الدكتور خالد شريف: مصر تستعيد مكانتها في خريطة السياحة البحرية الدولية

قال الدكتور خالد شريف، رئيس الجمعية المصرية لليخوت والقوارب، إن الموافقة على إنشاء الشركة الجديدة تأتي ضمن استراتيجية وزارة النقل والصناعة لتطوير الموانئ المصرية.
وأضاف “شريف” في مداخلة هاتفية عبر قناة النيل للأخبار، أن هذه الخطوة تهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية البحرية، بما يتناسب مع الزيادة المتوقعة في الحركة السياحية بالبحر الأبيض المتوسط، خاصة ما يعرف بسياحة الكروزات أو البواخر السياحية، إلى جانب سياحة اليخوت الفاخرة.

وأوضح أن مصر كانت تملك حصة جيدة في سوق سياحة الكروزات قبل نحو 10 إلى 15 سنة، حيث كانت السفن السياحية تتوقف في موانئ الإسكندرية وبورسعيد ضمن رحلاتها بالبحر المتوسط، وخاصة في شرقه، إلا أن هذه الرحلات توقفت بعد عام 2011 بسبب الظروف الجيوسياسية التي مرت بها المنطقة ومؤخرًا بدأت هذه الرحلات تعود تدريجيًا، لكنها لا تزال تقتصر على موانئ الإسكندرية وبورسعيد.
تطوير موانئ البحر الأحمر لاستيعاب الكروزات
وأوضح الدكتور خالد شريف أن الكروز الواحد عادةً ما يحمل من 2000 إلى 3000 سائح، يقضون ما بين يومين إلى 3 أيام في الميناء، ويزورون المعالم القريبة منه مثل القاهرة، بالإضافة إلى الإسكندرية وبورسعيد، ولكن مصر تمتلك أيضًا مقاصد سياحية مهمة في البحر الأحمر مثل الغردقة وشرم الشيخ وسفاجا، والتي يزداد الطلب عليها، غير أن مواني الركاب في هذه المدن غير مؤهلة لاستقبال السفن السياحية بهذا الحجم.
لذلك، تأتي الموافقة على إنشاء الشركة بهدف تطوير هذه الموانئ الثلاثة لتكون قادرة على استقبال هذا النوع من الرحلات، من خلال توفير الخدمات اللوجستية المطلوبة مثل الجوازات والجمارك، ومرافق سياحية كمطاعم وأسواق وسلاسل خدمات متكاملة، لافتًا إلى أن شرم الشيخ والغردقة مدينتان مثاليتان لاستقبال هذه الرحلات إذا توفرت لهما محطات ركاب مؤهلة.
نظام التشغيل ونقل الملكية إلى هيئة الموانئ
وأشار الدكتور خالد إلى أن الشركة الجديدة ستعمل وفق نظام "B.O.T" (البناء، التشغيل، ثم النقل)، حيث تقوم الشركة ببناء وتشغيل المحطات لفترة زمنية محددة، ثم تعاد ملكيتها إلى هيئة الموانئ أو قطاع النقل البحري، بما يضمن الاستدامة وإدارة فعالة خلال فترة التشغيل.
فرص عمل مباشرة وغير مباشرة من خلال الأنشطة الاقتصادية
وفيما يتعلق بالأثر الاقتصادي والاجتماعي، أكد رئيس الجمعية أن المشروع سيخلق فرص عمل مدربة ومؤهلة، سواء بشكل مباشر للعاملين في الموانئ والخدمات المرتبطة بالسفن والركاب، أو بشكل غير مباشر من خلال الأنشطة الاقتصادية المرافقة لحركة السياحة.
وأوضح الدكتور خالد أن هذه الرحلات ستنشط شركات السياحة، التي ستبدأ في تنظيم رحلات من الموانئ إلى المزارات القريبة، مثل الرحلات اليومية من سفاجا إلى الأقصر، أو من شرم الشيخ إلى سانت كاترين، مشيرًا إلى أن هذا النوع من النشاط السياحي يفتح أبوابًا لفرص عمل كثيرة في القطاعات الخدمية والسياحية، سواء في الموانئ أو في المجتمعات المحيطة بها.
اقرأ أيضًا: منصة مصر العقارية.. أداة أساسية لتعزيز الترويج للمشروعات العمرانية الكبرى
سياحة اليخوت.. السياحة الفاخرة والواعدة
وعن سياحة اليخوت، أشار الدكتور خالد شريف إلى أنها تختلف عن سياحة البواخر، حيث تنتمي لفئة السياحة الفاخرة، إذ يكون السائح أقل عددًا لكنه أكثر إنفاقًا، ويبحث عن خدمات عالية الجودة، سواء في المطاعم أو الرحلات أو أسلوب التعامل وبالتالي فهي تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد.

تسهيل الإجراءات وتنويع المسارات السياحية
وأشار أيضًا إلى أن تسهيل الإجراءات وتنويع المسارات السياحية من العوامل الأساسية لجذب هذا النوع من السياحة، لافتًا إلى تجربة استكشافية أجريت مؤخرًا برعاية الفريق كامل الوزير، وزير النقل ونائب رئيس مجلس الوزراء، لاختبار إمكانية الإبحار من البحر الأبيض عبر نهر النيل إلى القاهرة، ومنها إلى الأقصر وأسوان باستخدام اليخوت الخاصة وأثبتت هذه الرحلة أن المسار قابل للتطبيق.
وتابع رئيس الجمعية المصرية، أن وزارة النقل وهيئة النقل النهري تعمل حاليًا على دراسة الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا المسار، الذي سيكون إضافة نوعية لسياحة اليخوت في مصر، مضيفًا: "منذ إعلاننا عن هذه الرحلة الاستكشافية، تلقينا العديد من الاستفسارات من مجتمع اليخوت حول موعد بدء تنفيذ هذه الرحلات".
أهمية الترويج الدولي
واختتم الدكتور خالد شريف حديثه بالتأكيد على أهمية الترويج لهذا النشاط، من خلال هيئة تنشيط السياحة والجمعية المصرية لليخوت والقوارب، لضمان أن تأخذ مصر مكانتها الحقيقية في مجال سياحة اليخوت، مشيرًا إلى أن في دول مثل اليونان وإيطاليا وفرنسا، يقصد السائحون باليخوت مطاعم بعينها ومواقع سياحية بحرية مميزة، وأن مصر لديها مقومات مماثلة تحتاج فقط إلى تنظيم وترويج أكثر فاعلية.