الثلاثاء 21 أكتوبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

بعد وقف حرب غزة، هل تعيد إسرائيل ضرب إيران؟ (شاهد)

قصف إيران
قصف إيران

إن التوترات بين إسرائيل وإيران هي صراع استراتيجي طويل الأمد يتجاوز بطبيعته حرب غزة، وبالتالي فإن احتمالية استئناف إسرائيل لضرباتها ضد إيران قائمة ومستمرة، وتعتمد على عدة عوامل رئيسية.

مؤخرًا، سربت إسرائيل عدة صور التقطتها الأقمار الصناعية من معهد العلوم الدولية والأمن والباحث النووي ديفيد أولبرايت تكشف تكثيف إيران العمل في مفاعلاتها النووية.
ووفق الصور، فإن إيران تعيد بناء منشأة حساسة كانت تعرف سابقًا باسم «تالاغان 2»، وتقع في موقع محمي في بارشين، والذي كان مرتبطاً سابقاً بأنشطة مشروع أمد النووي ومن المعروف أنه شهد تجارب نووية.
وقد تعرض الموقع نفسه لهجوم من قبل إسرائيل في أكتوبر 2024، وبدأت الأعمال في الموقع قبل الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو.

طبيعة الصراع الإيراني-الإسرائيلي:

الهدف الرئيسي لإسرائيل من أي عمل ضد إيران هو البرنامج النووي الإيراني وترسانتها الصاروخية وقدرتها على دعم "قوى الوكلاء" في المنطقة. هذه الأهداف الاستراتيجية لم تتغير بوقف إطلاق النار في غزة.

مفاعل إيراني

تشير التحليلات إلى أن إسرائيل قد تكون استغلت فرصة سابقة (في يونيو 2025) لتوجيه ضربات "غير مسبوقة" ضد منشآت إيرانية (مثل نطنز وفوردو) وكذلك تصفية قيادات عسكرية وعلمية. إذا كانت هذه الضربات قد أحدثت أضراراً جسيمة في البرنامج النووي، فقد يمنح ذلك إسرائيل فترة هدوء مؤقتة للتركيز على ملفات أخرى.

مفاعل إيراني

وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار (في يونيو 2025)، تبقى التصريحات الإسرائيلية تشير إلى أن "بنك الأهداف لم يُغلق" بعد، وأنها لا تزال تعتبر أن تطوير إيران لسلاح نووي يمثل تهديداً وجودياً لا يمكن التهاون فيه.

مفاعل إيراني

ومن ثمّ فإنه بعد التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق نار في غزة، من المتوقع أن يتحول التركيز الإسرائيلي جزئياً إلى جبهة الشمال (حزب الله وسوريا) وإلى الخطر النووي الإيراني. قد ترى إسرائيل أن استقرار جبهة غزة يمنحها هامشاً للمناورة لمعالجة التهديدات الأكثر استراتيجية.

مفاعل إيراني

العوامل الدولية:

لاشك أن أي قرار إسرائيلي بضرب إيران مرة أخرى سيعتمد بشدة على الموقف الأمريكي والدولي. الضغوط الدولية غالباً ما تكون عاملاً رادعاً لمنع التصعيد الإقليمي الشامل.

ومع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم واقترابها من مستويات الأسلحة، يزداد القلق الإسرائيلي والأمريكي، مما يرفع من احتمالية توجيه ضربات استباقية إذا تم تقييم أن الخيار الدبلوماسي قد فشل بشكل نهائي.

ويمثل وقف إطلاق النار في غزة تهدئة في جبهة واحدة فقط من جبهات الصراع الإقليمي. الاحتمالية موجودة بقوة لاستئناف إسرائيل لعمليات ضد إيران، خاصة إذا شعرت أن طهران تقترب بشكل حاسم من امتلاك السلاح النووي أو إذا استأنفت إيران أنشطة عسكرية تستفز إسرائيل. التوتر بين الطرفين هو صراع وجودي مستمر، قد يتوقف مؤقتاً ولكنه نادراً ما ينتهي تماماً.

الموقف الأوروبي

في ظل محاولات المسؤولين الإيرانيين التأثير على الرأي العام المحلي من خلال تقديم تفسيرات مختلفة لتداعيات عودة العقوبات، واتباع طهران نهجاً حذراً في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفاد لورنس نورمان، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال المختص بالملف النووي الإيراني، بأن مصادر مطلعة أكدت له أنّ الدول الأوروبية قد تُحيل "الملف الإيراني" إلى مجلس الأمن الدولي في نوفمبر المقبل إذا لم تُبدِ طهران تعاوناً كافياً.
وأوضح نورمان أنّ إيران تحاول الإيحاء بأن القضية طُويت، "غير أن الواقع ليس كذلك"، على حدّ تعبيره، مذكّراً بأنّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا تمتلك مهلة تمتد حتى 12 شهراً لإحالة قرار عدم التزام إيران بتعهداتها النووية إلى مجلس الأمن.
ورغم امتلاك الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) في حال إحالة الملف، إلا أنّ تجربة العقوبات الست التي أصدرها مجلس الأمن قبل التوصل إلى الاتفاق النووي تظهر أنّ الدولتين لم تعارضا تلك القرارات، بل صوتتا لصالحها جميعاً.
وتتبنى أوروبا حالياً موقفاً مشابهاً للموقف الأميركي، إذ لم يعد يقتصر على المطالبة بـ"صفر تخصيب" في إيران، بل يشمل أيضاً دعوة مشتركة مع مجلس التعاون الخليجي لوقف تطوير برنامج الصواريخ الباليستية — وهو مطلب يستبعد المراقبون أن يكون قابلاً للتفاوض نظراً لتأكيد المرشد الأعلى الإيراني عليه بشكل متكرر.
وفي المقابل، تؤكد طهران أنّ روسيا لن تتعاون مع أي قرار لإعادة فرض العقوبات، رغم أنّ موسكو نفسها تخضع حالياً لأشد العقوبات الغربية. في الوقت نفسه، أعلنت العديد من الدول — من الولايات المتحدة وأوروبا إلى كندا وأستراليا واليابان — استعدادها للتعاون في تنفيذ العقوبات الجديدة على إيران.
من جانبه، شكك أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي أعيد تعيينه بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، في مصداقية تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً إنّ مديرها العام رافائيل غروسي "قام بما عليه، لكن تقاريره فقدت تأثيرها".
ويأتي ذلك في وقت طلب فيه أعضاء مجلس محافظي الوكالة من غروسي إعداد تقرير شامل حول إخلال إيران بالتزاماتها، وهو التقرير الذي استندت إليه الدول الأوروبية لتفعيل آلية "العودة التلقائية للعقوبات" (المعروفة بآلية الزناد أو سناب باك).
حالياً، تبدو علاقة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية شبه مجمّدة، فيما لا يزال مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب — الذي فُقد خلال الحرب الأخيرة — مجهولاً حتى الآن.
 

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات

تم نسخ الرابط