الذكاء الاصطناعي يكشف دورًا جديدًا لجين PHGDH في تطور الزهايمر

كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في أبريل 2025 أن جين PHGDH لا يعد فقط مؤشرًا حيويًا للإصابة بمرض الزهايمر، بل يشارك بشكل مباشر في تطور المرض من خلال تعطيل تنظيم الجينات في الدماغ، والدراسة التي أجراها علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحليل البنية الجينية، مما أدى إلى اكتشاف غير مسبوق قد يغير مسار الأبحاث والعلاجات المستقبلية للمرض.
PHGDH: من مؤشر جيني إلى سبب مباشر في مرض الزهايمر
كان ينظر إلى جين PHGDH سابقًا كأداة مساعدة في تشخيص الزهايمر، إلا أن الباحثين بقيادة البروفسور Sheng Zhong أثبتوا أنه يلعب دورًا سببيًا في ظهور المرض وتطوره، وأظهرت الدراسة أن ارتفاع نشاط هذا الجين يرتبط بتفاقم الأعراض، في حين أن تقليل نشاطه يؤدي إلى تحسن واضح في نماذج حيوانية من المرض.

استخدام الذكاء الاصطناعي لنمذجة البنية ثلاثية الأبعاد للجين
اعتمد الفريق البحثي على أدوات الذكاء الاصطناعي لنمذجة البنية الفرعية ثلاثية الأبعاد لجين PHGDH، ووجدوا أنه يمتلك مناطق شبيهة بمواقع الارتباط بالحمض النووي الموجودة في عوامل النسخ، والتي تتحكم في تنظيم التعبير الجيني في الدماغ، وهذا الدور لم يكن معروفًا من قبل، وأكدت النمذجة أن هذه البنية تسبب خللًا في الوظائف الجينية يؤدي إلى تطور اضطرابات عصبية مثل الزهايمر.
جزيء NCT-503 وعلاج مبتكر يستهدف جذور المرض
بدلًا من العلاجات التقليدية التي تركز على إزالة ترسبات بروتين بيتا-أميلويد، اتجه الباحثون إلى استهداف الجين المسبب للخلل باستخدام جزيء دوائي صغير يعرف باسم NCT-503، وهذا المركب يعمل على تثبيط الوظيفة التنظيمية الضارة لجين PHGDH دون التأثير على وظيفته الأساسية في إنتاج الحمض الأميني السيرين، مما يجعله علاجًا أكثر أمانًا وفعالية.

نتائج واعدة من التجارب على الفئران
عند اختبار جزيء NCT-503 على نماذج حيوانية من الفئران المصابة بالزهايمر، لاحظ العلماء تحسنًا كبيرًا في وظائف الذاكرة وانخفاضًا في مستويات القلق، مما يشير إلى فعاليته في تحسين الوظائف الإدراكية.
واحدة من أهم مزايا هذا الجزيء هي قدرته على عبور الحاجز الدموي الدماغي، إلى جانب إمكانية إعطائه عن طريق الفم بدلًا من الحقن، ما يجعل منه خيارًا علاجيًا مريحًا وفعالًا.
وقال البروفيسور Zhong: "نحن الآن نمتلك جزيئًا دوائيًا يظهر نتائج واعدة جدًا، وقد يكون أساسًا لتطوير جيل جديد كليًا من العلاجات المستهدفة لمرض الزهايمر".
وأشار إلى أن الخطوات القادمة تشمل تحسين الجزيء وإجراء دراسات تأهيلية بهدف الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، تمهيدًا لاستخدامه في التجارب السريرية على البشر.

هل نحن أمام نقلة نوعية في علاج الزهايمر؟
استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث الجينية أتاح اكتشافات ثورية في فهم مسببات الزهايمر، ومع تأكيد دور جين PHGDH كعامل سببي وتطوير جزيء علاجي مستهدف مثل NCT-503، قد نكون على أعتاب مرحلة جديدة من العلاجات الفعالة للأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.