جمال فرويز يحذر: التنمر الإلكتروني مرض اجتماعي يهدد حياة الضحايا |فيديو

جمال فرويز يحذر: التنمر الإلكتروني مرض اجتماعي يهدد حياة الضحايا، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أوضح دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن ما يعرف بـ"شخصية ضاد المجتمع" هي نمط سلوكي سام يهدف فقط لإيذاء الآخرين، دون أن يكون لدى صاحب هذا السلوك أهداف حقيقية في الحياة، سوى التسبب في الألم للغير.
ويقول فرويز: "الشخصية دي قاعدتها هي الإيذاء فقط.. بتظهر على هيئة تعليقات ساخرة، تنمر على ممثل، لاعب، أو حتى عروس في حفل زفاف، وهو مش فارق معاه مين، المهم بس يؤذي".
هل زادت هذه الشخصيات فعلًا أم زاد وعينا بها؟
وأوضح الدكتور فرويز أن مثل هذه الشخصيات كانت موجودة في المجتمع منذ زمن، ولكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح وجودها مرئيًا ومؤثرًا أكثر، فقد أصبحت السوشيال ميديا "عدسة مكبرة" تسلط الضوء على هؤلاء الأشخاص الذين ينفثون سمومهم في كل اتجاه، وأضاف: "الناس اللي بتتخفى ورا الشاشات هم غالبًا من كانوا مخفيين في المجتمع، والسوشيال ميديا خلتنا نشوفهم بوضوح، للأسف".
هل يمكن أن يؤدي التنمر إلى القتل أو الانتحار؟
وفي ضوء حادثة وفاة البلوجر شريف نصار، شدد فرويز على خطورة التنمر الإلكتروني، قائلًا: "إحنا مش بنتكلم عن مجرد كلام جارح، إحنا قدام تهديد حقيقي للحياة، والتنمر بيعمل أزمة نفسية قد تؤدي للانتحار أو حتى لأزمة قلبية مفاجئة بسبب الضغط النفسي الحاد".
وأشار إلى أن الجسم يُفرز مادة النورأدرينالين عند التوتر، وهي قد تحدث تأثيرًا خطيرًا على القلب والمخ، خاصة عند الأشخاص الحساسين نفسيًا.
كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من التنمر؟
أكد دكتور فرويز، على أهمية بناء حائط صد نفسي لدى الأفراد، خاصة لدى الشخصيات العامة أو من يشاركون محتوى على السوشيال ميديا، "لازم يكون عندك تأهيل نفسي... مش كل الناس هتحبك، ولا كل الناس هتكرهك، والمهم إنك ما توصلش لمرحلة الانهيار".
كما أشار إلى ضرورة حماية الأطفال في المدارس من التنمر، موضحًا أن الطفل المتنمر غالبًا ما يُعاني من نقص عاطفي داخل الأسرة، أو مشاكل في التربية، مثل الضرب أو الإهمال أو حتى الدلال الزائد.
المتنمر.. ضحية سابقة أم مجرم مستقبلي؟
يرى فرويز أن الطفل المتنمر هو في الأغلب ضحية تربية قاسية أو مهملة، ويحاول تفريغ غضبه الداخلي على زملائه، أو يفتقر للحب والدعم العاطفي في بيئته المنزلية.
وأضاف: "لو ما تمش علاج المشكلة دي قبل سن 14، الشخصية دي ممكن تفضل بالشكل ده طول عمرها، وتتحول لسلوك دائم يصعب تغييره".

النداء الأخير: لا تكن شريكًا في القتل بصمتك أو سخريتك
اختتم الدكتور جمال فرويز حديثه بنداء مباشر إلى الجمهور: "مش عاجبك حد على السوشيال ميديا؟ ببساطة.. ما تتفرجش عليه، وتجاهله أفضل من إنك تسيبه وتنزف عليه سمومك، ولأن فيه ناس مش بتتحمل، والنتيجة بتكون مأساوية، زي اللي حصل مع شريف نصار، الله يرحمه".
وما نراه اليوم من حالات انتحار، اكتئاب، وانهيارات نفسية نتيجة التنمر، يجب أن يقابل بتحرك اجتماعي حقيقي، يبدأ من الأسرة والمدرسة، ويصل إلى المؤسسات الإعلامية والتشريعية.