كيف وافق نتنياهو على إدخال المساعدات رغم بدء الحملة العسكرية الموسعة في غزة ؟

يتساءل العديد من المواطنين في مختلف العالم العربي، حول مدى صدق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موافقته على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بطلب من الإدارة الأمريكية، رغم دخول العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق حيز التنفيذ خلال ساعات معدودة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية إنه ما زال هناك تواجد الوفد التفاوضي الإسرائيلي بالدوحة، بالرغم من انطلاق المراحل الأولي للعملية العسكرية تحت اسم "مركبات جدعون" التي تشكل تصعيد خطير ومخيف للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة.
وأضاف الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن الجانب الإسرائيلي يتفاوض مع حركة حماس من خلال الوسطاء المصريين والقطريين في الدوحة، تحت وطأة النار والتصعيد والقتال. تل أبيب متمسكة بصيغة وقف الحرب مؤقتا لمدة تتراوح من 30 إلى 45 يوم يتم خلالها الافراج عن 9 محتجزين إسرائيليين مقابل 250 أسير فلسطيني، بينما تتمسك حماس بإيجاد مسار تفاوضي ينهي الحرب مقابل خروج كافة المحتجزين الإسرائيليين، وهذا هو التوجه الذي يدعمه الوسطاء العرب بطبيعة الحال.
وأشار عثمان إلى أنه في خضم كل ذلك تقف الولايات المتحدة في الخلفية، تناشد إسرائيل بإدخال المساعدات الانسانية للقطاع المحاصر المنكوب، دون ممارسة أي ضغوط فعلية على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل انهاء الحرب.

د. محمد عثمان: نتنياهو يناور لكسب الوقت ورفع الحرج عن إدارة ترامب
وأضاف أنه ما بين ضغوط مصرية وعربية وأممية ومناشدات أمريكية يناور نتنياهو من أجل كسب الوقت، ورفع الحرج عن إدارة ترامب، ويسمح بتدفق الحد الأدنى المساعدات الغذائية فقط لمدة أسبوع، إلى أن يتم تأسيس مراكز لتوزيع المساعدات ستدار من جانب شركة أمريكية داخل مناطق السيطرة الإسرائيلية بالقطاع، حيث أكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن هذا الإجراء ضروري من أجل نجاح أهداف عملية "مركبات جدعون" التي تستهدف احتلال القطاع بالكامل وتقسيمه لثلاثة مناطق، وحصر كل سكانه بالمنطقة الجنوبية في اتجاه خان يونس ورفح.
وأكد أن مصر تثابر من أجل منع تدحرج الأمور، والتوصل لهدنة واتفاق تبادل أسري يعطل تنفيذ العمليات التصعيدية الإسرائيلية وذلك حتى تصل الأوضاع لنقطة اللا رجعة، مشدداً على أن التحركات المصرية على كافة الأصعدة تأتي ضمن الجهود المصرية المبذولة من بداية الأزمة لوقف الحرب وإفشال مخطط التهجير، وخلق مسار لاستعادة التهدئة والبدء في إعادة الإعمار دون مغادرة السكان.
واختتم الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية أن العقبة الوحيدة أمام تحقيق أي خرق هو غياب الارادة الأمريكية الحقيقية للضغط على إسرائيل لتكون أكثر إيجابية في عملية التفاوض الجارية بالدوحة، التي قد تكون مفاوضات اللحظة الأخيرة، في حال لم تقم إدارة ترامب بممارسة ضغط حقيقي وفعال على الجانب الإسرائيلي، ستتبدد كافة فرص التهدئة، وستسير الأمور في غزة على نحو تصاعدي يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني ويقضي علي ما تبقي من مظاهر ضئيلة للحياة داخل قطاع غزة.
