الجمعة 18 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، من ينتصر الفوضى أم الاستقرار؟

الموقف السوري ومصير
الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا وكافة أنحاء المحافظة، وأنهت القوات الحكومية انسحابها فجراً وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود عيان، وذلك تزامناً مع إعلان رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع تكليف "فصائل درزية" مسؤولية الأمن، وتنديده بالتدخل الإسرائيلي، وحسب الحكومة السورية فإن حصيلة الاشتباكات تتجاوز 500 قتيل.

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

وأفاد "ريان معروف" رئيس تحرير شبكة السويداء 24، أن مدينة السويداء خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع".

تكليف فصائل محلية لحماية الدروز

وكان الشرع قد أعلن في كلمة مسجلة للسوريين، في وقت سابق تكليف "فصائل محليّة" ورجال دين دروز "مسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، موضحاً أن "هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة".

وأضاف أن تدخلاً فعّالاً لوساطة أمريكية وعربية وتركية، أنقذ المنطقة من مصير مجهول، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى ساحة فوضى غير منتهية عبر تفكيك وحدة الشعب السوري وتمزيقه، مؤكدًا اتخاذ إجراءات لمحاسبة كل من أساء للدروز، ورفض أي مسعى يهدف لجرّهم إلى "طرف خارجي أو إحداث انقسام" داخل الصف السوري.

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

وقال الشرع إنَّ السوريين لا يخشون الحرب، وأنّ الموقف كان بين خيارين، إما مواجهة مفتوحة مع إسرائيل على حساب أمن الدروز وإما فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل، مشددًا على أنّ الدولة غلّبت مصلحة السوريين في تجنب الدمار، قال إنّها نجحت بإعادة الاستقرار و"طرد الفصائل الخارجة عن القانون في السويداء، رغم التدخلات الإسرائيلية"، متعهدًا بحماية المواطنين الدروز معتبراً حقوقهم من الأولويات.

الضغوطات الإسرائيلية تلعب دورًا في تغيير المعادلة في السويداء

قال قيادي عسكري سوري إن الضغوطات الإسرائيلية السياسية والعسكرية التي تمثلت باستهداف الجيش السوري والقوى الأمنية على الأرض لعبت دوراً أساسياً في تغيير المعادلة في السويداء.

وتأتي أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار في السويداء في إطار تجنيب الدولة السورية حروباً إضافية أخرى،" بينما تمر البلاد الآن في طور التعافي من حرب دامت أربعة عشر عاماً"، على حد تعبيره. وجدد رفض السلطات السورية لأي "انفصال في سوريا، ولا في المستقبل. الدولة السورية ستكون موحدة ضمن قيادة واحدة وهي الدولة السورية الحالية".

إدانة الدول الهجمات على سوريا 

وتعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت سوريا ومناطق في العاصمة دمشق انتهاكاً لسيادة سوريا والقانون الدولي، وتستحق إدانة قويّة، بحسب الخارجية الروسية، بدورها دعت الصين إلى احترام سيادة سوريا بعدما شنت إسرائيل ضربات على مواقع تابعة للسلطة السورية دعماً للدروز.

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان "يجب احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها"، مضيفاً "في ظل الاضطرابات المتواصلة في الشرق الأوسط يجب تجنب الأفعال التي تسهم في تصعيد الوضع".

اقرأ أيضًا

العشائر العربية بسوريا تعلن النفير العام وتطالب الحكومة بعدم عرقلة تحرك المقاتلين

صدفة غير متوقعة تكشف الدور التركي – الإسرائيلي في سوريا وغياب إيران

تجدد الاشتباكات بين البدو والدروز في سويداء سوريا بعد يوم من انسحاب الجيش

أحداث سوريا، آخر تطورات الأوضاع في السويداء والدور الإسرائيلي لبث الفرقة

السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من السويداء.. الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع

أحمد الشرع: سوريا لن تكون مكانا للتقسيم واخترنا عدم المواجهة مع إسرائيل

طلب عاجل من سوريا لعقد اجتماع طارئ بمجلس الأمن بشأن التصعيد الإسرائيلي

وأكد جوزيف عون الرئيس اللبناني أن استمرار ما سماه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، مُعرباً عن تضامن لبنان الكامل مع سوريا شعباً ودولة.

وحث الاتحادُ الأوروبي إسرائيل على ضرورة وقف ضرباتها فوراً في سوريا، فيما أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون عن أمله بـ"تهدئة حقيقية" في محافظة السويداء، داعياً إسرائيل إلى "الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم الصراع".

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

كما نددت طهران بما وصفته "العدوان السافر" للجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية، فيما رحب ولى العهد السعودي بإجراءات دمشق لاحتواء الأحداث الأخيرة فى سوريا، إذ رحب ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بما أعلن عنه الرئيس السورى أحمد الشرع، من ترتيبات وإجراءات لاحتواء الأحداث الأخيرة فى سوريا، معربًا عن ثقة المملكة العربية السعودية بقدرة الحكومة السورية على تحقيق الأمن والاستقرار لسوريا.

أحمد الشرع والغارات الإسرائيلية على سوريا

أشار الشرع في خطاب له تناول فيه الغارات التي شنتها إسرائيل على دمشق وتطورات الوضع في مدينة السويداء: "وهنا لجأ الكيان الإسرائيلي إلى استهداف موسّع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير، ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق، لولا تدخل فعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

ولفت الشرع إلى أن جهود الدولة نجحت في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم التدخلات الإسرائيلية، مضيفًا أن الكيان الإسرائيلي الذي عود سوريا على استهداف استقرار البلاد وخلق الفتن منذ إسقاط النظام السابق، يسعى الآن مجددا إلى تحويل أرض سوريا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، ويسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض.

وأردف الشرع أن هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كل الأساليب في زرع النزاعات والصراعات، غافلا عن حقيقة أن السوريين، بتاريخهم الطويل، رفضوا كل انفصال وتقسيم، مشيرًا إلى أن امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى، قد تكون قادرا على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها، فنحن أبناء هذه الأرض، والأقدر على تجاوز كلّ محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتن مفتعلة.

تحديات سوريا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً

تواجه سوريا تحديات هائلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فالبلاد مجزأة إقليمياً وسياسياً، وتتأثر بالنفوذ والاحتلال الأجنبي بمختلف أشكاله، بالإضافة إلى تحديات اقتصادية ضخمة، إذ تُقدر تكلفة إعادة الإعمار في سوريا بما يتراوح بين 250 و400 مليار دولار، من ما حدث نتيجة الولاية السابقة والتي كانت برئاسة بشار الأسد، فضلًا عن يعيش 90 في المائة من السكان تحت خط الفقر، ويعتمد 16.7 مليون شخص (أي 3 من كل 4 أشخاص في سوريا) على المساعدات الإنسانية، وفق أرقام الأمم المتحدة لعام 2024، بالنظر إلى هذه المعطيات، يواجه أي فاعل سياسي يخلف نظام الأسد مهمة جسيمة.

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، رؤية مستقبلية

يبقى أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب لم تُحدد سياسة واضحة تجاه سوريا بعد، وأبقت على عقوباتها المفروضة عليها بشكل عام، على الرغم من عدم معارضتها لإجراءات إدارة بايدن في يناير 2025، التي خففت العقوبات على قطاع الطاقة والتعاملات المالية.

وإلى جانب الديناميكيات الطائفية الكامنة في البلاد التي أسهمت الأحداث الدرامية الأخيرة في إعلائها على السطح، جاء الفشل في إنشاء آلية واضحة تُعزز عملية عدالة انتقالية شاملة وطويلة الأمد، تهدف إلى معاقبة جميع الأفراد والجماعات المتورطة في جرائم الحرب، إذ كان من الممكن أن يلعب ذلك دوراً حاسماً في مكافحة أعمال الانتقام، وتصاعد التوتر الطائفي، ولكن الآلية للعدالة الانتقالية بشكلها الصحيح قد تفتح ملفات كثيرة لا ترغب السلطة الحالية فيها.

مصالح إسرائيل وتركيا في سوريا

وفي خضم تفتت السلطة داخل البلاد فإن بعض الدول الأجنبية، خاصة إسرائيل، لديها مصلحة في تأجيج التوترات الطائفية والإثنية والدروز في البلاد من أجل استغلالها، من خلال تقديم نفسها بصفتها مدافعة عن طائفة معينة وخلق مزيد من عدم الاستقرار، وعلى سبيل المثال ضاعف المسؤولون الإسرائيليون التصريحات التي تؤكد استعدادهم للتدخل عسكرياً من أجل حماية السكان الدروز في سوريا، وبينما كانت ترفض هذه الأقلية سابقًا تدخل إسرائيل إلا أنه وبدون سابق إنذار قامت الدروز برفع العلم الإسرائيلي لحمايتها، فيما يعد مؤشرًا غير مطمئن للأيام القليلة القادمة، لأنه كعادة إسرائيل وطالما وضعت قدميها في دولة لا تتركها وتتراجع عنها أبدًا.

مصالح إسرائيل وتركيا في سوريا
تم نسخ الرابط