القطب الثالث، بيراميدز من مشروع طموح إلى قوة متوجة على عرش إفريقيا

الثلاثاء 21/أكتوبر/2025 - 02:01 م

كانت الكرة المصرية تدور في فلك قطبين رئيسيين لا ثالث لهما: الأهلي والزمالك، لكن هذا الواقع التاريخي لم يعد قائمًا! ففي السنوات الأربع الأخيرة، فرض نادي بيراميدز نفسه بقوة استثنائية ليصبح منافسًا رئيسيًا وقطبًا ثالثًا في الساحة المصرية، بل وأكثر من ذلك، قوة قارية تنازع العملاقين على الألقاب المحلية والإفريقية.

وفي غضون أربع سنوات فقط، تحوّل نادي بيراميدز من مجرد مشروع رياضي طموح إلى قوة كروية لا يستهان بها على الساحة المصرية والإفريقية، مثبتًا نفسه كمنافس حقيقي على الألقاب وكاسر لاحتكار القطبين التقليديين، كما استطاع النادي أن يخطف الأنظار باستثمارات ضخمة، وحصد نتائج مبهرة رسخت مكانته الجديدة.

مسيرة صعود تاريخية ومنافسة شرسة (2020 - 2025)

لم يكن صعود بيراميدز مجرد تطور عادي، بل كان انطلاقة مدوية قوامها الكفاءة الإدارية والصفقات النوعية انعكست على أدائه ونتائجه القارية والمحلية:

بصمة قارية مبكرة (2020)

أثبت بيراميدز جديته سريعًا بوصوله إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2020، في إنجاز يعد الأسرع لنادي مصري حديث النشأة في بطولة قارية، مما أعلن عن ميلاد منافس جديد في القارة السمراء.

ترسيخ الهيمنة المحلية (2022 - 2023)

على الصعيد المحلي، تحوّل بيراميدز إلى المنافس رقم واحد للأهلي والزمالك، حيث أنهى موسمي الدوري المصري الممتاز 2021–2022 و 2022–2023 في مركز الوصافة، مؤكدًا استحقاقه التواجد في قمة الجدول وشارك في دوري أبطال إفريقيا.

المنافسة التاريخية على الدوري (موسم 2024-2025)

شهد الموسم الكروي الأخير 2024-2025، أشرس منافسة على لقب الدوري المصري الممتاز في تاريخ النادي، حيث ظل بيراميدز منافسًا شرسًا للنادي الأهلي على الصدارة حتى الجولة الأخيرة من المسابقة.

ورغم القوة التي أظهرها بيراميدز، تمكن الأهلي من حسم اللقب بفارق نقطتين فقط (58) نقطة للأهلي مقابل 56 نقطة لبيراميدز، ليؤكد الفريق السماوي أنه بات ندا حقيقيًا لا يرضى بالمركز الثاني بسهولة.

التتويج الأغلى والقمة الإفريقية (2025)

شهد عام 2025 التوهج الأكبر والأهم في تاريخ النادي، حيث وصل الفريق إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2025 وتوج باللقب على حساب صنداونز الجنوب إفريقي، ولم يكتف بذلك، بل توج بلقب كأس السوبر الإفريقي عام 2025 على حساب نهضة بركان المغربي، ليضع أول ألقابه القارية الكبرى ويدخل مصاف الأندية المتوجة رسميًا.

ونجح بيراميدز أيضًا في تحقيق لقب كأس مصر على حساب نادي زد، كما قدم أداء مميزا في بطولة كأس الإنتركونتيننتال 2025 وحقق الفوز في المباراة الأولى على حساب أوكلاند سيتي، قبل أن يحقق لقب كأس القارات الثلاث بعد الفوز على الأهلي السعودي، ليخطف بطاقة التأهل للدور نصف النهائي من بطولة العالم للأندية.

كيف خطف بيراميدز الأضواء؟

اعتمد بيراميدز في صعوده على عدة ركائز جعلته محط أنظار الجميع في مصر وأفريقيا:

الاستثمار الذكي في النجوم

نجح فريق بيراميدز في ضم مزيج من الخبرات المحلية المتميزة والمحترفين الأجانب الأكفاء، مما منح الفريق عمقا فنيًا وقدرة على المنافسة في جميع البطولات.

الاستقرار الفني والتخطيط

رغم التغييرات، تميزت إدارة النادي بوضع خطة واضحة ومستدامة، تهدف إلى بناء فريق قادر على الاستمرار في القمة، وليس مجرد فريق "فقاعة" موسم واحد.

بناء العلامة التجارية

نجح النادي في بناء علامة رياضية قوية وجذابة، لا تعتمد فقط على المال، بل على الاحترافية في الأداء والإدارة، مما زاد من قاعدة جماهيره وشعبيته المتنامية.

باختصار، أثبت بيراميدز أن النجاح في كرة القدم ليس حكرًا على التاريخ، بل يمكن أن يأتي بالرؤية والاستثمار والعمل الجاد، ليصبح في ظرف سنوات قليلة إحدى القوى العظمى التي يعاد ترتيب الخريطة الكروية المصرية والإفريقية على أساسها.