الكرملين يهاجم أوروبا بعد اختراق مسيرات روسية للأجواء البولندية، تعطيل السلام أم تصعيد مقصود؟

في تصاعد كبير للتوتر بين موسكو من جهة، ودول الاتحاد الأوروبي إلى جانب حلف شمال الأطلسي (الناتو) من جهة أخرى، خرج اليوم المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، متّهمًا أوروبا بأنها تعرقل جهود السلام في أوكرانيا.
تصريحاته جاءت بعد حادثة اختراق عشرات الطائرات المسيرة الأجواء البولندية الواقعة التي أثارت ردود فعل أوروبية حادة واستنفارًا في عواصم العديد من الدول. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على مضمون الاتهامات الروسية وردود أوروبا والتحليلات التي تُشير إلى ما وراء الدخان.
حادث الأجواء البولندية: ما حصل بالضبط؟
تعديات جويّة متعددة: وفق مصادر بولندية وأوروبية، اقتحمت ما لا يقل عن 19 إلى 23 طائرة مسيّرة روسية الأجواء البولندية ليلة الثلاثاء، بعضها انطلق من أراضي روسيا أو بيلاروس.
رد فعل الناتو وأوروبا، أنه تم إسقاط بعض الطائرات المسيرة، واعتُبرت العملية “أخطر انتهاك للأجواء الأوروبية” منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.
إجراءات دبلوماسية وأمنية: استدعت بولندا عدة مبعوثين روس وبيلاروس لدى الاتحاد الأوروبي، وتصدرت مسألة الدفاع الجوي في النقاشات الأخيرة لحلف الناتو.
الكرملين يدير الهجوم: اتهامات لأوروبا بالتعطيل والاستفزاز
وصف ديميتري بيسكوف الموقف الأوروبي بأنه موقف عدائي، وأن الدول الغربية تتبنى سياسات تهدف إلى اختبار روسيا وليس فقط الدفاع. حسب قوله، أوروبا تقدّمت نحو حدود روسيا مما يزيد الضغط الاستراتيجي والعسكري على موسكو.
لفت بيسكوف إلى أن أوروبا تعرقل جهود التهدئة، وأن تلك الممارسات ليست سرية، بل واضحة ومعروفة.
وقد حمّل جزءًا من المسؤولية للأطراف التي تُعظّم التحركات العسكرية بدلاً من بناء الثقة السياسية.
ردود أوروبا والناتو: عدم التساهل وردع الحريات
اعتبر زعماء أوروبيون أن هذا الاختراق للأجواء يمثل انتهاكًا صارخًا لأمن بولندا، فضلاً عن كونه تهديدًا مباشرًا لأمن الاتحاد والمجتمع الأطلسي.
دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى إنشاء نظام دفاع جوي مشترك بين أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الهجمات متعددة الطائرات المسيرة الروسية تظهر الحاجة إلى تعاون دفاعي أكبر.
دول مثل فرنسا، ألمانيا وإيطاليا أعربت عن دعمها لبولندا، وشددت على أهمية رفع مستوى القدرات الدفاعية الشرقية في الناتو لمنع الاختراقات المستقبلية.
سماء الناتو بين الحقيقة الاستراتيجية والتهويل
محللون يرون أن روسيا تستخدم مثل هذه الحوادث لاختبار مدى استعداد الناتو وردود الفعل الأوروبية، والضغط على الحدود الشرقية.
من جهة أخرى، يشير بعض الخبراء إلى أن موسكو قد تحاول تأكيد أن أوروبا ليست جدية في مساعي السلام إذا ظلت ترفض الاستجابة للمطالب الروسية الدبلوماسية أو الأمنية.
رغم أن روسيا تنفي عادة النوايا العدائية المباشرة، إلا أن حجم المسيرات واختراقها الأجواء مع القدرة على التصعيد يجعل فرضية العمل المتعمد أقوى من مجرد خطأ.
اتّهام الكرملين لأوروبا بأنها تعرقل السلام يُشكل وجهة نظر موسكوية تسعى إلى تقديم أوروبا كجزء من المشكلة وليس الحل. لكن ردود فعل الاتحاد الأوروبي والناتو واستعدادهم لردود فعل دفاعية حازمة تُظهر أن التوتر بلغ نقطة حرجة جدًا.
بينما الحرب في أوكرانيا ما زالت مستمرة، فإن اختراق الأجواء البولندية يُعد فصلاً جديدًا في تصعيد الصراع الذي يتجاوز حدود أوكرانيا ليشمل أمن أوروبا بأكملها.
اقرأ أيضًا:
لا مشتبه به بعد، ترامب يعلن القبض على قاتل تشارلي كيرك والحقائق تنقض التصريحات
ويبقى السؤال: هل ستتجه الأطراف إلى مزيد من التصعيد العسكري أم ستنجح الدبلوماسية في إعادة فتح الأفق من جديد
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.