زيارة السيسي إلى غينيا الاستوائية، خبير يكشف المحاور والأهداف

أكد رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية، أن الإدارة المصرية – سواء على مستوى القيادة السياسية أو المؤسسات – لا تغيب أبدًا عن الساحة الإفريقية.
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بزيارة مهمة إلى غينيا الاستوائية، تُعد الثالثة له لهذه الدولة الاستراتيجية، لحضور الاجتماع التنسيقي نصف السنوي للاتحاد الإفريقي في دورته السابعة.
محاور الزيارة وأهدافها
يحمل الرئيس السيسي في هذه الزيارة ملفات رئيسية، أبرزها:
- استعراض الإنجازات المصرية خلال فترة رئاسة مصر السابقة لمبادرة النيباد، والتي تم تمديدها حتى فبراير 2026.
- تقديم رؤية متكاملة حول جهود مصر في حشد الدعم الإفريقي لتنفيذ مشروعات تطوير البنية التحتية، وهي من أبرز النجاحات التي ستحظى بالعرض خلال القمة.
- بحث العلاقات الثنائية مع غينيا الاستوائية، إلى جانب لقاءات مع عدد من القادة الأفارقة المشاركين في الاجتماع.
- رئاسة مصر لوكالة النيباد وإقليم شمال إفريقيا
وأشار زهدي إلى أن رئاسة مصر لوكالة النيباد، وكذلك لإقليم شمال إفريقيا، تمنحها ثقلاً إضافيًا في مسار التنسيق والتشاور مع الدول الإفريقية، مؤكدًا أن مصر تلعب دورًا فاعلًا حتى في الأوقات التي لا تتولى فيها رئاسة رسمية لأي من هيئات الاتحاد الإفريقي.
تعد قمة منتصف العام التنسيقية محطة أساسية لمراجعة ما تحقق من قرارات وآليات، والاتفاق على ما يمكن تنفيذه في النصف الثاني من العام.
- تحديات القارة الإفريقية في ظل الأوضاع الدولية
- في ظل مشهد عالمي مضطرب وضبابي، تواجه القارة الإفريقية العديد من التحديات:
- تحديات داخلية مزمنة كالصراعات والنزاعات، إلى جانب تحديات مناخية تؤثر على جهود التنمية.
- تدخلات وممارسات خارجية غير عادلة تستهدف مقدرات القارة وتعيق سعيها نحو الاستقرار.
- مشكلات تمويلية تمثل عقبة رئيسية أمام تنفيذ مشاريع البنية التحتية.
- قضايا أمنية تمس الأمن الغذائي والمائي وتعرقل التنمية المستدامة.
وأوضح زهدي أن تجاوز هذه التحديات هو في حد ذاته التحدي الأكبر أمام انطلاق عملية تنمية حقيقية تلبي تطلعات شعوب القارة.
مبادرات مصر في دعم السلام ومحاربة الإرهاب
استعرض رامي زهدي أثر المبادرات التي أطلقتها مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، لا سيما تلك المتعلقة بتسوية النزاعات، ونشر السلام، ومكافحة الإرهاب العابر للحدود.
وأكد أن مصر تعي جيدًا أهمية تحقيق الأمن والاستقرار كشرط أساسي لأي نشاط اقتصادي أو تنموي، مشيرًا إلى أن استمرار الصراعات في مناطق مثل ليبيا، السودان، البحيرات العظمى، الساحل والصحراء، والقرن الإفريقي، يستدعي تدخلًا واعيًا ومدروسًا.
دعم التنمية من خلال المشروعات الكبرى
أوضح زهدي أن مصر، منذ عام 2014، طرحت استراتيجية تنموية شاملة تقوم على نقل تجربتها الواقعية الناجحة إلى باقي دول القارة. وتُعد مصر من الدول القليلة التي تمتلك:
مشاريع بنية تحتية قائمة بالفعل في عدة دول إفريقية.
خبرات فنية، علمية، وبشرية قادرة على دعم وتنفيذ هذه المشاريع.
وأكد على أهمية مشروع سد جوليوس نيريري في تنزانيا، الذي وصفه بأنه أحد أعظم المشاريع التنموية في شرق القارة، والذي نفذته شركات مصرية بالتعاون مع شركاء أفارقة، ويُعد نموذجًا مثاليًا لما يجب أن يكون عليه التعاون الإفريقي الثنائي في خدمة التنمية المشتركة.
وأكد رامي زهدي أن مصر تُقدّم نموذجًا متكاملًا يجمع بين الاستثمار في الاستقرار السياسي والأمني وبين العمل التنموي الحقيقي، مما يجعل دورها في القارة الإفريقية محوريًا ومتجددًا، ويعزز فرص التعاون المشترك بين الدول الإفريقية من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية.