حظر الهواتف في المدارس.. تشريع جديد لحماية الصحة النفسية وتعزيز التعلم

أقر البرلمان الفنلندي قانونًا جديدًا يفرض قيودًا مشددة على استخدام الهواتف المحمولة داخل المدارس، وهي خطوة تعكس تصاعد القلق بشأن التأثيرات السلبية للأجهزة الرقمية على الطلاب، ويهدف القانون إلى تحسين التركيز والتحصيل الدراسي، بالإضافة إلى حماية الصحة النفسية للطلاب.
متى يدخل القانون حيز التنفيذ؟
وفقًا للتعديلات التشريعية التي تمت الموافقة عليها في جلسة البرلمان يوم الثلاثاء، سيدخل القانون الجديد حيز التنفيذ في الأول من أغسطس 2025، وسيكون بموجبه استخدام الهواتف المحمولة داخل المدارس محصورًا فقط علي الحالات التعليمية أو الصحية وبإذن من المعلم.
تفاصيل القانون الفنلندي الجديد
- يمنع الطلاب من استخدام الهواتف المحمولة أثناء الحصص الدراسية.
- يسمح باستخدام الأجهزة فقط بإذن مسبق من المعلم.
- يحق للمعلمين أو مديري المدارس مصادرة الهاتف في حال تم استخدامه بما يعيق العملية التعليمية.
- يتعين على كل مدرسة وضع قواعد واضحة لتنظيم استخدام وتخزين الهواتف خلال اليوم الدراسي، بما في ذلك فترات الاستراحة ووجبات الطعام.

الهدف من القانون: بيئة تعليمية صحية ومحفزة
وقال وزير التعليم الفنلندي أندرس أدلركروتس، إن هذا القانون يمنح الطلاب "فرصة أفضل للتركيز على دراستهم"، وأضاف أن المدرسة ليست فقط مكانًا لتحصيل المعلومات، بل أيضًا لتطوير المهارات الاجتماعية والتفاعل الإنساني، وهو ما تعيقه الشاشات الرقمية.
وتنضم فنلندا بهذا القرار إلى مجموعة من الدول الأوروبية التي اتخذت خطوات مشابهة للحد من استخدام الهواتف الذكية بين الطلاب، أبرزها:
- فرنسا: فرضت خطرًا على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية والثانوية منذ عام 2018، كما بدأت تجربة "فترة التوقف الرقمي" للأطفال دون 15 عامًا .
- الدنمارك: أعلنت حظرًا شاملًا على الهواتف في جميع المدارس هذا العام، وأكدت أن الهدف هو "منع المنصات الرقمية من استعمار البيئة المدرسية".
- النرويج: حددت حدًا أدنى إلزاميًا لسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بـ15 عامًا، ووصفت شركات التكنولوجيا بأنها "تتنافس مع أدمغة الأطفال".
- المملكة المتحدة: رغم عدم وجود قانون وطني، تطبق 99.8% من المدارس الابتدائية و90% من المدارس الثانوية شكلًا من أشكال الحظر على الهواتف المحمولة.

لماذا يتزايد الحظر على الهواتف في المدارس؟
تظهر دراسات متزايدة أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يرتبط بانخفاض التركيز، وضعف التحصيل الدراسي، وزيادة القلق والاكتئاب بين الأطفال والمراهقين، وفي تقرير صادر عن لجنة الرفاه الوطني في الدنمارك، تبين أن:
- 94% من الأطفال يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 13.
- الأطفال بين 9 و14 عاماً يقضون في المتوسط 3 ساعات يومياً على تطبيقات مثل "تيك توك" و"يوتيوب".
وجه البرلمان الفنلندي وزارة التعليم والثقافة بإجراء دراسة وطنية شاملة حول تأثير هذه القيود الجديدة، على أن يتم الانتهاء منها بحلول نهاية العام المقبل، وستعتمد الوزارة على نتائج هذه الدراسة لتحديد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات إضافية مستقبلًا.
ويعكس القانون الفنلندي الجديد اتجاهًا عالميًا متزايدًا نحو تقييد استخدام الهواتف الذكية في البيئة المدرسية بهدف تحسين جودة التعليم وحماية الصحة النفسية للطلاب، ومن المتوقع أن تواصل دول أخرى اتخاذ خطوات مماثلة، خاصة في ظل تصاعد القلق من تأثيرات التكنولوجيا على الأجيال الناشئة.