بطولة السائق خالد عبد العال، خبير: الجدعنة وإنقاذ الآخرين من سمات الشخصية المصرية

أشاد الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع، ببطولة السائق خالد شوقي، مؤكدًا أن ما قام به لا يعد مجرد تصرف فردي، بل يجسد ملامح راسخة ومتجذرة في الطابع القومي للشخصية المصرية، موضحًا أن هذه النوعية من المواقف تظهر الوجه الحقيقي للشعب المصري عندما يوضع أمام الاختبار في لحظات الخطر أو الأزمات.

الصلابة في مواجهة الأزمات
وأشار الدكتور رشاد إلى أن الشخصية المصرية تظهر دومًا صلابة وثباتًا في مواجهة التحديات، وهي صفة ليست طارئة أو عابرة، بل نابعة من تاريخ طويل وحضارة عريقة شكلت سمات هذه الشخصية عبر العصور، وأضاف: "نحن لا نتحدث عن سلوك فردي، بل عن طابع قومي يحمل في طياته الميل إلى الفداء والتضحية والشجاعة، لا سيما في المواقف الصعبة والمعقدة".
بطولة السائق خالد شوقي تجسد الروح الجماعية
أكد رشاد أن ما فعله السائق خالد شوقي يعد نموذجًا للروح الجماعية التي يعيشها المصري في وجدانه، وقال: "هي ليست بطولة شخصية فحسب، بل صورة ناطقة لضمير جماعي حاضر، يعكس استعداد المصري للتضحية من أجل غيره، حتى لو كانوا غرباء".

وتابع: "في لحظات التحدي الجماعي يثبت المصري دومًا أنه على استعداد لتقديم نفسه من أجل إنقاذ الآخرين، وهذه قيمة إنسانية نبيلة ومتكررة في ملامح شخصيتنا كمجتمع".
وانتقد رشاد ما وصفه بـ الميل الدائم للتركيز على الجوانب السلبية في الشخصية المصرية، مثل الفردية، والأنانية، والسعي للمصلحة، مشددًا على أن هذه السمات رغم وجودها لا يجب أن تحجب أو تطغى على القيم الإيجابية العميقة التي يظهرها المصريون في الأزمات.
وأضاف أن موقف السائق خالد شوقي أعاد التذكير بهذه القيم، وقال: "كل من سمع أو شاهد ما فعله خالد تأثر به، لأنه أيقظ شيئًا جميلًا ومتجذرًا فينا".

دعوة للتفاؤل واستعادة الثقة
واختتم الدكتور وليد رشاد حديثه بالتأكيد على أن هذه النماذج تعيد إحياء الأمل، وتمنح المجتمع ثقة متجددة في نفسه، مشددًا على أن بطولة خالد شوقي يجب ألا تقرأ فقط باعتبارها حدثًا فرديًا، بل كـ "تعبير حي عن طابع قومي راسخ في الشخصية المصرية، يحتاج فقط إلى أن يجد الظرف المناسب كي يظهر ويبهر الجميع".