هل يقع الطلاق الشفوي؟ الشيخ خالد الجندي يوضح الحكم

الإثنين 27/أكتوبر/2025 - 06:24 م

هل يقع الطلاق الشفوي؟ أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن من بين 10 حالات للطلاق، توجد حالتان تمثلان مخرجًا شرعيًا لمن أراد التيسير في مسائل الانفصال، موضحًا أن أولى هذه الحالات تتعلق بـ الطلاق الشفوي، وهي القضية التي أثارت جدلًا واسعًا بين العلماء والفقهاء في السنوات الأخيرة.

وأوضح الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية مساء الاثنين، أن الطلاق الشفوي يقع عند هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وهو رأي جمهور الفقهاء، في حين يرى بعض العلماء المعاصرين - ومنهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق - أن الطلاق الشفوي لا يقع إلا بالتوثيق، معتبرين أن التوثيق والإشهاد بمعنى واحد، استنادًا إلى قوله تعالى:

"فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ"

وأشار إلى أن القائلين بعدم وقوع الطلاق الشفوي استندوا إلى أمرين أساسيين:

أن آثار الطلاق لا تترتب إلا بعد التوثيق.
وأن العدة لا تبدأ إلا من تاريخ التوثيق، مستدلين بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ".

وأضاف الجندي، أن هذا الاتجاه يعتبر مخرجًا فقهيًا معتبرًا لمن أراد الأخذ به، رغم أن جمهور العلماء لا يزالون على رأيهم بوقوع الطلاق الشفوي متى صدر بلفظ صريح من الزوج.

وفيما يتعلق بالحالة الثانية، أوضح الشيخ خالد الجندي أن هناك خلافًا مشابهًا حول الطلاق بغير شهود، مبينًا أن جمهور العلماء يرون وقوعه، بينما ذهب عدد من الصحابة والعلماء إلى عدم وقوعه إلا بوجود شهود، استنادًا إلى ذات الآية الكريمة التي أمرت بالإشهاد عند الطلاق أو الرجعة.

وذكر الجندي، أن من أبرز القائلين بعدم وقوع الطلاق بدون شهود هم الإمام علي بن أبي طالب، وعمران بن حصين، والإمام محمد الباقر، والإمام جعفر الصادق، وعطاء، وابن جريج، وابن سيرين، وابن حزم، ومن العلماء المعاصرين الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.

وأكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن هذه الآراء تمثل مساحات من التيسير والمخارج الشرعية التي تراعي مقاصد الشريعة في حفظ البيوت وصيانة الأسرة، داعيًا إلى التعامل مع قضايا الطلاق بفهم عميق لمقاصد الدين وليس بمجرد التمسك بظاهر الأحكام.

اقرأ أيضًا: