الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مهلة الأسبوعين بين إيران وإسرائيل، مناورة سياسية أم استعداد لضربة عسكرية أمريكية؟

مهلة الأسبوعين بين
مهلة الأسبوعين بين إيران وإسرائيل، مناورة سياسية أم استعداد

أصبحت المهلة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومدتها أسبوعان، محط جدل واسع في الأوساط السياسية والعسكرية، والمهلة التي كشف عنها البيت الأبيض أثارت تساؤلات حول الغرض الحقيقي منها: هل هي مناورة سياسية لكسب الوقت، أم تحضير جاد لعمل عسكري محتمل يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، خصوصًا موقع "فوردو"؟

واشنطن تلوّح بالقوة، ومهلة الأسبوعين تكتيك أم تهديد حقيقي؟

توضح هبة القدسي، مديرة مكتب صحيفة "الشرق الأوسط" في واشنطن، أن المهلة تحمل طابعًا رمزيًا، إذ تتزامن مع يوم الاستقلال الأميركي في 4 يوليو، وهو ما يمنحها دلالة سياسية داخلية.

وفي المقابل، تؤكد القدسي أن هناك تحركات عسكرية ملموسة تجري على الأرض، تشمل تحصين القواعد الأميركية، سحب طائرات من قاعدة العديد في قطر، وتحشيد في مواقع استراتيجية مثل جزيرة دييغو غارسيا.

مهلة الأسبوعين بين إيران وإسرائيل، مناورة سياسية أم استعداد لضربة عسكرية أميركية؟

فوردو: هدف معقد في حسابات البنتاغون

منشأة فوردو النووية الإيرانية تُعد واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم، وتقع على عمق يزيد على 100 متر تحت الأرض، وهذا العمق يطرح تحديات كبيرة أمام قدرة القنابل الخارقة للتحصينات على تدميرها بفعالية.

وتشير هبة القدسي إلى أن الرئيس الأميركي يشترط نجاح الضربة في تحقيق هدفها من أول مرة، دون الحاجة إلى تكرارها أو التورط في صراع طويل، وهو ما يفسر التردد في إعطاء الضوء الأخضر للعملية.

البيت الأبيض منقسم، ضغوط الصقور وتردد الواقعيين

القرارات داخل إدارة ترامب تشهد انقسامًا حادًا بين:

  • مؤيدين لتوجيه ضربة عسكرية محددة لإيران
  • معارضين يخشون من تحول الضربة إلى حرب إقليمية شاملة

ويقول أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة "الأهرام"، إن ترامب يتجنب تكرار سيناريو العراق، حيث أدى إسقاط النظام دون بدائل إلى فراغ استراتيجي كارثي.

خطر بيئي بحجم تشيرنوبل؟

أحد السيناريوهات المخيفة المطروحة هو أن توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية، مثل فوردو، قد يؤدي إلى كارثة بيئية تشبه انفجار تشيرنوبل، نظرًا لعمق المنشأة وطبيعة الوقود النووي المخزن فيها.

هل تلوح طهران بالمرونة؟

وفي تصريحات لافتة، ألمح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى استعداد بلاده لإظهار بعض المرونة إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار، ولكن المطالب الأميركية وعلى رأسها "صفر تخصيب" لليورانيوم، تضع إيران أمام خيار صعب، لأن التخلي عن التخصيب يُعد مسألة سيادية لدى النظام الإيراني.

ضربة خاطفة أم تورط استراتيجي؟

المعضلة الحقيقية التي تواجه إدارة ترامب هي: هل يمكن توجيه ضربة واحدة ناجحة ومحدودة تمنع الحرب دون التسبب في فوضى إقليمية؟
القدسي تقول إن هناك شكوكًا كبيرة داخل البنتاغون حول فاعلية الضربة، واحتمال أن تؤدي إلى مواجهة مفتوحة إذا لم تكن دقيقة وناجحة.

مهلة الأسبوعين بين إيران وإسرائيل، مناورة سياسية أم استعداد لضربة عسكرية أميركية؟

الحسابات الداخلية والانتخابات الأميركية

ترامب يسعى للاستفادة من التصعيد لتحسين صورته أمام الناخبين كزعيم قوي. ومع اقتراب الانتخابات، يبدو أن الإدارة تحاول استغلال الأزمة لتعزيز أوراقها السياسية، وسط ضغوط متزايدة من التيارات المحافظة والجمهور الجمهوري.

ولكن هناك أيضًا تيارات داخل معسكر ترامب، مثل حركة MAGA، تعارض التدخلات العسكرية الجديدة وتخشى أن تتحول العملية المحدودة إلى مستنقع جديد في الشرق الأوسط.

جنيف آخر فرصة للدبلوماسية؟

الاجتماع المرتقب في جنيف بين الترويكا الأوروبية وإيران يمثل فرصة حاسمة لتجنب التصعيد. كما أن المشاورات الأميركية الأوروبية والعربية قد تفتح نوافذ لتسوية سياسية قبل أن ينفد الوقت.

تم نسخ الرابط