ما مستقبل الأونروا بعد التأييد الأمريكي أمام العدل الدولية بحظر الوكالة؟

في استفزاز خطير وتحدٍ للقانون الدولي والقانون الإنساني أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمام محكمة العدل الدولية دعمها لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا التابعة للأمم المتحدة، على الأراضي الفلسطينية تحت مزاعم دور الوكالة في دعم حركة حماس في السابع من أكتوبر وعدم حيادها.
الأمر الذي يثير تساؤلات حول مستقبل وكالة الأونروا الأممية التي لا تؤدي سوى الخدمة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية جراء الاعتداءات الإسرائيلية.

التأييد الأمريكي لحظر الأونروا
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية إن الولايات المتحدة كعادتها توفر الدعم السمتدام اللا مشروط لسياسات إسرائيل ذات الصلة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، حتي وإن كانت تمثل سلسال طويل من الانتهاكات الفجة والصريحة.
وأضاف الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن الأونروا وكالة أممية متخصصة أنشأتها الأمم المتحدة بعد النكبة لتكون الجهة الدولية المعنية برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها بعدد من الدول المحيطة، وظلت علي مدار أكثر من 7 عقود هذه الوكالة أحد روافد الحياة الأساسية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأشار عثمان إلى أن منذ السابع من أكتوبر قررت إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة وعدد من الدول شن الحرب علي الأونروا وذلك ضمن مخططات تصفية القضية الفلسطينية، تتدرج التدابير الإجرامية من تعطيل الولايات المتحدة وعدد من حلفاءها أغلب مصادر التمويل الوكالة، وعلى الأرض إسرائيل عملت على استهداف مقراتها وموظفيها مما أدى إللى استشهاد العديد منهم.

د. محمد عثمان: حظر الأونروا يهدد البقاء الفلسطيني نظرًا لتلاشي روافد الحياة
واختتم حديثه قائلًا إن حظر وكالة الأونروا والتضييق عليها تجسيد حي وملموس لتداعي أركان المنظومة الدولية سواء من حيث إطارها المؤسسي أو القانوني، وسيضاعف ذلك من معاناة الشعب الفلسطيني بغزة والضفة، حيث أن جميع سكان المخيمات وهم بالملايين تمثل لهم هذه الوكالة مصدر لتوفير العديد من الخدمات الأساسية مثل التعليم والطعام والتوظيف وغيرها، والآن مع تراجع دورها يصبح البقاء الفلسطيني في مزيد من الخطر نظرًا لتلاشي روافد الحياة التي تمكنه من التمسك بأرضه، ومواصلة العيش عليها.