أسامة الدليل: احنا عدينا المؤامرة وفي مرحلة تنفيذ المخطط وتقسيم المنطقة بدأ

تقسيم الشرق الأوسط الجديد، أكد الكاتب الصحفي أسامة الدليل، أن المنطقة العربية لم تعد في مرحلة "نظرية المؤامرة" بل أصبحت تعيش فعليًا في قلب مخطط ينفذ على الأرض لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن التقسيم لم يعد خطرًا مستقبليًا بل واقعًا ملموسًا في دول مثل السودان وسوريا، وقد يمتد إلى ليبيا في حال استمر الوضع الحالي.
وأوضح الدليل في لقاء خاص على قناة إكسترا نيوز، أن ما يجري هو جهد ممنهج ودؤوب تعكف عليه قوى الهيمنة العالمية، في إطار إعادة رسم الخرائط السياسية والعرقية والمذهبية في المنطقة، وهو أمر ليس بجديد، فالكثير من الدول العربية لم تكمل مئة عام من نشأتها، وبعضها أقل من 60 عامًا.
تقسيم الشرق الأوسط الجديد، ثلاث قوى تتصارع على المنطقة
تقسيم الشرق الأوسط الجديد، بحسب الدليل، هناك 3 مشاريع إقليمية رئيسية تتصارع حاليًا على إعادة تشكيل المنطقة، وتقسيم الشرق الأوسط الجديد، وهي : (المشروع الإيراني - المشروع العثماني الجديد بقيادة تركيا - المشروع الصهيوني بقيادة إسرائيل).
وشدد الدليل، على أن العاطفة أصبحت من أخطر الأدوات التي تستخدم ضد شعوب المنطقة، قائلاً: “نحن شعوب عاطفية، تحركنا المشاعر أكثر من الأفكار”، وهو ما يسهل عملية التحريض والانقسام، سواءً على أسس طائفية، عرقية، أو دينية.
المظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب
وعلق الدليل على المظاهرة الأخيرة التي نظّمها بعض العرب أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قائلًا إنها لا تدعو للضحك كما رآها البعض، بل تعكس حقيقة مؤسفة.
اقرأ أيضًا:
مظاهرات الاخوان في تل أبيب، متحدث الخارجية: تخفف الضغوط الدولية على إسرائيل
مظاهرات تل ابيب ضد مصر، محلل سياسي: محاولة مكشوفة لتبييض وجه الاحتلال
مظاهرات تل ابيب ضد مصر، خبير استراتيجي: تخدم أجندات سياسية داخل إسرائيل
مختار نوح: مظاهرات إخوان تل أبيب مسرحية مفضوحة، والتنظيم حركة صهيونية
وتابع: فكل من شارك في التظاهرة يحمل الجنسية الإسرائيلية، بمن فيهم المحجبات، مضيفًا: “لا أحد تجرأ على رفع علم فلسطين، لأنه كان سيعتقل فورًا ويقضي سنوات في السجن”.
واستكمل: “ما الذي تتوقعه من مواطن إسرائيلي؟ أن يسبّح بحمدك؟ طبيعي أن يهاجمك، ولكن ما يجب أن يُفهم أن هذه التحركات ليست إلا جزءًا من لعبة أكبر”.
خليل الحية وخطابه تجاه مصر
أشار الدليل إلى أن تصريحات القيادي في حماس خليل الحية التي وجه فيها انتقادات حادة لمصر ولشعبها، لا يمكن السكوت عنها، مضيفًا: "هل كنت شريكي لأكون قد خذلتك؟ ما هذا المنطق؟"، مؤكدًا أن من واجب مصر الرد بوضوح على مثل هذه التجاوزات.
التوقيت ليس بريئًا
كشف الدليل أن توقيت المظاهرة في تل أبيب تزامن مع تحركات إنسانية مصرية مهمة، إذ بدأ الطيران المصري في إسقاط مساعدات بالمظلات إلى قطاع غزة، بالتزامن مع تحركات مشابهة من الإمارات والأردن.
وأكد أن هذه التحركات سبقتها عمليات إسقاط مساعدات من الجانب الإسرائيلي، دون اعتراض يُذكر من تلك الأطراف التي نظّمت المظاهرة لاحقًا ضد مصر.
رسالة سياسية لرفض حل الدولتين
أشار الدليل إلى أن هذه المظاهرة وما رافقها من تحركات إعلامية تهدف أيضًا إلى استباق مؤتمر الأمم المتحدة الذي ناقش مبادرة حل الدولتين، وهو أمر لا تقبل به جهات مثل: حماس والإخوان المسلمين، حسب قوله.
اختتم أسامة الدليل حديثه برسالة تحذيرية مفادها أن المعركة الحقيقية اليوم ليست عسكرية فقط، بل معرفية وإعلامية وذهنية، وأن الغائب عن وعي الشعوب هو ما يجعل منها أداة يعاد من خلالها تشكيل المنطقة وفق مصالح الآخرين، وليس وفق مصلحتهم.