الجمعة 06 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

بعد ظاهرة سفر بعض الدعاة للحج دون إذن رسمي، بيان عاجل من أحد الأئمة

سفر بعض الدعاة للحج
سفر بعض الدعاة للحج دون إذن رسمي

نشر الدكتور مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، بيان توجيهي بشأن سفر بعض الدعاة للحج دون إذن رسمي، قائلًا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي شرع لنا دينًا متكاملًا، لا تنفصل فيه العبادة عن الأخلاق، ولا الإيمان عن السلوك، والصلاة والسلام على من قال: “الدين النصيحة”، وجعل القدوة أساسًا للدعوة، والصدق معيارًا للعمل، وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين".

وأضاف:" انطلاقًا من مبدأ النصيحة الخالصة، ومع تكرار الحديث مؤخرًا حول سفر بعض الدعاة وأئمة المساجد لأداء فريضة الحج دون إذن رسمي من جهة العمل، جاء هذا البيان توضيحًا وتأكيدًا على أهمية الالتزام بالنظم الإدارية التي ارتضيناها، والتي نطالب غيرنا باحترامها".

أولًا: الالتزام بالنظام واجب شرعي وأخلاقي

أجمع العلماء على أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن هذا المنطلق، فإن الإذن الوظيفي بالسفر ليس مجرد إجراء شكلي، بل ضرورة تنظيمية تمس حقوق العمل، واستمرارية المرافق العامة، وتفادي الإضرار بالمصلحة العامة، فالتحايل على الواجب باسم العبادة يتنافى مع الصدق في الطاعة، إذ إن العبادة لا تصح إلا عبر السبل المشروعة والضوابط التي تحفظ الحقوق وتراعي النظام.

الدكتور مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم

ثانيًا: الاستطاعة تشمل الإذن والنظام

وفي هذا الصدد، أشار شاهين إلى أن الاستطاعة للحج كما نص القرآن الكريم، لا تقتصر على المال والبدن، بل تشمل الاستطاعة النظامية والقانونية، فمن يسافر دون إذن رسمي أو يترك عمله دون تنسيق، لم تتحقق له الاستطاعة الشرعية الكاملة، بل يعد مخالفًا للنظام، ومتعمدًا تعطيل حق الغير، وهو ما يناقض مقصد الحج ويوقع النية في دائرة الريبة.

ثالثًا: العلماء قدوة في الالتزام والانضباط

وفي هذا الجانب، أوضح الخطيب أن من اعتلى المنبر أو ارتدى زي العلماء، فقد تحمل مسؤولية القدوة، فليس من المقبول أن نعلم الناس احترام القانون، ثم نخالفه حينما يحين دورنا، وإذا سقطت القدوة، ضاع أثر الكلمة وتشوهت صورة الدعوة والدين.

رابعًا: لا تبرير للمخالفة تحت ستار الحج المجاني

الفرص المجانية أو الميسرة لأداء الحج لا تبرر مخالفة الأنظمة أو إسقاط الحقوق، وقد قال رسول الله ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات"، فمن تهاون في حق وظيفته، أو قصر في أمانته، فعليه أن يراجع نيته، فالله لا يقبل العمل إلا إذا صلحت الوسيلة وطهرت الغاية.

سفر بعض الدعاة للحج دون إذن رسمي

خامسًا: المخالفة تبقى مخالفة مهما حسنت النية

النية الحسنة لا تبرر العمل الفاسد، فالعبادات يجب أن تؤدى في إطار من الانضباط واحترام الحقوق، ومن خالف النظام أو تجاوز على حق عام، فقد أخل بجوهر العبادة، حتى لو ظن أنه يتقرب بها إلى الله، فـ"الله طيب لا يقبل إلا طيبًا".

سادسًا: لا يجوز اتخاذ العبادة ذريعة للتحايل على النظام

لا يحق لأحد أن يحتج بكون الحج عبادة كي يعفي نفسه من الالتزام، أو يتحايل على النظام، من واجب الدولة تنظيم الأمور ومحاسبة من يخرق الأنظمة، والداعية يجب أن يكون قدوة في الامتثال، لا متعللًا باسم الدين لتجاوز الأنظمة.

خاتمة البيان.. النصيحة لا خصومة فيها

وفي ختام هذا البيان، قال شاهين:" يأتي محبة لا خصومة، ونصحًا لا انتقاصًا، فمنبر الدعوة أعظم من أن يستخدم لتبرير الخطأ أو تغليف المخالفة بثوب الطاعة، المصالح لا تحمى على حساب المبادئ، والأمانة لا تعطل بدعوى الحرية أو الزمالة".

وأضاف: "إذ أقول هذه الكلمات، فلا أجامل أحدًا في الحق، ولا أراعي زمالة تقر الباطل أو تصمت على الخطأ، وإنما أقتدي برسول الله ﷺ القائل: "الدين النصيحة"، و"انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، أي بمنعه عن الظلم، كما فسرها النبي ﷺ".

وأوضح قائلًا: "النصيحة الصادقة، وإن كانت مرة، خير من صمت يلبس الباطل لباس الحق، ويقوض الثقة، ويضعف تأثير الدعوة، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"إنما نأخذ الناس بما ظهر من أعمالهم، فمن أظهر خيرا قربناه، ومن أظهر غير ذلك لم نأمنه، وإن قال: سريرتي حسنة".

تم نسخ الرابط