هل يتسبب القصف الأمريكي لـ"فوردو" في تسرب إشعاعي؟ الطاقة الذرية تطمئن المصريين
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد، تنفيذ هجوم عسكري خاطف استهدف 3 منشآت نووية إيرانية هي فوردو، نطنز، وأصفهان، مؤكدًا أن الضربات كانت ناجحة وتم تنفيذها بدقة.
ورغم إعلان ترامب لم تصدر السلطات الإيرانية أي تعليق رسمي فوري، بينما نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن المواقع المستهدفة قد تم إخلاؤها بالكامل كإجراء احترازي.
خطة خداع استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب
وفي سياق متصل كشفت القناة 12 العبرية عن ما وصفته بـ خطة خداع استراتيجي، إذ أوهمت إسرائيل والولايات المتحدة إيران بوجود خلاف بينهما بهدف تهدئة شعورها بالخطر وتقليل جاهزيتها، ما سمح بشن الهجوم المباغت دون استعداد إيراني كافي.
وأشارت القناة إلى أن هذه الخطة كانت تهدف إلى منع طهران من اتخاذ أي إجراءات وقائية قد تؤثر على نتائج الضربة الأمريكية.
نتنياهو: ترامب أنقذ العالم من أخطر نظام بأسلحة نووية
وسارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الإشادة بالضربة الأمريكية، مؤكدًا أن التاريخ سيسجل أن ترامب تحرك لمنع أخطر نظام من امتلاك أخطر أسلحة في العالم.
كما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت الخطوة بأنها قرار صائب من أجل إسرائيل والبشرية جمعاء، معتبرًا أن العالم اليوم أصبح أكثر أمانًا بعد هذه الضربات.
هل وقع تلوث إشعاعي.. تقارير وتحذيرات متضاربة
وسبق الضربة الأمريكية قلق دولي واسع بشأن إمكانية حدوث تسرب إشعاعي، خاصة من منشأة فوردو المحصنة، ورجح خبراء عسكريون أن تستخدم واشنطن في هجومها قنابل "GBU-57" الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق المنشآت العميقة تحت الأرض.
وقال هاميش دي بريتون جوردون، القائد السابق في وحدة الدفاع الكيميائي والنووي في الجيش البريطاني، إن منشأة فوردو لا تضم مفاعلات أو رؤوس نووية، بل أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، ما يقلل من احتمالية الانفجار النووي أو التسرب واسع النطاق.
منشأة فوردو.. الموقع الأكثر تحصينًا تحت الجبال
وتعد فوردو من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينًا، إذ تقع تحت جبل صخري إلى الجنوب من طهران، وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن نسبة تخصيب اليورانيوم فيها تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة اللازمة لتصنيع سلاح نووي (90%).
وكانت إسرائيل قد صنفت فوردو كرمز للقدرة النووية الإيرانية، واعتبرته هدفًا رئيسيًا في أي ضربة محتملة.
خطر التلوث الإشعاعي محلي وغير ممتد إقليميًا
ومن جهته قلل مارك نيلسون، مدير مؤسسة "راديانت إنرجي"، من احتمالية وقوع كارثة إشعاعية إقليمية نتيجة قصف فوردو، مؤكدًا أن المواد الموجودة منخفضة الإشعاع نسبيًا، لكنه حذر من تحلل غاز اليورانيوم إلى حمض الهيدروفلوريك السام في حال تعرض الموقع للتفجير، ما قد يسبب إصابات بالغة في الجهاز التنفسي أو الجلدي عند التعرض المباشر.
هل يصل التسرب الإشعاعي لفوردو إلى مصر ؟
وتساءل المصريون عن تأثير أي تسرب إشعاعي على بلادهم وفي هذا الصدد قال الدكتور سعيد سليمان، أستاذ الوراثة بجامعة الزقازيق، إن مصر محمية جغرافيًا من أي آثار مباشرة لهجوم على منشآت إيران بسبب البعد الكبير والمسارات الجوية.
أما في حالة استهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلي، فرجح سليمان ألا تتأثر مصر أيضًا، مشيرًا إلى أن الرياح السائدة في مصر شمالية شرقية وغربية، ما يجعلها غير متجهة من إسرائيل نحو الأراضي المصرية.
ومن جهته أكد الدكتور مصطفى عزيز، الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية المصرية، أن اتجاه الرياح هو العامل الحاسم، ورجح أن أي تسرب إشعاعي محتمل سيضعف قبل الوصول إلى مصر.
