خالد أبو بكر عن الرئيس السيسي: فرض مكانة مصر وقيمتها وقوتها بهدوء وبحكمة

الأربعاء 08/أكتوبر/2025 - 12:55 ص

الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية

تناول الإعلامي خالد أبو بكر تطورات المشهد السياسي المصري والإقليمي، متوقفًا عند عدد من المحطات المفصلية التي شهدتها مصر خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما تحقق خلالها من حضور دولي متزايد، وتغير جذري في نظرة العالم لمصر ومكانتها السياسية والدبلوماسية.

وقال خالد أبو بكر: “خيالي سرح، وفكّرت إننا عدينا 11 سنة، عدّينا ربنا فعلاً... وربطت اللي بيحصل دلوقتي في شرم الشيخ، باللي حصل وقت إعلان الخط الأحمر في ليبيا، وبمبادرة ترامب اللي ما جابش سيرة التهجير، اللي الرئيس عبد الفتاح السيسي ، قال إنه لن يقبله شكلاً ولا موضوعًا”.

وأكد أن هذه السنوات شهدت تطورًا ملحوظًا في الموقف المصري على الصعيد الدولي، مشيرًا إلى أن رئيس المخابرات التركية يشارك الآن في مباحثات خاصة بمبادرة ترامب في شرم الشيخ، وهي دلالة على عمق المشاركة المصرية في الملفات الإقليمية الحساسة.

وتابع أبو بكر: “ربطت كمان بين كل دا وبين عدد المناصب الدولية اللي مصر حصلت عليها خلال الـ11 سنة بتوع حكم الرئيس السيسي”، مضيفًا: “اللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى، في 2014، كانت دول كتير لا تعترف بمصر، ولا برئيسها، كانوا بيعتبروا 30 يونيو مش حدث شرعي، لكن النهارده، وإنت قاعد، تقدر تقول بثقة: أنا فرضت مكانتي وقيمتي وقوتي بهدوء وبحكمة”.

اقرأ أيضًا:

خالد أبو بكر: الإخوان بيعتبروا الرئيس السيسي العدو الأول وبيسعوا لتشويهه أمام الشعب

تطورات الحالة الصحية لـ خالد أبو بكر عقب تعرضة لوعكة صحية على الهواء

وأشار إلى أن مصر، رغم الهجوم والتشكيك الذي تعرضت له، تعاملت بسياسة ضبط النفس والاتزان، قائلًا: “ما غلطتش في حد رغم الهجوم، وصبرت، وفي الآخر كسبت، دا موضوع يستحق تعظيم سلام. مش بكلام عاطفي، لكن بلغة موضوعية، وبعيد عن أي مجاملة”.

استعرض خالد أبو بكر الوضع المصري عقب ثورة 30 يونيو، قائلًا: “من 2014، وعلى مدى 11 سنة، شوفنا مصر كانت فين وبقت فين على الصعيد الدولي. كنا مطرودين من الاتحاد الإفريقي، كنا برا المشهد تمامًا، دول عربية وإقليمية كانت بتشتغل ضدنا، وضد الرئيس شخصيًا، لكن 11 سنة غيرت كل ده”.

كما أشاد بنهج الرئيس السيسي في التعامل مع القضايا الدولية، قائلاً: “أنا بتكلم عن سياسة متزنة، عن عقل، عن ألفاظ موزونة، لما الرئيس السيسي اتكلم قدام طلاب الكليات العسكرية، وتكلم عن قوة مصر، نبرة صوته كانت محسوبة، الزعماء ممكن يقولوا الكلام دا بصوت عالي، أو باستعراض، لكن هو قاله بهدوء: إحنا إن شاء الله قادرين نحمي بلدنا.

وأكد أن مصر لم تتخذ خطوات "عنترية" رغم الاستفزازات، بل اعتمدت على الدبلوماسية والعقلانية، وهو ما قاد إلى حضور قوي في المحافل الدولية، فقال: “حتى وقت ما رؤساء دول كانوا بيهاجموه، السيسي ما ردش، ومصر ما اتخذتش خطوات عنترية، لكن النتيجة قدامك: العالم كله النهارده موجود في شرم الشيخ، رؤساء أجهزة استخبارات، مبعوثين أمريكيين... بص على بلدك وشوف عملت إيه”.

في سياق متصل، تطرق الإعلامي خالد أبو بكر إلى ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، معتبرًا أن هذا الترشيح يمثل نموذجًا للنجاحات المصرية على الساحة الدولية، فقال: “لما رشحنا الدكتور خالد العناني، خدنا من التجربة دي عبرة، خالد العناني كان مدير المتحف المصري في التحرير، وكان وزير السياحة، لكنه بضاعة ثقافية مصرية فاخرة، على أعلى مستوى”.

وسرد موقفًا شخصيًا، قائلاً: “أنا في مرة كنت في باريس، وكان الدكتور زاهي حواس والسفير إيهاب بدوي معايا، وقالولي: (خالد العناني هنا، إعمل معاه لقاء)، قلتلهم: ماعرفوش، لكن السفير قاللي: (دي بضاعة فاخرة، شوف إزاي بيتكلم مع التلفزيون الفرنسي). ومن هنا بدأت أشوف”.

وأضاف: “نجاحنا مش جاي صدفة. 40% من سبب الفوز في اليونسكو كان بسبب شخص خالد العناني، والـ60% التانية كانت عوامل كتير، أهمها إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان بنفسه بيقود الحملة، في كل اجتماعاته الدولية، كان بيتكلم عن مرشح مصر”.

وأشاد بطريقة إدارة الحملة، قائلاً: “دا دعم حقيقي من القيادة السياسية، دعم مش مجرد كلام. دعم فعلي بإجراءات، واجتماعات، واتصالات، ولأول مرة، كان في إجماع عربي، ودعم أوروبي كبير، لأول مرة، ندير حملة باحترافية، مش مجرد تأدية واجب”.

ثم تساءل: “العبرة فين؟ هل عندنا في مصر كام خالد العناني؟ كام بضاعة مصرية فاخرة لسه ما اكتشفناهاش؟ البلد دي مليانة مواهب، في 2014، كان في حد فينا يعرف مين هو خالد العناني؟ ولما خرج من الوزارة، الناس قالت (خلاص، ده كده خرج من اللعبة)، لكن مصر كانت بتجهز لحاجة تانية”.

واستكمل: “المعنى إن الشخصية المصرية قادرة، وورا كل شخص قصة نجاح. في 2009، كنا نعرف إن عبد الفتاح السيسي هيكون رئيس جمهورية؟ البلد دي فيها ناس كتير، وفيها فرص، وبتطلعهم وقت ما تحتاج”، مضيفًا: “خالد العناني ظهر بمظهر مشرف في كل المحافل الدولية، حملة مصر كانت متكاملة، من أول المتحدثين لحد الإدارة، لحد دعم الدولة بكل أجهزتها، وأخيرًا، أول مرشح عربي مصري يتولى رئاسة اليونسكو... دا شرف كبير لمصر”.

وفي ختام حديثه، تطرق أبو بكر إلى الملف الفلسطيني والمباحثات الجارية في شرم الشيخ، مشيرًا إلى أن مبادرة ترامب لا تزال مطروحة على طاولة المفاوضات، تحت رعاية مصرية - قطرية، وبمشاركة أجهزة المخابرات المصرية والتركية، والمبعوث الأمريكي.

قال: “نسيت أقولكم، خليل الحية، القيادي في حماس، موجود في مصر. واللي كان بيتكلم على مصر، ماشي في أرضها بحرية كاملة، دي مصر، ما حدش يقرب منها، قادة حماس موجودين على الأرض المصرية بأمان كامل، ودي رسالة واضحة”.

واختم كلماته برسالة قوية: “إحنا في مصر، ولو كنا ناس صغيرة، كان موقفنا هيبقى مختلف، لكن إحنا كبار، واستحملنا كتير، عشان إخوتنا الفلسطينيين، دا مش معناه إننا مش قادرين... لكن معناه إننا كبار بجد”، مضيفًا “نتمنى إن المفاوضات تنجح، وإن المواجهات تنتهي، لأن اللي بيحصل بين شعب أعزل وقوات مدعومة من أمريكا لازم يقف، إحنا في مصر بنشتغل بهدوء، بقوة، وبعقل كبير”.