ماذا حدث في اليوم السابع من ذي الحجة، بداية رحلة الحج

يعد اليوم السابع من شهر ذي الحجة من الأيام المباركة التي تحمل في طياتها الكثير من الخيرات والرحمات، وقد ورد أن الله تعالى يفتح فيه ثلاثين بابًا من الفرج للصائمين والمجتهدين بالطاعات، فيدل ذلك على عظيم الفضل في هذا اليوم المبارك.
فضل الصيام في الأيام العشر من ذي الحجة
وتتضاعف الأجور في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، ويعتبر الصيام من أعظم القربات فيها، وقد جاء في الحديث الشريف: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ويخص العلماء الصيام بذكره لما فيه من تزكية للنفس وتقوية للروح.

ويفتح للصائمين في اليوم السابع ثلاثون بابًا من الفرج، وهي أبواب من الرحمة والمغفرة والتيسير، جزاءً لمن أخلص النية وصبر على الطاعة، وهذه الأبواب قد تكون في صورة فرج من هم، أو رزق لم يتوقع، أو دعاء مستجاب، أو راحة قلبية وسكينة نفسية.
أعمال يستحب الإكثار منها في العشر الأوائل من ذي الحجة
يستحب للصائمين وأهل الطاعة في اليوم السابع لاغتنام هذه الفرص العظيمة الإكثار من الذكر والاستغفار، والدعاء والتضرع، خاصة في أوقات الإجابة، والمحافظة على الصلوات في وقتها، وقراءة القرآن والتدبر في معانيه، والنية الخالصة في كل عمل يتقرب به إلى الله.
فيعد اليوم السابع من ذي الحجة محطة روحانية مهمة قبل بدء مناسك الحج، وفيه من البركة والفرج ما يستحق أن يغتنم بكل طاقة روحية وقلبية، فطوبى لمن اغتنم هذه الأيام.
بداية رحلة الحج
يبدأ الحجاج رحلتهم الفعلية نحو أداء مناسك الحج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، إذ يتوجهون إلى منى في يوم يعرف بـ يوم التروية، ويعد هذا اليوم بداية التحرك الجماعي نحو المشاعر المقدسة، إيذانًا ببدء رحلة روحانية عظيمة تمتد لعدة أيام.

ويرتبط اسم يوم التروية بعدة تفسيرات تاريخية ودينية، فقد قيل إن الناس كانوا يرتوون الماء فيه ويجهزون إبلهم ومؤونتهم استعدادًا ليوم عرفة، نظرًا لشح المياه في مشعر منى آنذاك، وتشير روايات أخرى إلى أن هذا اليوم هو الذي رأى فيه النبي إبراهيم عليه السلام رؤياه التي أمره الله فيها بذبح ابنه إسماعيل، فبات يروي أو يتأمل هذه الرؤيا، هل هي منام أم وحي من الله فسمي بهذا الاسم.
أعمال يوم التروية
يبدأ الحجاج في هذا اليوم بالإحرام بنية الحج، خاصة بالنسبة للمتمتع، بينما يبقى القارن والمفرد على إحرامه منذ الميقات، ثم يتجه الحجاج إلى مشعر منى حيث يؤدون صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا دون جمع، ويستحب لهم المبيت في منى وإن لم يفعلوا فلا حرج فالمبيت سنة وليس واجبًا.
يحمل يوم التروية أهمية عظيمة إذ يعد بمثابة التهيئة الروحية والجسدية ليوم عرفة، وهو أول أيام الحج الفعلي، ويحدد فيه نوع النسك إفراد، قران، تمتع، ويتفرغ الحاج فيه للتعبد والدعاء والتلبية.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في منى خمس صلوات، كما في حديث جابر رضي الله عنه: "فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر".