هل انتهت الحرب في غزة 2025 بعد صلح إيران وإسرائيل ؟
هل انتهت الحرب في غزة 2025 بعد صلح إيران وإسرائيل ؟ سؤال يطرحه كثيرين بعد أكثر من 627 يومًا من القصف والتدمير والتهجير، وسط حالة من الغموض السياسي والميداني بشأن مستقبل الصراع، ورغم الضغوط الدولية والوساطات الإقليمية، لا يبدو أن هناك نهاية وشيكة لهذه الحرب، التي أصبحت الأطول في تاريخ المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين.
آمال الفلسطينيين مقابل حسابات الحكومة الإسرائيلية
يريد سكان قطاع غزة إنهاء الحرب فورًا، وهم يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة، بينما تصر الحكومة اليمينية الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، على مواصلة الحرب حتى “تحقيق أهدافها”، وعلى الرغم من التقديرات الأمنية بأن الأهداف العسكرية قد تحققت إلى حد كبير، فإن نتنياهو يرفض وقف القتال، مدفوعًا بحسابات سياسية داخلية وخوفًا من فقدان دعم حلفائه المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
ترامب في المشهد: هل يكون مفتاح إنهاء الحرب؟
تعلق أطراف دولية كثيرة الآمال على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتسلّم مهامه رسميًا في 20 يناير 2025، فقد عبر ترامب عن رغبته في وقف الحرب قبل تنصيبه، في موقف يعاكس سلفه جو بايدن الذي فشل في فرض وقف دائم لإطلاق النار رغم الضغط المتكرر على تل أبيب، ويعتقد مراقبون أن ترامب وحده يملك التأثير الكافي على إسرائيل لإنهاء الحرب، إن أراد.
موقف حركة "حماس" والشروط الفلسطينية
تطالب حركة حماس بإنهاء الحرب في غزة 2025 بعد صلح إيران وإسرائيل ؟ بشكل كامل، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ورفع الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عامًا، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وترفض "حماس" أي اتفاق لا يضمن تغييرات جوهرية في وضع غزة ما بعد الحرب، بينما ترفض إسرائيل عودة حماس أو حتى السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع.
مصر والوساطات الإقليمية محاولات لم تثمر
طرحت مصر عدة مقترحات لإنهاء الحرب، من بينها تشكيل لجنة انتقالية من المستقلين لإدارة غزة، وهو ما قوبل برفض من السلطة الفلسطينية، وتردد من “حماس”، وحتى اللحظة، لم تنجح أي وساطة في كسر الجمود السياسي أو وقف نزيف الدم.
الرأي العام الإسرائيلي منقسم
وفي داخل إسرائيل، تزداد الدعوات لإنهاء الحرب، خصوصًا من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، التي ترى أن عودة أبنائهم أهم من استمرار القتال، وتظهر استطلاعات الرأي دعمًا شعبيًا متزايدًا لإنهاء الحرب، في مقابل إصرار نتنياهو على استمرارها لأسباب تتعلق بمستقبله السياسي.
غضب دولي من ازدواجية المعايير
أثار إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران استغرابًا واسعًا، حيث تم التوصل إليه خلال أسبوعين فقط، بينما تستمر حرب غزة منذ أكثر من عام ونصف دون أفق للحل، واعتبر ناشطون ومراقبون أن المجتمع الدولي يفتقد الإرادة السياسية الحقيقية لإنهاء الحرب على غزة، رغم قدرته على إنهاء حروب أعقد في مناطق أخرى خلال وقت قصير.
الوضع الإنساني كارثة غير مسبوقة
أكثر من 90% من سكان غزة نازحون، والمجاعة تهدد حياة الآلاف، فيما انهارت البنية التحتية للقطاع بالكامل تقريبًا، المستشفيات مدمّرة، والمياه ملوثة، والكهرباء غائبة، ويصف كثير من النشطاء ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية بطيئة" لا تجد من يوقفها.
هل تنتهي الحرب في 2025؟
الإجابة على هذا السؤال لا تزال رهينة إرادة سياسية دولية لم تتوفر بعد وحتى الآن، لا توجد ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب قبل نهاية العام، وقد خلص كثيرون إلى أن التحرك الشعبي الفلسطيني في الداخل والضفة الغربية، إلى جانب الضغط الدولي المتزايد، قد يكون الأمل الوحيد لدفع الأطراف إلى إنهاء الحرب، ولو مؤقتًا.
