وفاة البابا فرنسيس| جدته روزا علمته الصلاة وقصة عشقة كرة القدم والأوبرا

ولد خورخي ماريو بيرجوليو “بابا الفاتيكان”، في 17 ديسمبر 1936 في بوينس آيرس، وكان الأكبر بين خمسة أطفال لمهاجرين إيطاليين.
كان يُنسب الفضل إلى جدته المتدينة روزا في تعليمه الصلاة، وكان يقضي عطلات نهاية الأسبوع في الاستماع إلى الأوبرا على الراديو، وحضور القداس، وحضور مباريات نادي سان لورينزو لكرة القدم المحبوب لدى عائلته.
وبصفته بابا، أكسبه شغفه بـ كرة القدم مجموعة ضخمة من قمصان الزوار.
قال إنه تلقى دعوته الدينية في سن السابعة عشرة أثناء ذهابه إلى الاعتراف، وروى في سيرة ذاتية نُشرت عام 2010: "لا أعرف ما هي، لكنها غيّرت حياتي، أدركت أنهم كانوا ينتظرونني".
التحق بالمدرسة اللاهوتية الأبرشية، لكنه انتقل إلى الرهبنة اليسوعية في عام 1958، منجذباً إلى تقاليدها التبشيرية ونضالها.

في تلك الفترة، عانى من التهاب رئوي، مما أدى إلى استئصال الجزء العلوي من رئته اليمنى. حالت صحته الضعيفة دون أن يصبح مبشرًا، ولعل ضعف رئتيه كان سببًا في همسه وإحجامه عن الغناء في القداس.
في 13 ديسمبر 1969، رُسِم كاهنًا، وبدأ التدريس فورًا، وفي عام 1973، عُيّن رئيسًا للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين، وهو تعيينٌ اعترف لاحقًا بأنه "مُجنون" نظرًا لعمره الذي لم يتجاوز 36 عامًا.
واعترف في مقابلةٍ له مع "سيفلتا كاتوليكا": "أسلوبي الاستبدادي والتسرع في اتخاذ القرارات أوقعني في مشاكل خطيرة، واتُّهمتُ بالتشدد في التحفظ".
وتزامنت فترة ولايته التي استمرت ست سنوات كحاكم إقليمي مع الدكتاتورية القاتلة في الأرجنتين في الفترة من 1976 إلى 1983، عندما شن الجيش حملة ضد المتمردين اليساريين وغيرهم من المعارضين للنظام.
ولم يواجه بيرجوليو المجلس العسكري علانية، واتهم بالسماح فعليا باختطاف وتعذيب اثنين من الكهنة من الأحياء الفقيرة من خلال عدم تأييد عملهم علنا.
رفض لعقودٍ دحضَ تلك الرواية للأحداث. ولم يروي أخيرًا الجهودَ الخفية التي بذلها لإنقاذهم إلا في سيرةٍ ذاتيةٍ مُصرَّحٍ بها عام 2010، حيث أقنع كاهن عائلة الديكتاتور المخيف خورخي فيديلا بالتظاهر بالمرض ليتمكن هو من إقامة القداس.
وما إن وصل إلى منزل زعيم المجلس العسكري، حتى ناشد بيرجوليو سرًّا الرحمة، وأُطلق سراح الكاهنَين في النهاية، وكانا من بين الناجين القلائل من السجن.
وباعتباره بابا، بدأت تظهر روايات عن العديد من الأشخاص ــ الكهنة، والطلاب في المدارس اللاهوتية، والمعارضين السياسيين، الذين أنقذهم بيرجوليو بالفعل أثناء "الحرب القذرة"، فسمح لهم بالبقاء متخفين في المدرسة اللاهوتية أو ساعدهم على الفرار من البلاد.
ذهب بيرجوليو إلى ألمانيا عام 1986 للبحث في أطروحة لم تُنجز، عاد إلى الأرجنتين، وتمركز في قرطبة خلال فترة وصفها بـ"أزمة داخلية حادة".
بعد أن فقد مكانته لدى القادة اليسوعيين التقدميين، أنقذه البابا يوحنا بولس الثاني من التهميش عام 1992، وعيّنه أسقفًا مساعدًا لبوينس آيرس. أصبح رئيس أساقفة بعد ست سنوات، ثم رُقّي إلى رتبة كاردينال عام 2001.
كان على وشك أن يصبح بابا في عام 2005 عندما تم انتخاب بنديكت، حيث حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات في عدة جولات من الاقتراع قبل أن ينسحب.