خالد الجندي: القرآن أصل البلاغة وفهمه مش بالهوى (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في درس جديد ألقاه اليوم أن القرآن الكريم هو أصل البلاغة، وأساس اللغة العربية، وأن التعامل مع آياته يجب أن يكون بمنتهى الدقة والتأدب، محذرًا من خطورة تفسير النصوص القرآنية وفق الأهواء أو بالاعتماد على العقل المجرد دون أدوات العلم الشرعي.
وفي معرض حديثه، استشهد خالد الجندي، بكلام الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، حين قال: “الحمد لله الذي أنقذنا بحرف عن حرف”، موضحًا أن هذا القول جاء تعليقًا على الآية الكريمة:{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]
وأشار الجندي إلى أن الفرق بين "عن" و"في" جوهري وخطير، فلو قال القرآن: "في صلاتهم ساهون"، لكان الوعيد شاملاً لكل من يسهو أثناء الصلاة، وهو أمر لا يسلم منه أحد، لكن بلفظ “عن صلاتهم”، دلت الآية على الإهمال والتهاون بترك الصلاة، لا على السهو العارض، مما يعكس دقة التعبير القرآني وإعجازه البلاغي.
خالد الجندي: كل حرف في القرآن مقصود
وأبرز الجندي أن كل حرف في القرآن له دلالة ومعنى، مشددًا على أن استبدال أي حرف قد يؤدي إلى انحراف المعنى وتبديل المقصود، مما يوجب الحذر الشديد عند التفسير أو التأويل.
اقرأ أيضًا:
خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيرد بالفهلوة في المعلومات الدينية أحيانًا
خالد الجندي عن لقائه أحمد سعد بالمسجد النبوي: جاء تائبًا فأصبح أفضل منا
ما حكم منع الرجل من رؤية أولاده بعد الطلاق؟، خالد الجندي يجيب
لماذا لم يحدد الله عدد أصحاب الكهف؟ خالد الجندي يكشف السبب (فيديو)
وأضاف: “ليس في القرآن كلمة زائدة، ولا حرف بلا غرض، وكل لفظ موضوع في موضعه بدقة معجزة”، مؤكدًا أن العلماء بذلوا جهدًا ضخمًا لفهم معاني القرآن، يتجاوز بكثير مجرد التلاوة أو الترجمة.
تفسير آية واحدة في مجلدات، خالد الجندي يفجر مفاجأة
وللتدليل على عمق الفهم لدى العلماء، أشار الشيخ خالد الجندي، إلى أن الإمام الهروي فسّر قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} في 3 مجلدات، بعنوان: “منازل السائرين بين إياك نعبد وإياك نستعين”، ثم جاء بعده الإمام ابن القيم، فشرح نفس الآية في 4 مجلدات تحت عنوان: "مدارج السالكين".
واختتم الجندي، حديثه بالتأكيد على أن فهم القرآن علم راسخ، لا يعتمد على الفهم السطحي أو المحاولات الفردية، بل يقوم على علوم اللغة والنحو والبلاغة، وأصول التفسير والفقه، وكلها لا تنفصل عن أدب التعامل مع كلام الله، الذي يجب أن يقدم على كل محاولة للفهم أو الاجتهاد.