تحسبًا لهجوم إسرائيلي، حماس تغيّر قيادة لواء غزة وتستعد لمعركة حرب عصابات طويلة

بينما تتأهب القوات الإسرائيلية لاجتياح مدينة غزة بالكامل، وتكثف من قصفها الجوي والمدفعي على مختلف أنحاء القطاع، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن حركة حماس أجرت تغييرات بارزة في قيادتها الميدانية.
ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد تم تعيين قائد جديد للواء مدينة غزة، أحد أهم الألوية القتالية في الجناح العسكري للحركة، وسط ترجيحات بأن حماس تستعد لمعركة "حرب عصابات" ضد القوات الإسرائيلية المتقدمة.
تعيين قائد جديد للواء غزة في كتائب القسام
في بيان نُقل عن إذاعة الجيش الإسرائيلي، أشار المتحدث باسم الجيش إلى أن "عز الدين الحدّاد"، القائد العسكري السابق للواء مدينة غزة في كتائب القسام، قام خلال الأيام الأخيرة بتعيين قائد جديد لهذا اللواء، تحسبًا للمعركة البرية الوشيكة.
وأوضح البيان أن هذا القرار تم اتخاذه مؤخرًا، في سياق التحضيرات المتسارعة لدى حماس لمواجهة التقدم البري الإسرائيلي المحتمل إلى داخل مدينة غزة، والتي تعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في القطاع.
مهند رجب... القائد الجديد في الميدان
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن القائد الجديد الذي تم تعيينه هو مهند رجب، وهو اسم لم يكن معروفًا في الساحة الإعلامية أو العسكرية من قبل، مما يشير إلى طبيعته السرّية ودوره المحتمل في تنفيذ تكتيكات ميدانية دقيقة.
وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه الخطوة تعكس توجه حماس نحو تعزيز نظام القيادة والسيطرة الميدانية، من خلال إقامة سلسلة قيادية فعّالة تبدأ من قيادة اللواء وتصل إلى أصغر الخلايا الميدانية. الهدف، وفق ذات المصادر، هو الإشراف على تنفيذ عمليات حرب عصابات داخل المدينة، بمجرد دخول القوات الإسرائيلية إليها.
حماس تحتفظ بلواءين عسكريين فقط
رجّحت التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن الجناح العسكري لحماس بات يمتلك فقط لواءين فاعلين بعد أشهر من القصف والتصعيد العسكري، هما: لواء مدينة غزة ولواء مخيمات المنطقة الوسطى.
هذا الانخفاض في عدد التشكيلات الفعالة يعكس حجم الضغوط العسكرية التي تتعرض لها الحركة، لكنه في ذات الوقت يشير إلى إعادة تنظيم داخلية استعدادًا لمرحلة جديدة من القتال.
القصف الإسرائيلي يتواصل والنزوح يتسارع
على الأرض، لا تزال الطائرات الإسرائيلية تشن غارات عنيفة على مختلف مناطق غزة، فيما دعت السلطات الإسرائيلية سكان مدينة غزة إلى إخلائها فورًا والتوجه نحو جنوب القطاع.
ومع ذلك، يواجه المدنيون خيارات محدودة، إذ أكدت تقارير حقوقية وإنسانية أن لا أماكن آمنة في غزة، في ظل الحصار والدمار الواسع في كافة المناطق.
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من مليون شخص يقطنون في مدينة غزة ومحيطها، ما يجعل أي عملية عسكرية داخل المدينة محفوفة بتبعات إنسانية خطيرة.
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
في ظل استمرار التصعيد، حذرت الأمم المتحدة من أن الهجوم الإسرائيلي على غزة، خاصة في مناطقها المكتظة، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأكدت المنظمات الدولية أن القطاع يعاني بالفعل من أزمة إنسانية خانقة، تشمل نقصًا حادًا في المياه والغذاء والدواء، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الصحية والخدمية.
مدنيون يرفضون النزوح: لا نملك مكانًا نلجأ إليه
ورغم الدعوات المتكررة للإخلاء، يصر آلاف الفلسطينيين على البقاء في منازلهم، مشيرين إلى أن النزوح لن يغير من واقع الخطر، بل يزيد من المعاناة.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية نقلا عن أحد سكان المدينة: "القصف في كل مكان... لا يوجد ملجأ ولا توجد مناطق آمنة، وإذا خرجنا من منازلنا سنموت في الطريق".
اقرأ أيضا:
معركة غزة تقترب والأرض تشتعل
بين التغييرات العسكرية داخل كتائب القسام، وتصعيد غير مسبوق في القصف الإسرائيلي، تتهيأ غزة لمعركة شرسة قد تدخل مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها حرب المدن والاشتباك المباشر وسط أحياء مكتظة ومدمرة.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام