هل كثرة الزلازل من علامات الساعة ؟، رد صادم من الأزهر

يتساءل الكثير من الناس في ظل تكرار الهزات الأرضية في مناطق مختلفة من العالم، هل كثرة الزلازل تعد من علامات الساعة؟، هل هي غضب من الله أم بلاء للعباد؟، وخلال السطور التالية يستعرض لكم موقع الأيام المصرية هل كثرة الزلازل من علامات الساعة ؟ .

الزلازل في ضوء الحديث النبوي

ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج – وهو القتل – وحتى يكثر فيكم المال فيفيض."

وهذا الحديث يعد من أبرز النصوص التي أشارت إلى كثرة الزلازل كعلامة من علامات الساعة الصغرى، أي التي تقع قبل قيام الساعة بمدة طويلة نسبيًا، وهي دلائل على اقترابها.

تعريف علامات الساعة

علامات الساعة هي الأحداث التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وتقع قبل يوم القيامة، وتنقسم إلى علامات صغرى، ظهرت وتظهر تدريجيًا، وكبرى وهي عظائم تقع قرب قيام الساعة، مثل خروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها.

هل كل زلزال من علامات الساعة؟

الإسلام لم يعتبر كل زلزال علامة على قرب الساعة، بل أشار إلى كثرتها وتكرارها في أماكن متعددة كدليل على اقتراب نهاية الزمان، لذلك، لا ينبغي لكل هزة أرضية أن تثير الهلع والربط الفوري بيوم القيامة، بل يُنظر للأمر في سياقه الكلي وتكراره.

ويرى عدد من العلماء أن الزلازل قد تكون عقوبة إلهية على انتشار الذنوب والمعاصي، مستندين إلى قوله تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" [الشورى: 30]، كما ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند حدوث زلزلة في المدينة: "لئن عادت لا أساكنكم فيها"، إشارة إلى اعتقاده بأن ما حدث إنما كان بسبب فعل الناس.

مواقف الصحابة والسلف من الزلازل

• عمر بن عبد العزيز كان يكتب إلى ولاته عند حدوث الزلازل بأن يتصدقوا ويكثروا من الاستغفار.
• عائشة رضي الله عنها قالت حين سُئلت عن الزلازل: "إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمور، وضربوا بالمعازف، غار الله في سمائه، فقال للأرض: تزلزلي بهم..."
• قال أنس بن مالك: "إذا ظهرت المعاصي نزل البلاء، وإذا تابوا رفع البلاء".
• قال ابن تيمية: "الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات".
• قال ابن القيم: "وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة".

قال الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، في تصريحات صحفية له: “الزلازل من جنود الله، وقد تكون بلاء أو نذيرًا أو رحمة للمؤمنين، وهي دعوة للتوبة والرجوع إلى الله”، وأشار إلى أن الله يخوف عباده بهذه الظواهر ليعودوا إليه، مستدلًا بقول الله تعالى: "وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا" [الإسراء: 59].

الأزهر يحذر من ترويج الشائعات

أكد علماء الأزهر أن الزلازل وإن كانت من آيات الله، فلا يجوز التهويل منها أو ترويع الناس بها، مشيرين إلى أن بعض ما يتداول على منصات التواصل من شائعات حول نهاية العالم لا أساس له، وينبغي التحلي بالعلم والحكمة في تفسير الظواهر الكونية.

أما العلم الحديث يفسر الزلازل بحدوث انزلاقات في الصفائح التكتونية تحت سطح الأرض، لكن هذا لا يتعارض مع الرؤية الدينية التي تعتبر الظواهر الطبيعية ضمن سنن الله في الكون، وقد تحمل رسائل إلهية للناس ليعتبروا ويعودوا إلى الله.