صراع دبلوماسي جديد، إسبانيا تستدعي السفير الإسرائيلي وتردّ بحزم على نتنياهو

في مواجهة دبلوماسية متصاعدة، استدعت إسبانيا القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد يوم الجمعة، احتجاجًا على تصريحات صدرت عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تُعتبرها مدريد "كاذبة ومسيئة".
تأتي هذه الخطوة في خضم قرار إسباني بفرض سلسلة من الإجراءات للضغط على إسرائيل، بينها حظر مرور السفن والطائرات المُحمّلة بالأسلحة عبر الموانئ أو المجال الجوي الإسباني، وزيادة الدعم للسلطة الفلسطينية والأونروا، وفرض حظر على السلع المُصنَّعة في المستوطنات.
هذا التصعيد يعكس التوتر المتنامي بين مدريد وتل أبيب، حيث يُنظر إليه كإشارة إلى تحوّل في السياسة الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إسبانيا تستدعي القائم بالأعمال وتُعلن الرفض القاطع
وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسبانية، دعا الوزير خوسيه مانويل ألباريس، صباح الجمعة، القائم بالأعمال الإسرائيلي لعرض "رفض قاطع" للتصريحات التي صدرت عن مكتب نتنياهو.
التصريحات التي أساءت لإسبانيا حسب البيان، شملت ادعاءات بأنها تهدد إسرائيل بطريقة وصفها نتنياهو بـ"التهديد genocida" (الإبادة الجماعية).
إسبانيا أكّدت أنها ترفض أي شكل من أشكال المعاداة للسامية، وقدمت تاريخها في دعم الجالية اليهودية ومنح جنسيات للسفارديم كدليل على هذا الالتزام.
الإجراءات الإسبانية ضد إسرائيل: إجراءات عقابية سياسية وتجارية
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، يوم الاثنين الماضي، أن الحكومة ستمنع السفن والطائرات المحمّلة بالأسلحة المتجهة إلى إسرائيل من استخدام الموانئ الإسبانية أو المجال الجوي الإسباني.
كذلك، سيزيد حجم المساعدات التي تُقدّمها إسبانيا إلى السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا.
تم أيضًا فرض حظر على استيراد البضائع المُنتَجة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بالإضافة إلى ذلك، منعت إسبانيا دخول أي شخص يشارك مباشرة في ما وصفه سانشيز بأنه "إبادة جماعية" إلى أراضيها.
التصريحات الإسرائيلية والاتهامات المتبادلة
وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الإجراءات الإسبانية بأنها معادية للسامية، وادعى أن سانشيز يستخدم هذه الخطوات لتشتيت الانتباه عن قضايا الفساد في داخل إسبانيا.
كذلك ردّت إسرائيل بمنع وزيرة العمل الإسبانية يولاندا دياث بيريث ووزيرة الشباب سيرا ريجو من الدخول إلى إسرائيل.
نتنياهو اتهم سانشيز بأنه وجه "تهديدًا إبادياً صريحًا"، بعد أن صرّح الأخير بأن إسبانيا "لا تمتلك أسلحة نووية" لمنع الهجمات الإسرائيلية في غزة، وأن قدراتها العسكرية محدودة.
الأبعاد الدولية: من أوروبا إلى التضامن الفلسطيني
إسبانيا ليست الدولة الوحيدة الأوروبية التي طبّقت أو أعلنت تدابير مشابهة ضد إسرائيل، حيث حظرت العديد من الدول الأخرى منتجات المستوطنات أو قلّصت تعاملاتها العسكرية مع تل أبيب.
الحكومة الإسبانية اعتبرت أن الإجراءات جزء من مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وأن لها أن تلعب دورًا في الضغط الدولي لوقف المعاناة الفلسطينية.
بينما ترى إسرائيل أن هذه الخطوات جزء من حملة سياسية انتقادية، تعتبرها ضارة، وتتهمها بأنها تحوّل إلى السياسة الداخلية واستهداف دبلوماسي.
النزاع الدبلوماسي بين إسبانيا وإسرائيل بلغ ذروته بخطوات إسبانية متقدمة تُحدث تغييرًا ملموسًا في العلاقات الثنائية.
استدعاء القائم بالأعمال، الإعلان عن حظر مرور الأسلحة، ومنع دخول المسؤولين المشاركين، كلها مؤشرات على أن مدريد لا تكتفي بالدعم الكلامي، بل تقود تحرّكًا عمليًا في السياسة الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني‑الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا:
الكرملين يهاجم أوروبا بعد اختراق مسيرات روسية للأجواء البولندية، تعطيل السلام أم تصعيد مقصود؟
ويُطرح السؤال الأكبر: هل ستواصل الدول الأوروبية تبنّي مواقف متشابهة، وهل سيؤدي هذا التصعيد إلى تغيير في سلوك إسرائيل أم مزيد من الانغلاق والرد؟ وهل سيؤثر هذا الصراع الدبلوماسي على فرص السلام أو على مبادرات الأمم المتحدة
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.