الأربعاء 21 مايو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

"اليهود ولاد عمنا إنما الفلسطينيين يقربولنا ايه؟، دينا أنور تتغزل في إسرائيل وتهاجم غزة

دينا انور
دينا انور

على خطى الناشطة داليا زيادة، أثارت دينا أنور جدلًا واسعًا حول تقديم التبريرات للاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن الكيان ضد مبدأ الدفاع عن الأرض الفلسطينية وأصحابها، حيث تكتب منشورات غزل في الكيان الصهيوني وهجوم أي آراء تستنكر الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وتصفها بـ"الأراء المتطرفة، وأن كل من يدين العدوان فهو جاهل وأحمق، حسب زعمها.

وتتزامن منشورات دينا أنور مع مواقف الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وكندا التي ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ورفضهم التام لمنع إدخال المساعدات الإنسانية وترك أهل غزة جوعى، حيث تم تجميد العلاقات التجارية الحرة مع إسرائيل ثم استدعاء السفير الإسرائيلي بلندن وسحب سفيرها من إسرائيل، مهددين بإجراءات إضافية إن لم تتوقف عن الجرائم ضد المندنييين الفلسطينيين.

من هي دينا أنور؟

تعد دينا أنور كاتبة مثيرة للجدل ألفت كتاب بعنوان “خالعات الحجاب والنقاب، الثورة الصامتة" ”، ومشهورة بتدوينات ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت تحت اسم“ الدكتورة بنت الباشمهندس Dena Anwer”، وبها شهرة في الوسط الثقافي المصري والعربي.

وتتميز محتوياتها بإثارة الجدل حول الشئون الدينية والاجتماعية، حيث كتبت على وصف حسابها عبلى فيس بوك :"لا لحرية الرأي طالما كانت الأغلبية من الجهلاء والغلبة للرعاع.

دينا أنور تقارن بين مصر والخليج بالباطل

وبدأت دينا أنور التي تحمل الجنسية المصرية عبر موقع  التواصل الاجتماعي فيس بوك في المقارنة بين دول الخليج ومصر في مواقفهم السياسية، حيث تصف موقف دول الخليج التي استقبلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الباهر"، فيما تصف مصر التي تقف في صف القضية الفلسطينية بـ"الوضع المتراجع والخارج عن الواقع"، حيث تزعم أن بسبب التطبيع أصبحت دول الخليج تتمتع بالرخاء والاستقرار والتفوق في جميع المجالات، بينما تدَعي أن مصر "مشغولة بافتتاح الكتاتيب و احتكار الفتوى على محاسيب الأزهر وإضافة الدين في المجموع لنظام بكالوريا “عقيم ليس له أي قيمة”  في سوق العمل العالمي وحبس بنات التيك توك".

كما أضافت دينا أنور في منشورها السابق على صفحتها عبر فيس بوك زاعمة: مش قادرة أشوف "إسرائيل" غير دولة جزء من شعبها مصريين بالأساس، وشايفاهم أقرب لنا جينياً و تاريخياً وعائلياً من الفلسطينيين، مش هما ولاد العم؟ الفلسطينيين بقى يقربوا لنا ايه؟ و ليه اليهود كتير منهم بيحبونا والفلسطينيين كلهم بيكرهونا" ؟.

وأصبحت منشورات دينا أنور عبر فيسبوك تثير استفزاز غالبية الشعب المصري، حيث أكد العديد من مستخدمي فيسبوك أن منشورات دينا أنور عبارة عن انحدار أخلاقي وإنساني، بينما لاقت إشادة العديد من الصهاينة بآرائها، ويهددون كل من يهاجمها دفاعًا عن أفكارها، معربين عن فخرهم بموقف الدولة المصرية الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.

باحث تاريخي يرد على دينا أنور

رد الكاتب والباحث التاريخي سامح عسكر على دينا أنور حول جينات الإسرائليين بالمصريين وتاريخ العلاقات بين مصر وفلسطين.

وقال سامح عسكر عبر فيسبوك قائلًا:"الفكرة التي تطرحا دكتورة دينا أنور ليست جديدة إنما نتاج فكر شعبوي عنصري عمم كراهية الفلسطينيين للمصريين، بينما في نفس السياق يثبت محبة بعض اليهود للمصريين، وكذلك يدعي أن إسرائيل أقرب إلينا من فلسطين جينيًا وتاريخيًا وعشائريًا، بالتالي فالفلسطيني بالنسبة للمصري أجنبي.

وأضاف عسكر:" أولا التاريخ يثبت أن المصري القديم أقام علاقة تواصل سياسي واجتماعي مع الشعب الكنعاني وهم أجداد الفلسطينيين قبل ظهور العبرانيين "الإسرائيليين| على مسرح التاريخ في لوحة مرنبتاح الشهيرة، ووثق ذلك بعض المؤرخين منهم.

  • المؤرخ البلجيكي مارك فان دي ميروب في كتابه "تاريخ الشرق الأدنى القديم
  • عالم الآثار البريطاني جوناثان توب في كتابه “الكنعانيون”
  • الكاتب الإنجليزي "كيث وايتلام" في كتابه "تاريخ فلسطين القديم"
  • الكاتب (فيليب حتى) في كتابه “الشعوب السامية في التاريخ”

وأكد أن علاقة المصري بالفلسطيني أوثق وأعمق وأقوى وأقدم من الإسرائيلي

وتابع :" لا يوجد في العلم شيء اسمه شعب أقرب جينيا لشعب فالشعوب هي نتاج هجرات طويلة واختلاط ثقافات وسياسات وتجارب ثقافية

وأكمل :مصدر كلمة الدكتورة دينا هي خرافة “النقاء الجيني” المتشبع بها العنصريون والتي قال بها الصهاينة في معرض إثبات تفوقهم العرقي على شعوب الجوار.

وأردف سامح عسكر:" توجد بعض الدراسات التي قالت بأن العلاقة الجينية بين المصري والفلسطيني قوية منها دراسة جينية نشرتها المجلة الأمريكية لعلم الوراثة البشرية (American Journal of Human Genetics) في 2020 مع اختلافي مع نتائجها ، ولكن يبدو أن دينا لم تحط بملف الجينوم قبل ادعاءها" .

وأضاف: الإسرائيليون الحاليون لهم جذور مختلطة بسبب الشتات اليهودي عبر العالم، ما جعل جيناتهم أكثر تنوعًا وأقل ارتباطًا مباشرًا بالمصريين مقارنة بالفلسطينيين، وربما تعلم “الدكتورة” أن أغلبية شعب إسرائيل اليهودي الحالي “مستوطنين أشكناز” من أوروبا الغربية، فإيه اللي جابهم جينيا لمصر؟".

مصر وفلسطين

وأوضح: ثقافيًا ولغويًا اللغة العبرية والثقافة الإسرائيلية الحديثة أبعد عن الثقافة المصرية مقارنة بالفلسطينيين لأسباب مثل (الدين واللغة والتاريخ المشترك) وهي الثلاثية المكونية لهويات الشعوب، حيث يشترك شعبي مصر وفلسطين بهوية تاريخية بينهما منذ غزوات الصليبيين والمغول مرورًا بالمماليك والعثمانيين، وقبلهم غزوات العرب والفرس والرومان، كلما كان دولة منهم تحتل فلسطين فهي تهدد مصر تلقائيًا وكذلك العكس.

كما أكد أن اللغة المصرية القديمة تشترك مع الكنعانية أو الفلسطينية القديمة في المجموعة الأفروأسيوية، فيما يشترك الإسرائيليون مع اللغة العربية في المجموعة السامية، فإيه اللي جاب لغة إسرائيل للغة المصرية القديمة؟".

وقال إنه لا يريد أن يقسو على “الدكتورة دينا”، لا سيما بعد دعم المنصات الصهيونية لها على مواقع التواصل ، مؤكدًا أنه  لن يلتمس لها العذر، داعيًا دينا أنور ومن هم على رأيها إلى التفكير قليلًا بمنطق علمي وإنساني وتدرك مخاطر رأيها على الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية في قطاع غزة.

سكان قطاع غزة

واختتم الكاتب سامح عسكر أنه قبل عامين يمكن أن يكون لهذا الرأي من دينا بعض الوجاهة والمناقشة والرد، مشيرًا إلى أن الفيصل بالأخير هو الحوار وتقريب وجهات النظر، أما هذا الكلام والإصرار عليه وترديده على مدار عام ونصف من الإبادة الجماعية في مدح المجرم “نتنياهو” وذم الضحية “الشعب الفلسطيني” ليس له سوى تفسير واحد.

تم نسخ الرابط