من المسؤول عن حريق سنترال رمسيس ؟ ، خبراء يكشفون مفاجآت

اندلع مساء الإثنين 7 يوليو 2025 حريق هائل اخل سنترال رمسيس، في مشهد مأساوي شهدته منطقة وسط البلد، ويعتبر أحد أقدم وأهم المراكز الاستراتيجية في قطاع الاتصالات المصري، وأسفر عن هذا الحريقى عن وفاة 4 موظفين من الشركة المصرية للاتصالات وإصابة 33 آخرين، ومن بينهم رجال شرطة، وفيما استمر اشتغال النيران لأكثر من 6 ساعات متواصلة.
وبحسب بيان مركز معلومات مجلس الوزراء، فإن سنترال رمسيس نحو 40 % من حركة الاتصالات المحلية والدولية في مصر، وذلك ضاعف من خطورة الحدث وأهميته.
جهود بطولية لغرفة عمليات النجدة على مدار 6 ساعات متواصلة
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا بنشوب حريق مفاجئ داخل السنترال، فتوجهت 40 سيارة إطفاء و20 سيارة إسعاف لموقع الحادث، وبينما نجحت قوات الحماية المدنية في السيطرة على الحريق، تسببت انفجارات بأنابيب الفريون في تجدد النيران أكثر من مرة، ما تطلّب تعزيز الجهود واستمرار عمليات التبريد حتى صباح الثلاثاء.
شهداء الواجب وأسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس
استشهد 4 من موظفي الشركة داخل الطابق المتضرر اختناقًا بالدخان، وهم:
- المهندس محمد طلعت
- المهندس أحمد رجب
- المهندس أحمد الدرس
- الأستاذ وائل مرزوق – نيابة الموارد البشرية
وأعلن نقل الجثامين إلى مستشفيات القاهرة تحت تصرف النيابة العامة، فيما تم علاج المصابين في مستشفيات المنيرة، دار الفؤاد، صيدناوي، والمستشفى القبطي.

تصريحات رسمية من وزارة الاتصالات: لا شبهة جنائية
أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، في أول تعليق رسمي، أنه لا توجد شبهة جنائية وراء الحريق، مشيرًا إلى أن النيران اشتعلت داخل إحدى صالات استضافة مشغلي الشبكات، وامتدت بسرعة إلى باقي الطوابق بسبب قوتها الشديدة، وأضاف أن أنظمة الإطفاء الذاتي كانت مفعّلة، لكن شدة الحريق تجاوزت قدراتها.
من المسؤول عن حريق سنترال رمسيس؟
رغم تأكيدات وزير الاتصالات بعدم وجود شبهة جنائية، فإن التساؤل الأهم الذي يفرض نفسه هو: من يتحمل المسؤولية عن هذه الكارثة؟
وبحسب تحليل الخبراء للموقف، يتبين أن جزء كبير من المسؤولية تقع على الإهمال المؤسسي، خاصة في غياب خطة حماية كاملة لمرفق استراتيجي بهذا الحجم، حيث تساءل الجميع كيف لمركز يعالج 40% من اتصالات مصر أن يفتقر إلى نظم احتياطية فعالة أو عوامل أمان قادرة على احتواء الحريق فورًا، بالإضافة إلى عدم توافر شبكات تأمين وإنذار متقدمة تواكب مكانة سنترال يُعتمد عليه محليًا ودوليًا .
وأكد الخبراء أن الإهمال جزء من المسئولية، لكن هناك أسباب أخرى عديدة، ستكشف عنها تحقيقات النيابة في الساعات القادمة .
ويعد غياب الحماية الوقائية الكاملة، وتأخر إجراءات الطوارئ، وعدم جاهزية مراكز بديلة بالقدرة الكافية فورًا، هي عناصر تضع علامات استفهام كبيرة، وتطرح تساؤلات مشروعة:
- هل ما حدث مجرد حادث عرضي، أم نتيجة تراكم فشل إداري وإهمال بنيوي؟
- وهل هناك سيناريو أقرب للمؤامرة يستهدف تعطيل شريان رقمي حساس في توقيت بالغ الأهمية؟
هذه الأسئلة ستجد إجاباتها بعد انتهاء التحقيقات، والكشف عن تفاصيل وكواليس الحريق .

خطة بديلة لاحتواء الأزمة واستعادة الخدمة
أكد وزير الاتصالات أن الوزارة فعلت شبكة بديلة فورًا، وتم نقل الخدمات إلى سنترالات مثل الروضة وأخرى داخل القرية الذكية، وأوضح أن الخدمات الحيوية، مثل الإسعاف والنجدة والموانئ والمطارات، تعمل حاليًا بكفاءة، فيما يُعاد تشغيل خدمات الإنترنت والاتصالات تدريجيًا خلال 24 ساعة، وأشار إلى أن الشركات المتضررة في محيط سنترال رمسيس تُنقل شبكاتها حاليًا إلى سنترالات احتياطية لضمان الاستمرارية.
اقرأ ايضًا:عودة خدمات الإنترنت والاتصالات بكفاءة بعد حريق سنترال رمسيس
هل حريق سنترال رمسيس مدبر؟ وزير الاتصالات يرد
سنترال رمسيس شريان وطني منذ 1927
افتتح سنترال رمسيس عام 1927 على يد الملك فؤاد الأول، ويعد من أقدم وأضخم مراكز الاتصالات في الشرق الأوسط، حيث يحتوي على مفاتيح التحويل المركزية Core Switches وغرف الربط البيني التي تستخدمها كبرى الشركات مثل فودافون وأورانج، وهو المسؤول عن تمرير نسبة ضخمة من المكالمات الدولية، وخدمات الألياف الضوئية، والبيانات، والاتصالات الحكومية.

هل يكون الحريق بداية إصلاح جذري؟
أعاد الحريق فتح ملف البنية التحتية لقطاع الاتصالات في مصر، وطرحت تساؤلات حول جاهزية المراكز الاستراتيجية لحالات الطوارئ، ومدى توافر معايير السلامة الحديثة، ولا يمكن المرور على الكارثة دون تحقيق شفاف ومسؤولية واضحة، تضمن عدم تكرار ما حدث.