مستشفى قصر العيني مرحبًا بك في قبر الأحياء، مخالفات وإهمال رغم حملات الصحة (صور)

يحاولون إقناعنا أن الأمور تحت السيطرة، وأن الحملات التفتيشية من جانب وزارة الصحة على المستشفيات الحكومية، جعلت المنظومة الطبية في مصر تسير على الصراط المستقيم، ما دفع المرضى إلى قضاء أوقات أطول داخل المشافي والعيادات الخارجية، لينعموا بالعناية والاهتمام.
تأتي هذه الحملات التي تشنها وزارة الصحة والسكان على جميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، بهدف رصد المخالفات الطبية والإدارية التي تضرب سمعة القطاع الطبي في مقتل.
قررنا أن نشارك المواطنين سعادتهم بالتغيير الجذري، في مستشفيات الحكومة، فساقتنا أقدامنا نحو قصر العيني، حاملين كاميراتنا خلسة، لننقل لكم الواقع كما رصدته العدسات من قلب الصفوف على شبابيك التذاكر والعيادات المختلفة.
داخل أكبر كيانات المنظومة الطبية بالقاهرة، وعلى بعد خطوات من ديوان عام وزارة الصحة في شارع مجلس الشعب الذي انتقل مؤخرًا إلى العاصمة الإدارية الجديدة، رصدنا بالصور كوارث قصر العيني التي تعكس واقعًا مريرًا يعاني منه المواطنين يوميا.
قصر العيني بوابة العشوائية
منذ عبرنا البوابة الرئيسية، لاحظنا هرجًا ومرجًا في التعامل مع المواطنين.. وكأنها سوقًا شعبية دون ضابط.
وعلى الرغم من أن وزارة الصحة، ترفع في وجوهنا شعار التحول الرقمي، لتسهيل إجراءات حصول المرضى على الخدمات الطبية اللازمة، راح من يعانون الآلام يتكدسون أمام شبابيك تذاكر مستشفى قصر العيني.
إن كنت من أصحاب الحظ الجيد، فقد تحصل على تذكرة خلال ساعتين على الأقل، لتكشف عن أوجاعك أمام طبيب يعاني كادرًا هشًا لا يرضي طموحه، وما أنفق طوال سبع سنين دراسة من مبالغ طائلة، وبالتالي تنعكس معاملته عليك بالسلب، الزحام نفسه، قد ينقل لك الأمراض، وربما يصيبك بارتفاع ضغط الدم، أو السكري من حرقة الدم.
ووسط زحام المرضى وارتفاع درجات الحرارة، التي حولت الجميع لأشخاص يعانون الضغط العصبي، فضلًا عن أوجاعهم التي اضطرتهم إلى الاصطفاف في طابور الموت، أنت على بعد خطوات من درجة أخرى من الإهمال.
الزحام وسوء التنظيم، الناجمين عن غياب الأمن، نشبت أمامنا مشاجرة حادة، على إثرها كالت سيدة مريضة السباب والضرب لشاب لسبب ما مجهول، وسط غياب تام للأمن لفترة تجاوزت ربع الساعة، هي عمر "الخناقة".
التمريض وتأديب المرضى
رصدنا من بين ما عايشناه في قصر العيني، إحدى ممرضات العيادات الخارجية، تصرخ في وجه المرضى المتكدسين على أبوابها، “أنا ما عنديش مكان جوا.. هاخدكم فوق راسي؟!”.
وحين سألنا المرضى عن سبب استيائهم، أفاد أغلبهم أنه يبيت ليلته، حتى يضمن دورًا متقدمًا أمام الطبيب، وأفاد آخرون أنهم يقفون منذ 3 ساعات، وطال الوقت ببعضهم لخمس ساعات.
الاستقبال مغلق حتى إشعار آخر
أمام بوابة استقبال الطورائ، وجدنا إحدى مشاهد الحشر، التي صورتها أحاديث النبي عن يوم القيامة، وحين سألنا عن السبب، اكتشفنا أن الباب الرئيسي مغلقا دونما سبب محدد، وسط أنين من اضطرهم حالهم العسر إلى اللجوء لمثل هؤلاء الموظفين معدومي الإنسانية، الذين تركوا المرضى يئنون تحت وطأة وهمهم بأنهم في بلد يضمن حقهم في الكشف وتلقي العلاج.
معايير النظافة بمستشفى قصر العيني في ذمة الله، فالقمامة بات الذباب آمنا عليها، من كثرتها، أما دورات المياه المخصصة للجمهور، فحدث ولا حرج، حيث الانعدام التام لأدنى مستويات النظافة والتعقيم، والشاش والقطن الملوث بدماء المرضى في كل مكان، في بيئة خصبة لتكاثر الفيروسات والبكتريا، وأشد أنواع الأوبئة فتكًا بالبشر.
دورات المياه النظيفة للأطباء فقط
وفي نهاية يومنا داخل أروقة قصر العيني، كانت الرواية صادمة، دورات المياه الملحقة بالعيادات مغلقة بإحكام ومفاتيحها في حوزة الأطقم الطبية فقط، ولا يُسمح للمريض بعبورها، حتى وإن كان بالقرب منها وحالته الصحية لا تسمح له بالنزول لدورات المياه المخصصة له فعليه أيضًا الذهاب إليها، وقد أخبرتنا والدة أحد الأطفال المرضى بحسرة شديدة: "المريض لازم يمشي كل ده ويجي هنا.. انسي انهم يدخلوا حد الحمامات اللي في العيادات هي للدكاترة والممرضين بس".
تخيل أن يكون المريض عجوزًا ولا يستطيع السير جيدًا أو طفلًا مريض لا يقوى على الحركة، يُجبر على أن يسير أكثر من 300 متر لقضاء أبسط حاجاته الإنسانية؟؟
هنا في قصر العيني تتحول معاناة المرضى إلى قهر إنساني مضاعف، وكأن أبواب الرحمة قد أغلقت في وجوه من هم في أمس الحاجة إليها.
اقرأ أيضًا:
متحدث "الصحة": فوز مصر بجائزة مكافحة السمنة تتويج لمبادرات الرئيس السيسي
الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 105 ملايين خدمة طبية مجانية خلال 74 يومًا











- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.