السفير محمد حجازي: حان وقت ضغط العالم على إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن “الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس السيسي، من كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، في ظل تغير لافت للانتباه من المملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية الهامة والمؤثرة، وبعضها كان يحسب لصالح إسرائيل، كهولندا وبريطانيا وإيطاليا، وبكل تأكيد فرنسا وإسبانيا والنرويج، وعدد آخر من الدول مثل إيرلندا، التي وقفت من قبل بشكل واضح وصريح إلى صف الحق الفلسطيني”.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ أبرز تصريحات مساعد وزير الخارجية الأسبق، تعليقًا على تغير الموقع الأوروبي تجاه الكيان الصهيوني، وفقًا لرصد قام به محررونا لتصريحات تلفزيونية عبر قناة اكسترا نيوز، وجاءت التفاصيل كالتالي:
أبرز تصريحات مساعد وزير الخارجية الأسبق
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، قائلًا “ إن الحقيقة، كير ستارمر وحكومته، وأول أمس تابعنا وزير خارجيته يتحدث أمام مجلس العموم البريطاني بلغة غير مسبوقة، تدين إسرائيل، وتدين الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، ووحشية الممارسات، وتتخذ إجراءات عقابية للمرة الأولى على إسرائيل، ومنها وقف التنسيق فيما يتعلق بالمبادلات التجارية، اتفاقية التبادل التجاري البريطانية الإسرائيلية الهامة للغاية”.
واستكمل: “ومن قبلها، المجلس الأوروبي – أو الاتحاد الأوروبي – قرر أيضًا وقف التعاون مع إسرائيل في مجال اتفاقية التبادل التجاري الحر، وبقيمة 42 مليار جنيه إسترليني”.
السفير محمد حجازي: الموقف الحالي مهيأ للضغوط العالمية على إسرائيل
وتابع: “أنا أتصور أن المشهد الآن مهيأ لمزيد من الضغوط العالمية والأوروبية على إسرائيل، بالإضافة إلى الموقف الجاد الإقليمي الذي عبّرت عنه القمة العربية، في اتجاه تنفيذ خطة إعادة الإعمار المصرية، والضغط على الموقف الأمريكي حتى يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تبذل فيه مصر وقطر والولايات المتحدة جهودهم”.
وأردف الدكتور محمد حجازي قائلًا: “لكن الأهم هو هذا التحول في الموقف الأوروبي، الذي نثمّنه كثيرًا، وندعو إلى الضغط من أجل أن يتحول من نظام للعقوبات الفردية أو غير المنسقة، إلى منظومة عقوبات يتم طرحها إما في إطار الإقليم – كالاتحاد الأوروبي كما هو جارٍ – أو في إطار الأمم المتحدة، لتصعيد الموقف ضد إسرائيل”.
وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن إدراك أن نظام العقوبات، إذا ما أحسنا تدبيره ومأسسته – أي تحويله إلى إدارة دولية، وإخراج نظام للعقوبات على إسرائيل – وهو ما فعلناه كأسرة دولية في مواجهة الأبارتايد أو التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، فكانت العقوبات، كما وصفها الرئيس مانديلا، هي التي قضت على التمييز العنصري.
وتابع: لو نظرنا إلى المخاطر، ومن أين تأتي؟ هي لا تأتي من إسرائيل بصفة عامة، أو من نتنياهو بصفة خاصة، هي تأتي من التيار الصهيوني الديني المتطرف.
حجازي: الصهيونية تمارسها أجندتها بعنف ووحشية غير مسبوقة في غزة
واستكمل حديثه قائلًا: “الصهيونية الدينية لديها أجندة تمارسها على الأرض، وبعنف ووحشية غير مسبوقة في غزة وفي الضفة الغربية كذلك. بالتالي، هي تغطّت بالموقف الأمريكي، وبعدد من المواقف الأوروبية المترددة، لتمارس عنفًا وتنفيذًا فعليًا أدركته أوروبا متأخرة، للتهجير القسري”.
وأوضح حجازي، “أنه منذ رفض الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق يناير الماضي لوقف إطلاق النار، أصبح الكل مدركًا أن إسرائيل تنفذ على الأرض خطة إبادة جماعية وتطهير عرقي لقطاع غزة، وتهجير قسري، ومن هنا، كانت عملية تطوير الجيش الإسرائيلي لعملياته الأسبوع الماضي، ودخوله غزة بغرض احتلالها والقضاء على كل مظاهر الحياة فيها، عاملًا مرجحًا للموقف الأوروبي، الذي تجلى في سلسلة العقوبات والمواقف الهامة التي أعلنت حتى من العواصم التي كانت محابية لإسرائيل”.
واستكمل السفير محمد حجازي، قائلًا: “كما يتردد أيضًا أن الرئيس بايدن – وخاصة أرى أنه بعد جولته الخليجية – تطور لديه رؤية أنه يمكن تحقيق مكاسب ومصالح استراتيجية هامة، إلا أن ما يحول دون تحقيقها – خاصة وأنه غدًا سيكون في روما الجولة الخامسة للمفاوضين بين إيران – من يعبث في المنطقة ويضر بالاستراتيجية الأمنية والاستقرار والنمو الاقتصادي هي إسرائيل”.
وأضاف أنه بالتالي، أظن أن هناك إدراكًا متزايدًا لدى الإدارة الأمريكية، وبشكل واضح وصريح لدى أوروبا، والتي بدأت في ممارسة العقوبات.
وأردف: “أنا عندما أشرت إلى أن نظام العقوبات يحتاج في تطبيقه لوقت حتى يأتي بتأثيره، ردا على سؤال: هل كل هذه التحركات ستؤدي للتأثير على إسرائيل؟ نحن لا نتصدى لإسرائيل أو لنتنياهو فقط، نحن نتصدى لتيار يميني متطرف يسعى لتنفيذ أجندة في جوهرها التطهير العرقي”، مضيفًا أن: هذا هو الخطر الداهم الذي علينا أن نتصدى له، ونطور الموقف الأوروبي من مواقف للعقوبات إلى موقف مؤسسي، وهو ما تبعناه ضد الأبارتايد أو الفصل العنصري، ونجحنا بعد عدة سنوات.
حجازي: المعركة ستطول وعلينا أن نحقق الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في يونيو القادم
وعلل بقوله: “يعني المعركة ستطول، ولكن علينا أن نضع الحواجز حتى نصل لأهدافنا، ومن أهم الأهداف التي يمكن أن نحققها هو الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في يونيو القادم، في مؤتمر سيعقد في الأمم المتحدة، برعاية فرنسية سعودية، وهذا المؤتمر لدعم حل الدولتين هام جدًا وضروري في هذه المرحلة، للإسناد الدبلوماسي لدولة فلسطين”.
وأما فيما يخص حادثة إطلاق الرصاص على الوفد الدبلوماسي، فأوضح أن الزيارة تمت بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، فالتعدي عليها هو خرق واضح وصريح لتعهدات إسرائيل – وهي ألفت على ذلك – ولكن من غير المألوف أن تُمارس عنفًا ضد بعثات دبلوماسية، وهو أمر غير مسبوق في الأعراف الدولية، وينم عن حالة الاحتقان الشديد، والخلافات الداخلية، والممارسات المتطرفة التي تؤدي إلى مزيد من التطرف.
واستكمل: إذا نظرنا إلى حادثة واشنطن وإطلاق النار على اثنين من الدبلوماسيين الإسرائيليين، فالعنف يولد عنف. لا يمكن أن تمارس هذا القتل الوحشي على أرض غزة، والقهر الذي تمارسه في الضفة الغربية، وتطلب نتائج غير التي ستشهدها.
وشدد على أنه، ستشهد مزيدًا من العنف، وبالتالي أظن أن الأسرة الدولية مدعوة – وعلى الفور – لإنقاذ هذا الموقف، الذي بات يهدد القيم الإنسانية، ويهدد حتى مبادئ الأمم المتحدة المستقرة، ومنها رعاية وحماية الدبلوماسيين في دولة الاعتماد، أي أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل ما تعهدت به، سواء ثنائياً أو دوليًا، ومن هنا، إنقاذ المشهد والتدخل، إما بفرض عقوبات أو حتى بالدفع نحو تغيير حكومة نتنياهو.
حجازي: هناك اعتراضات في الداخل الإسرائيلي وخسائر في الأرواح والاقتصاد
وفي ختام حديثه أوضح حجازي، قائلاً: “أعتقد أن هناك استعداد لدى الداخل الإسرائيلي إذا ما تم مساعدته والضغط عليه. نحن نرى اليوم مشاهد اعتراضات عميقة داخل إسرائيل، وخسائر بالجملة، سواء في الأرواح أو في الاقتصاد الإسرائيلي، أو في فرض العقوبات، أو في مواجهات غير مبررة تمارسها، واليوم كان هناك قصف عشوائي وعنيف في قطاع غزة، وكذلك في جنوب لبنان، والتعدي الذي تم على المنطقة العازلة في سوريا، والتحريض على إيران”.
وأكد على أن “المشهد الإيراني في مسار دبلوماسي، وإسرائيل تحاول أن تحوله لمسار عسكري، وعلى أي حال، أنا أرى في موضوع إيران أنها مجرد ضغط من إسرائيل لمساعدة الموقف التفاوضي الضاغط من الولايات المتحدة، ولا أعتقد أن إسرائيل تملك قرار الحرب بشأن إيران”.