هل الزلازل غضب من الله ؟، الإفتاء توضح ومجمع البحوث يحسم الخلاف

هل الزلازل غضب من الله ؟، شعر سكان القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات بهزة أرضية، في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، نتيجة زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر، ضرب جزيرة كريت اليونانية، وفقًا لما أعلنه مركز GFZ الألماني لأبحاث علوم الأرض، هذا الحدث أثار تساؤلات لدى البعض حول ما إذا كانت الزلازل تمثل غضبًا إلهيًّا أم لا؟
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل، هل الزلازل غضب من الله ؟، وفقًا لكل من دار الإفتاء المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية، وجاءت التفاصيل كالتالي:
هل الزلازل غضب من الله ؟، التفاصيل الكاملة
هل الزلازل غضب من الله ؟، في ردها على هذا التساؤل، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الزلازل ليست بالضرورة دليلًا على غضب الله على أهل منطقة معينة، أو أنهم مذنبون يستحقون العقاب، مؤكدة أن الابتلاءات تصيب الصالحين كما تصيب العصاة، ولا تقتصر على فئة دون أخرى.

وقالت دار الإفتاء إن كل ما يحدث في هذا الكون يقع بقدرة الله عزَّ وجلَّ، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].
وأضافت أن الزلازل من آيات الله في الكون، وهي هزات أرضية تصيب مناطق معينة من القشرة الأرضية، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1-2].

وأكدت دار الإفتاء أن مثل هذه الظواهر الكونية تأتي لتذكير الإنسان بضعفه، ولحثه على التوبة والرجوع إلى الله، وأن المؤمن في مثل هذه اللحظات ينبغي أن يكثر من الدعاء وفعل الخير.
واستشهدت بقوله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-157].
هل الزلازل غضب من الله ؟
كما أوضحت أن من يموت تحت الأنقاض أو بسبب الزلازل يعتبر من الشهداء، وفقًا لقول النبي ﷺ: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» [رواه البخاري ومسلم].

وأوصت دار الإفتاء بأن يلجأ الإنسان إلى الله وقت الزلازل بالدعاء والاستغفار، ويكثر من فعل الخير، مشيرة إلى حديث النبي ﷺ: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر، وتقي الفقر، وأكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة، وفيها شفاء من 99 داءً، أهونها الهم» [أخرجه الطبراني].
مجمع البحوث الإسلامية: الكوارث ليست بالضرورة عقوبة
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، أن الكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والبراكين والفيضانات لا يمكن حصرها في تفسير واحد بأنها “غضب إلهي”، بل قد تكون ابتلاء من الله، أو وسيلة لتربية الإنسان واختبار صبره.
وقال الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية: “نحن نعيش في عالم مزدوج، فيه الخير والشر، والرفع والخفض، وهذه التناقضات جزء من سنة الله في خلقه”، مضيفًا أن القرآن أشار في مواضع متعددة إلى أن بعض الابتلاءات تأتي لغايات إيمانية وتربوية، وليس بالضرورة كعقوبة.

واستشهد الدكتور محمود الهواري، بقوله تعالى: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَاهُ بِذَنبِهِ﴾ [العنكبوت: 40]، موضحًا أن هذه الآية لا تعني أن كل كارثة هي عقوبة، فالتعميم في مثل هذه الأمور فيه تقصير في فهم الرسالة الإلهية.
واختتم محمود الهواري، بالقول إن ما ينبغي على الإنسان وقت الكوارث هو التضرع إلى الله، والصبر، والتفكر، والاستعداد للآخرة، مشيرًا إلى أن الإيمان بالقضاء والقدر، والتعامل مع البلاء بروح الرضا والثقة بالله، هو السبيل الأمثل لمواجهة مثل هذه المصائب.