لصوص لكن ظرفاء، كيف نفذت عصابة اللوفر أفظع سرقة في فرنسا؟ (صور)

الثلاثاء 21/أكتوبر/2025 - 12:17 م

منظر داخلي لمعرض أبولو في متحف اللوفر بباريس، يُبرز تصميمه الباروكي الفخم، السقف المقبب مُزخرف بتفاصيل ذهبية، وقوالب مُعقدة، وألواح كبيرة مطلية تُصوّر مشاهد أسطورية.

لصوص لكن ظرفاء، كيف نفذت عصابة اللوفر أفظع سرقة في فرنسا؟ (صور)

تُزيّن الجدران إطارات ومنحوتات مُذهّبة، بينما يتجول الزوار على الأرضية الخشبية المصقولة، مُشاهدين القطع الأثرية المعروضة في صناديق زجاجية وفوق طاولات ذهبية مزخرفة.

كانت الشمس قد أشرقت بالفعل على باريس وبدأ الزوار في التدفق عبر ممرات متحف اللوفر عندما نفذت العصابة هجومها.

وفي غضون ثماني دقائق، كانوا ينطلقون مسرعين بعيدًا عن قلب العاصمة الفرنسية حاملين بعضًا من أثمن كنوز البلاد، هكذا وقعت إحدى أكثر السرقات المروعة في الذاكرة الحديثة.

كيف دخل اللصوص متحف اللوفر؟

منظر جوي لباريس من جوجل إيرث، يُركز على متحف اللوفر كما يُرى من الجنوب، يُبرز النموذج ثلاثي الأبعاد للمباني التي تُشكل متحف اللوفر، حيث يُطلّ نهر السين من الأمام وحديقة التويلري من الغرب.

يُبرز المنظر الجوي لمتحف اللوفر الآن هرم اللوفر الشهير في الساحة المركزية، ومعرض أبولو على الجانب الجنوبي للمبنى، حيث يمتد طريق رئيسي بين المعرض ونهر السين. كما يُبرز موقع لوحة الموناليزا في معرض قريب.

صورة أخرى من جوجل إيرث، تُظهر رؤية أقرب لجناح المبنى الذي يقع فيه معرض أبولو، وتُظهر موقعه في الزاوية الجنوبية الشرقية من المتحف. يظهر نموذج لشاحنة مع سلم ميكانيكي مُتكئ على المبنى، مما يُشير إلى كيفية دخول اللصوص إلى المعرض في الطابق الأول.

منظر جوي لباريس من جوجل إيرث، يُركز على متحف اللوفر كما يُرى من الجنوب. يُبرز النموذج ثلاثي الأبعاد للمباني التي تُشكل متحف اللوفر، حيث يُطلّ نهر السين من الأمام وحديقة التويلري من الغرب.

جرت الغارة المذهلة يوم الأحد في معرض أبولو، في الزاوية الجنوبية الشرقية للمتحف الأكثر زيارة في العالم، والذي يقع في قصر مترامي الأطراف على ضفاف نهر السين.

وبدأ الزوار الدخول عبر المدخل الرئيسي - المميز بهرمه الزجاجي الشهير - في الساعة 09:00 لرؤية معروضات مثل لوحة الموناليزا لدافنشي.

على بُعد حوالي 180 مترًا (593 قدمًا) من المدخل الرئيسي للمتحف، كانت شاحنة مُثبّت عليها مجموعة من السلالم الميكانيكية تتوقف على الرصيف قبالة النهر مباشرةً. وكان ذلك إيذانًا ببدء عملية سرقة صدمت العالم.

في الساعة 09:30، بدأ اثنان من أفراد العصابة المكونة من أربعة أفراد في تسلق السلم إلى شرفة تؤدي إلى نافذة مزدوجة.

ولم تكن الألواح الزجاجية والخشبية نداً لآلات الصنفرة الآلية التي استخدمتها العصابة: فقد أكدت السلطات الفرنسية أن نوافذ المعرض الفخم ليست معززة.

بحلول الساعة 9:34، كان اللصوص بالداخل. هرب الحراس العُزّل بينما اقتحمهم المتسللون الملثمون بأدواتهم الكهربائية.

لم يتبق الآن سوى بضع بوصات من الزجاج بينهم وبين العناصر ذات القيمة التي لا يمكن تقديرها.

وقد تمكنوا من الوصول إلى معرض أبولو، وهي قاعة فخمة تضم جواهر التاج الفرنسي منذ أكثر من قرن من الزمان.

هذه هي النافذة التي اقتحموها باستخدام آلة الصنفرة الزاوية.

تتواجد مجموعة العناصر التي يرتديها أفراد العائلة المالكة الفرنسية والحكام الإمبراطوريون في خزائن معدنية محاطة بالفخامة الذهبية للمعرض ولوحات القرن التاسع عشر.

وأظهرت لقطات حصلت عليها قناة BFMTV الفرنسية أحد الرجال يرتدي سترة عالية الوضوح وهو يستخدم آلة صنفرة زاوية لفتح خزانة عرض بالقوة، وأكدت اللقطات تم تصويرها من الزاوية الجنوبية الغربية للمعرض، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

أكدت صور كاميرات المراقبة من داخل المتحف، أن الأمر لم يستغرق أكثر من ثلاث دقائق و57 ثانية، لاقتحام صندوقين والاستيلاء على المجوهرات والرحيل، بحسب وزير فرنسي، وكان اللصوص سريعين ومتعمدين: لقد عرفوا بالضبط سبب وجودهم هناك.

تتألف جواهر التاج الفرنسي مما أمكن إنقاذه أو استعادته بعد ثورة 1789، يعود تاريخ معظم ما كان في الصناديق إلى القرن التاسع عشر، وارتدته العائلتان الإمبراطوريتان نابليون وابن أخيه نابليون الثالث.

الأشياء المفقودة

بلغ إجمالي القطع المسروقة ثماني قطع. ووصف المسؤولون الفرنسيون هذه الغنيمة بأنها لا تُقدر بثمن، فإلى جانب قيمتها الخام من الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، تتمتع هذه القطع بقيمة تراثية "لا تُقدر بثمن" وصفها أحد الوزراء.

القطع الثمانية من المجوهرات الملكية الفرنسية التي سرقها اللصوص. عُرضت القطع على خلفية سوداء مع أرقامها

العناصر التي تم سرقتها من متحف اللوفر

1-3 تاج وقلادة وزوج من الأقراط ارتدتها الملكة هورتنس والملكة ماري أميلي.

4-5 قلادة وأقراط من الزمرد أهداها نابليون بونابرت لزوجته الثانية ماري لويز كهدية زفاف.

6-7 تاج من اللؤلؤ والألماس ودبوس من الألماس للإمبراطورة أوجيني

. 8 دبوس يُعرف باسم "دبوس الضريح".

ولكن لم تسير الأمور بالكامل كما هو مخطط لها: فقد تم العثور على تاج يوجيني متضررًا على طريق الهروب، كما أكدت الشرطة، ويبدو أنه تم إسقاطه.

تاج أوجيني، وهو مصنوع من الذهب، مرصع بالماس والزمرد، ويحمل زخارف متكررة حول محيطه من النسور التي ترفع أجنحتها عالياً.

وكشف الادعاء الفرنسي أيضًا أن اللصين تركا خلفهما بعض المعدات، بما في ذلك إحدى السترات الواقية من الرصاص، والتي ستقوم الشرطة بتحليلها.

بحلول الساعة 9:35 صباحًا، انتشر خبرٌ بين موظفي المتحف يفيد بحدوث أمرٍ ما في معرض أبولو. دوّى صوت إنذار في غرفة التحكم، لكن لم يتضح مدى انتشاره. ولا تزال الشرطة تحقق في سلامة النظام.

قبل مغادرتهم حوالي الساعة 09:38، حاول اللصوص إشعال النار في السلالم الميكانيكية التي استخدموها للوصول إلى المكان، قبل أن يستقلوا دراجات نارية من طراز ياماها TMAX، القادرة على الوصول إلى سرعة تزيد عن 100 ميل في الساعة، ويهربوا عبر شوارع باريس الضيقة.