مخطط خطير على الطاولة، إسرائيل تدرس تهجير الفلسطينيين من غزة جواً وبحراً ومصر ترد بحزم

في خطوة تُعيد إلى الأذهان كوابيس النكبة والنكسة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن نقاشات حامية جرت داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) حول مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في تحرك يُنذر بتداعيات خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية وأمن المنطقة.
الخطة التي تنطوي على أبعاد استراتيجية وجغرافية شائكة، لم تمر مرور الكرام، إذ واجهتها مصر برفض قاطع، مؤكدة أن هذا المخطط يشكل جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها.
نتنياهو يبحث خطة التهجير في جلسة الكابينيت
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن جلسة الكابينيت الأخيرة شهدت طرح المؤسسة الأمنية لمخطط متكامل أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة بدءًا من الشهر القادم.
وبحسب القناة، فإن الخطة تتضمن وسائل تهجير متعددة تشمل الجو والبحر، في محاولة لإفراغ القطاع من سكانه تحت ذرائع أمنية وعسكرية.
وأكدت التقارير أن نتنياهو ينوي عرض هذه الخطة على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي من المقرر أن يزور إسرائيل يوم الأحد القادم، في محاولة للحصول على دعم أو غطاء دولي لتنفيذ المخطط.
إسرائيل تتواصل مع دول لاستقبال الفلسطينيين
لم تتوقف المساعي الإسرائيلية عند رسم الخطط فقط، بل تشير المعلومات إلى أن تل أبيب فتحت قنوات اتصال مع عدة دول لاستقبال الفلسطينيين المُهجرين من قطاع غزة.
إلا أن القناة العبرية أكدت في ذات الوقت أن المؤسسة الإسرائيلية تُبدي شكوكاً حيال فرص نجاح هذه الخطة.
وكانت جيلا جملئيل، وزيرة التطوير الإقليمي، قد طالبت خلال الجلسة بضرورة العمل مع مصر لتمرير المهجرين عبر أراضيها، وهو ما قابله نتنياهو بتشكيك واضح، نظراً لمواقف القاهرة الرافضة لهذا السيناريو.
مصر ترفض التهجير: جريمة لا يمكن القبول بها
وفي رد مباشر على ما تم تداوله، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه رفضها القاطع لأي مخططات إسرائيلية تستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واصفة هذه السياسة بأنها مرفوضة وغير أخلاقية.
وشدد البيان على أن "مصر لن تقبل بالتهجير القسري، ولن تشارك فيه بأي شكل من الأشكال"، معتبرة أن هذا المخطط يُعد "ظلماً تاريخياً لا مبرر له، أخلاقياً أو قانونياً".
وأضافت الخارجية المصرية أن "القاهرة تواصلت مع الدول التي قيل إنها ستستقبل المهجرين، وتلقت تأكيدات برفض تلك الدول لهذه المقترحات"، ما يعكس عزلة الموقف الإسرائيلي على الساحة الدولية.
التهجير: تصفية نهائية للقضية الفلسطينية
في أقوى فقرات البيان، أكدت مصر أن التهجير القسري للفلسطينيين يُعتبر تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، محذرة من أن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع.
كما دعت مصر دول العالم كافة إلى عدم التورط في هذه الجريمة الجماعية، محذّرة من أن المشاركة في مثل هذا المخطط تصنف ضمن جرائم الحرب والتطهير العرقي.
هل تفشل الخطة قبل أن تبدأ؟
رغم وضوح الرؤية الإسرائيلية، فإن الشكوك الكبيرة التي تحيط بجدوى تنفيذ المخطط، خصوصاً في ظل الرفض العربي والدولي المتزايد، قد تجعل هذه الخطة حبيسة الأدراج، كما حدث مع مقترحات مشابهة خلال العقود الماضية.
إلا أن مجرد طرح مثل هذه الأفكار على طاولة النقاش السياسي الإسرائيلي، يعكس تحولاً خطيراً في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويستدعي استنفاراً دولياً لحماية حقوق المدنيين الفلسطينيين ومنع تكرار كوارث التهجير الجماعي التي شهدها التاريخ الحديث.
مخطط التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين من قطاع غزة، وإن كان لم يدخل حيز التنفيذ بعد، يمثل جرس إنذار عالمي، يُهدد بتصعيد مأساوي في المنطقة ويعيد فتح جراح النكبة.
اقرأ أيضأ:
بضغوط أمريكية، هل تفرض مجموعة السبع رسوماً على الهند والصين بسبب النفط الروسي؟
وبينما تواصل إسرائيل محاولاتها لتمرير المخطط، تقف مصر ودول أخرى حائط صد أخلاقي وقانوني في مواجهة مشروع يهدد حقوق الإنسان ويضرب القانون الدولي في مقتل
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.