نشوى الحوفي تفضح أكاذيب رائد صلاح وجماعته: يخدعون الناس باسم الدين (فيديو)

قالت الكاتبة نشوى الحوفي، إن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني تنقسم إلى جناحين، جنوبي وشمالي، يقود الجناح الجنوبي حماد أبو دعابس، والذي يشارك في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، بل ويدخل أحيانًا في ائتلافات حكومية مع إسرائيل، كما حدث في عام 2021، بحجة أن المشاركة السياسية تضمن للعرب في الداخل مكاسب وخدمات.
وقد سجلت على هذا الجناح مواقف توصف بأنها "حلوة وشهمة" تجاه إسرائيل، حسب ما يردده أنصار هذا التوجه، أما الجناح الشمالي، فيقوده الشيخ رائد صلاح، وهو الجناح الذي تم حظره رسميًا من قبل الحكومة الإسرائيلية في 17 نوفمبر 2015، وشمل قرار الحظر 17 جمعية أخرى تابعة له أو تدعمه.
نشوى الحوفي تفضح أكاذيب رائد صلاح وجماعته، ماذا قالت؟
رغم هذا الحظر، شارك رائد صلاح في مظاهرة نظمت أمام السفارة المصرية في تل أبيب، الأمر الذي دفع الكاتبة إلى طرح تساؤلات منطقية حول كيفية سماح السلطات الإسرائيلية، وعلى رأسها وزارة الأمن الداخلي التي يترأسها إيتمار بن غفير المعروف بتطرفه الصهيوني وعدائه العلني للعرب والمسلمين، بتنظيم هذه المظاهرة.
وكيف حصلت حركة محظورة على تصريح رسمي، بل وتمت حمايتها من قِبل الشرطة الإسرائيلية، وشهدت المظاهرة مشاركة إسرائيليين رفعوا العلم الإسرائيلي جنبًا إلى جنب مع أعضاء في هذه الحركة.
اقرأ أيضًا:
أهداف الحركة الصهيونية، نشوى الحوفي: السيطرة على العالم ونشر الرذيلة أبرزها
تصريحات خليل الحية عن مصر تشعل السوشيال، رد ناري من نشوى الحوفي
من هي أول دولة اعترفت بإسرائيل؟ نشوى الحوفي تفجر مفاجأة
تريليون جنيه، نشوى الحوفي: مصر أكتر دولة مساهمة في الدخل السعودي
وأشارت الحوفي، إلى أن نائب رائد صلاح، كمال الخطيب، ألقى كلمة خلال تلك المظاهرة، وجه فيها اتهامًا مباشرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، زاعمًا أن الرئيس وافق على فتح سيناء لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأنه عندما رفض، اقترح تهجيرهم إلى صحراء النقب بدلًا من سيناء.
وهنا تعجبت نشوى الحوفي، من خطاب هؤلاء الذين، على حد قولها، يستخدمون الدين لخداع الناس، ويقفون أمام السفارة الإسرائيلية يهاجمون مصر بينما يركعون باسم الله، ويتحدثون بلغة التزييف والتضليل، دون وعي بالواقع أو الجغرافيا.
الرئيس السيسي أحبط مخطط التهجير
وأوضحت الكاتبة نشوى الحوفي، أن الحقيقة التي تجاهلوها هي أن الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشار الألماني أولاف شولتس يوم 18 أكتوبر 2023، أي بعد 11 يومًا من عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حماس، قال بوضوح “ليه تهجروهم في سينا؟ ما تهجروهم في النقب؟”.
وقد جاء هذا التصريح في سياق رفض مصر للضغوط الدولية التي مورست عليها بعد العملية، إذ زار مصر عدد من القادة الأوروبيين والغربيين، منهم شولتس، ماكرون، ريشي سوناك، وأنطوني بلينكن، وطرحوا مقترحًا بأن تستقبل مصر سكان غزة مؤقتًا في سيناء، مع وعد بإغلاق المعبر لاحقًا بعد تصفية إسرائيل لما تصفه بالإرهاب، مقابل حوافز مغرية.
تلك الحوافز، بحسب ما كشفته المصادر الإسرائيلية والفلسطينية، تضمنت إلغاء ديون مصر، وفتح باب الاستثمار، وحل أزمة الدولار التي بلغت ذروتها حينها بوصول سعر الصرف في السوق السوداء إلى 79 جنيهًا.
ورغم ذلك، رفض الرئيس السيسي، العرض، وأكد أن مصر لا تثق في إسرائيل، وترفض أن تتحول سيناء إلى وطن بديل للفلسطينيين.
وفي توضيح لفكرة "النقب"، شرحت الكاتبة أن صحراء النقب تقع جنوب فلسطين، وتمثل امتدادًا جغرافيًا لشرق سيناء، ويسكنها عدد كبير من البدو العرب، الذين تربطهم علاقات قربى ونسب بقبائل سيناء.
وتبلغ مساحة النقب نحو 12,500 كيلومتر مربع، وكان يعيش فيها، وقت إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، نحو 110,000 بدوي، أجبرت إسرائيل معظمهم على مغادرة المنطقة إلى الأردن والضفة الغربية.
محاولة فاشلة لـ إقامة دولة بدوية
وتعود الكاتبة إلى مرحلة ما بعد احتلال سيناء في 5 يونيو 1967، لتسلط الضوء على محاولة إسرائيل إقامة دولة بدوية في سيناء بهدف فصلها عن مصر، مستغلة الروابط القبلية بين بدو النقب وسيناء.
وقد قاد تلك المحاولة وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه ديان، الذي تواصل مع مشايخ القبائل في سيناء وعرض عليهم المشروع، إلا أن المخابرات المصرية علمت بالأمر، وطلبت من المشايخ إبداء موافقة مبدئية على حضور مؤتمر صحفي كانت إسرائيل تعد له في مدينة الحسنة، للإعلان عن الدولة الجديدة.
وفي 31 أكتوبر 1968، حضر المشايخ المؤتمر بالفعل، لكنهم فاجأوا الجميع، وعلى رأسهم الإعلام العالمي الذي كان يغطي الحدث، إذ وقف الشيخ سالم الهرش، ممثل قبائل سيناء، وقال بصوت واضح أمام الكاميرات: “سيناء أرض مصرية، ولن نقبل بقيام دولة تابعة لإسرائيل أو متحالفة معها”، وبهذا الموقف البطولي، أسقط رجال سيناء المخطط الإسرائيلي وأفشلوا المشروع بالكامل.
وربطت نشوى الحوفي، بين هذا الحدث التاريخي وما جرى مؤخرًا، موضحة أن هذا هو السبب الذي جعل مصر قبل عام ونصف، تشكّل "اتحاد قبائل مصر"، ليكون كيانًا وطنيًا منضويًا تحت سيادة الدولة، وليس أداة يمكن أن تُستخدم من الخارج لفرض أجندات أو تنفيذ مخططات.