استشاري قلب يحذر من تناول الكبد والمخ واللسان في عيد الأضحى

عيد الأضحى، تتزايد التحذيرات الطبية بشأن العادات الغذائية غير الصحية المصاحبة لهذه المناسبة، خاصة الإفراط في تناول اللحوم والدهون الحيوانية، وفي هذا السياق، حذر الدكتور هشام عمار، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، من تداعيات ما يعرف طبيًا بـ"الصدمة الدهنية"، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات قلبية خطيرة تصل إلى الجلطات والأزمات القلبية.
الدهون المشبعة vs الدهون غير المشبعة: الفرق بين الضار والمفيد
أوضح الدكتور هشام أن الدهون تنقسم إلى عدة أنواع، أهمها الدهون المشبعة: توجد في المنتجات الحيوانية مثل دهون الأبقار والأغنام، السمن البلدي، الزبدة، والألبان كاملة الدسم، وتعتبر الأخطر لأنها ترفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
والدهون غير المشبعة: وتشمل الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، زيت عباد الشمس، وزيوت فول الصويا، وهذه الدهون مفيدة طالما لم يتم تسخينها بشكل مفرط أو استخدامها في القلي، وتساهم في بناء خلايا الجسم وتحسين الصحة القلبية.

"الصدمة الدهنية" في عيد الأضحى، خطر صامت يهدد القلوب
أشار الدكتور هشام إلى أن عيد الأضحى يشهد ظاهرة خطيرة تُعرف بـ"الصدمة الدهنية"، حيث يتفاجأ الجسم الذي اعتاد على نظام غذائي معتدل، بكمية هائلة من الدهون المشبعة فجأة.
وقال: "هذا التغير المفاجئ يرفع الكوليسترول الضار بشكل حاد، مما يعرض الشخص لخطر الجلطات، خصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن."
كما نوه إلى أن المستشفيات تتعامل مع عدد متزايد من حالات الطوارئ القلبية خلال أيام العيد بسبب هذه العادات.
الأعضاء الحيوانية، قنابل كوليسترول في أطباق العيد
أكد الدكتور هشام أن كثيرًا من الأشخاص يفرطون في تناول أعضاء مثل الكبد، المخ، اللسان، وهي من أعلى الأطعمة احتواءً على الكوليسترول الضار، وأضاف أن استهلاك اللحوم ثلاث مرات يوميًا – على الإفطار والغداء والعشاء – يشكل ضغطًا كبيرًا على الجسم والقلب.
حد الكوليسترول يختلف من شخص لآخر، استشر طبيبك
شدد الدكتور على أهمية المتابعة الطبية وعدم الاعتماد فقط على الأرقام العامة في تحاليل الكوليسترول، قائلًا: "لكل شخص حد أقصى مختلف من الكوليسترول الضار، بحسب عوامل الخطر مثل: التاريخ العائلي، وجود أمراض مزمنة، التدخين، وارتفاع ضغط الدم."

وأوصى بأن يكون مستوى LDL أقل من 55 لدى مرضى الشرايين التاجية، وفقًا للإرشادات الطبية الحديثة.
أواني الطهي: عامل خفي في التأثير على صحة القلب
تناول اللقاء كذلك أهمية نوع أواني الطهي، حيث أشار الدكتور هشام إلى ضرورة الابتعاد عن الأواني التي تطلق مواد مؤكسدة، مثل بعض أنواع التيفال أو الألومنيوم الرقيق، خاصة بعد تقشير طبقتها الداخلية، ونصح باستخدام أواني صحية مثل:
- الزجاج الحراري (بايركس)
- الحديد الزهر الثقيل
وصرح بأن استخدام الأواني الضارة يشبه "التدخين" من حيث التأثير التراكمي السلبي على الجسم، داعيًا إلى تغيير تلك العادات بدلًا من مجرد تقليل الضرر.