  إيران لو أرادت فعليًا امتلاك القنبلة النووية، لفعلت ذلك منذ زمن بعيد دون علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أية دولة أخرى.

العدوان الإسرائيلي على إيران

نعمان العابد: المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم تقتصرعلى البرنامج النووي 

ولفت إلى أن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني لم تقتصر في أي وقت على البرنامج النووي فحسب، بل شملت أيضًا ملفات مرتبطة بطبيعة الدور الإيراني في المنطقة وملف "تقسيم النفوذ" في الشرق الأوسط.

و أشار العابد إلى أن ما يجري حاليًا هو في جزء منه صراع محاور حول كيفية تقاسم وتشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديدة، خصوصًا في ظل محاولات الولايات المتحدة في عهد ترامب للاستحواذ الكامل على المنطقة، دون السماح لأي محور منافس بالوجود أو النفوذ، ليتم تقليم أظافر الدول والكيانات والتنظيمات الرافضة لهذه الاستراتيجية.

وأكد أن هناك أيضًا بعدًا آخر يتمثل في محاولة إعادة ترسيخ الدور الوظيفي الأمني والعسكري لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كدولة تابعة تنفذ السياسات الأمريكية، وتكون بمثابة الوكيل الحصري للنفوذ الأمريكي في المنطقة".

وأشار العابد إلى خطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة قد تخلت عن إسرائيل، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تزال تدعمها وتوجهها من الخلف، رغم محاولاتها للظهور بمظهر المحايد أو المنأى بنفسه عن الصراع.

نعمان توفيق العابد الباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية

عوائق أمام الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط

وأوضح الباحث نعمان توفيق العابد أن هناك عائقين رئيسيين يواجهان تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط على النحو الآتي

  • فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في قطاع غزة، وذلك بسبب صمود الشعب الفلسطيني
  • رفض عدة دول إقليمية ودولية، مثل مصر وروسيا والصين، الانخراط في المشروع الأمريكي بالشكل الذي تطمح إليه واشنطن.
  • فشل محاولات تطويع القيادة السياسية الإيرانية بما يتماشى مع المشروع الأمريكي، رغم كل الضغوط، ويُعزى هذا الفشل إلى البنية العقائدية للنظام الإيراني.
  •  تدخلات دولية ترفض الهيمنة الأمريكية وتسعى لموازنة النفوذ في المنطقة.

واختتم نعمان العابد الباحث السياسي تصريحه بالقول أن نتيجة هذه الجولة من الصراع قد تحسم مستقبل المنطقة لسنوات قادمة، والأيام القادمة ربما ستبوح بكل شيء.

تم نسخ الرابط